قصيدة
أكواخ الْحَبَّ
الدافئة الْمُضِيئَةَ لَيْلًا
يَتَرَقْرَقُ مَوْجُ
النِّيلُ بحَقَائبة
مُسَافِرا
فى الوَادى
العَتِيق
حَافى القَدَمَين
وَحَيَّدَا فَرحا
سَعيدا رَقيق
تاره
وتاره أخرى
شَجيا عَنيدا
مسْة منْ الهَم
الحَريق
يَمُدُّ
راحَتيه للْنُجُوع
الْمُسَافِرَاتِ
شريدة
على الشُّطآنَ
يَبِثُّ الطَّمَى
التريب مِسْكًا
ووحلا غريق
فَوَق الرَبيدة
وَيَلْقَى التَّحِيَّةُ
لِلنَّخِيلِ المسترسلة
مع الرياح
بصوتها الحنون
الصهيب الخريق
تداعب فى العلا
الخميلة
فتتراقْص الغُصُون
المُغَبرة الرَبيدة
وهَامَات النَخيل
كل فى فلك
السَباطة والجَريدة
وَالنُّجُومُ
وتنشد الأقْدار
***
فى الدُجَى
أكَواخ الْحُبَّ
فِى الدُور
العَقِيق
مَصَابِيحَ مُوقِدة
وسِرَاجَا وَهَّاجَا
لضَجْة الأجْوار
وكَومَة البَريق
والوَرْقَاء تَنُوح
تَتَمَنَّى سُلَّمَا
إلَى السَّمَاء
تصْعَدُ فِيهِ
الأمْنِيَات
وَطُيور الشَحْرور
تَعْبَرُ الأسْوَار
وَتَهْوَى لِصَفْحَةِ
الْمَاءِ تَسْتَحِمُّ
وَتَمرُقُ فِيهِ
رومانسية
الأصوار
تمج
شجية الصيحات
إنما دِيَارَ
الوادى
تشْرب
من الجَنات
كَذَلِكَ
طَير الشَحْرور
الطَليق
يحَلق
بِلَا أسْوار
ويمضى
فى الأذمار
***
ياإبْنة الْيَمَّ
النُّهُرُ تَوَكَّأَ
شَمَالَ
وأزمأر
حتْى ضَج
بالبُكَاء الأرِيج
هناك العشق
زأر
وَالصُّبْح يَفْطِمُ
أيْامه
ويأوى
الى ذات ربْوة
ونخْلات العَريج
وعنْدمَا تأتى
خُيول الشِتاء
تثير فقاعات
فوق صَفَحَات
النيل المغرد
الهزج
والزَوَارق
لهُن صَاخِبات
اللُجَج
بزئِير منْ نئِيج
والفَجْر يلمْلم
قَدمية
وجأر
والحُطام نُعُوشَا
تجْرى بَيْنَ الأعْشَاب
وبَقَايا الخَديج
والتماسيح تحكى
عن الفراعين
وتحكى عن عصر
ما قبل التاريخ
وتتمنى السباحة
نحو الأشراق
و لادغ
الماء العذب
العملاق
يتمنى أن يسبح
فى هذا النهر
ويبعْثر الأشْواق
حتْى وَرُدَ النِّيلُ
يَذْبَحُ أغصانه
سَاعة الفُراق
وَتَطْفُوَ ْوُرُودُهُ
تَلَعِنَّ المُحار
وتَسب القَواقِع
المأر
والطَائر الحَزين
مل
الكَلام
المزيف
المَريج
وعنْد اخِر
الحَديث الطويل
البهيج
فرْعَنان ما ينْطَقان
بالهوى
حتى عند حافة
الثغر الجميل
الدعج
فى قلبيهما
صهوة الاسرار
يهْتفان
فى البَحر
يقولان
يا أبَا البِحَار
لقَد جئنا
منْ الجَنة
معْجزة فى الأجْهَار
والأضْمَار
مَحْمُودُ الْعِيَاطِ
دِيوَانُ مَعَ الزُّنوجِ
لَاَبِدُ ان يَبْدَأُ