كتبت - منى الموجي:
من أسرة سورية الأصل لها ميول فنية، ضمت بين أفرادها العديد من المواهب وكأن الفن كُتب على هذه الأسرة بأشكاله المختلفة ولدت الفنانة نجاة الصغيرة، فالوالد خطاط شهير، والأبناء عشقوا الموسيقى والتمثيل ونال بعضهم شهرة لم يصل إليها آخرون، رغم الظروف الحياتية الصعبة التي نشأوا فيها وتعدد زيجات الأب وقسوته في بعض الأحيان، لكن يبدو أن الإبداع يولد من رحم المعاناة.
رغم ابتعادها التام عن الساحة الإعلامية والفنية منذ أن قررت الاعتزال عام 2002، مازالت نجاة الصغيرة صوت مصر الملائكي الأول، الذي امتلك جسم ضئيل وموهبة ضخمة جعلتها تنجح في أن تفسح لها المجال وسط عمالقة الغناء العربي في ذلك الوقت من أمثال أم كلثوم وليلى مراد وفايزة أحمد.
هدية
طفلة صغيرة عرفها الجمهور في فيلم ''هدية'' عام 1947 مع محمود ذو الفقار وفؤاد شفيق، وكان أول أجر تحصل عليه من الإذاعة علبة شكولاتة وعمرها ست سنوات، وحرص والدها على أن ينمي موهبتها بعدما اكتشف امتلاكها لموهبة عبقرية، فأسند إلى شقيقها عز الدين مهمة تدريبها على أغاني كوكب الشرق أم كلثوم، وأجادتها الصغيرة، وهو اللقب الذي التصق باسم نجاة لضآلة جسمها وحتى يميزها عن المطربة الكبيرة آنذاك نجاة علي.
الثلاثاء
عُرف عن نجاة تشاؤمها من يوم الثلاثاء فلا تحب أن تصور أو تسجل أغاني في هذا اليوم، كما تسعى ألا تتواجد في البيت هذا اليوم، وعندما سئُلت عن سبب ذلك، قالت أنه من ضمن الأشياء التي قلدت فيها متبنيها فنيا الموسيقار محمد عبد الوهاب، والذي كان يتشاءم من يوم الأربعاء فقررت أن تختار لها يوما وكان الثلاثاء.
زواج مبكر
ارتبطت الفنانة نجاة وهي مازالت طفلة لم يتعد عمرها السادسة عشر بزيجة أسفرت عن ابنها الوحيد وليد، وساعدها زوجها على تحقيق حلمها الفني فجلب لها المؤلفين والملحنين الذين بدأوا يصنعوا لها أغاني تتناسب وطبيعة صوتها، ولكن سرعان ما دب الخلاف بين الزوجين وبدأت الطفلة تكبر وترفض أن يسيطر أحد على قرارتها واختياراتها الفنية فطلبت الطلاق، وتعنت الزوج فلجأت إلى القضاء والذي منحها الطلاق بعد ستة أشهر.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تتمرد فيها نجاة على القيود، حيث قامت قبل زواجها بسنوات ومعها شقيقها بالاستقلال بحياتهما والابتعاد عن منزل الأب، ليسكنا معا في منزل بحي الزمالك، قبل أن تتزوج من صديق شقيقها.
قصة حب
انتشرت على صفحات الجرائد والمجلات الأخبار التي تؤكد وجود قصة حب بينها وبين الشاعر الكبير كامل الشناوي والتي غنت من كلماته العديد من الأعمال أولها ''أوصفولي الحب''، ''ولا تكذبي'' والتي قيل أنه كتبها في نجاة بعد أن أضناه حبها ومنحها من وقته وشعره وقلبه الكثير بينما لم تمنحه هي أي شيء، ونفى آخرون هذه الرواية واعتبروها محض افتراء على نجاة، وشائعة زاد من انتشارها صمت نجاة وابتعادها عن الإعلام طوال مشوارها الفني.
من أشهر وأجمل أغانيها ''لا تكذبي'' كلمات كامل الشناوي وألحان محمد عبد الوهاب، وأغنية ''أيظن'' وهي القصيدة التي أهداها لها الشاعر الكبير نزار قباني ولحنها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، كما شاركت نجاة كالكثير من مطربات جيلها بالتمثيل في أكثر من عمل سينمائي، وكانت أولى بطولاتها في فيلم ''غريبة'' والتي غنت فيه أغنية ''منسية''، وقدمت أفلام ''شاطئ المرح''، ''7 أيام في الجنة''، ''ابنتي العزيزة''، ''الشموع السوداء''، أما اخر أفلامها فكان فيلم ''جفت الدموع''.
سعاد حسني
علاقة سعاد بشقيقتها نجاة الصغيرة كانت ولا زالت محل تساؤل الكثيرين، فبينما يؤكد الجميع أن سعاد كانت دائما ما تتحدث عن إعجابها بصوت اختها نجاة وتتحدث عنها بصورة إيجابية دائما، كانت نجاة تتلاشى الحديث عن شقيقتها سعاد بالخير أو بالشر، وبعد وفاتها لم تتحدث نجاة عن حادثة وفاة سعاد، رغم اللغط المُثار حتى الآن.
اعتزال
''اطمئن'' كانت أخر أغنية تقدمها نجاة قبل قرار الاعتزال، مفضلة أن تظل ذكرى جميلة في أذهان جمهورها، وحتى تحافظ على تاريخها وصورتها ومشوارها الفني.
ومؤخرا خرج تسجيل صوتي لنجاة أكد البعض أنه جديد، لأغنية ''من سماكي'' بينما اكد آخرون أن الأغنية سبق وأن قدمتها نجاة قبل الاعتزال، وهي من كلمات عبد الرحمن الأبنودي، وألحان سامي الحفناوي.