الأقصر - محمد محروس:
الساحة الرضوانية .. إحدى أهم الساحات الصوفية المنتشرة في صعيد مصر وتقع في منطقة البغدادي جنوب الأقصر ويقصدها أتباع الطرق الصوفية والفقراء والمساكين طوال شهر رمضان حيث تقيم الساحة مائدتي إفطار وسحور وتنظم سهرات روحانية يتخللها جلسات ذكر وإنشاد ديني.
وتعد الساحة الرضوانية أكبر ساحة صوفية في صعيد مصر حيث تحتوى على مسجد بجواره مقام العارف بالله الشيخ أحمد رضوان ثم قاعة ضيوف وقاعة احتفالات ثم المطعم والسفرة التي تحتوى على ثلاث سفرات كل واحدة منهما ثلاثين مترا مشيدة بالقيشاني والسيراميك ويوجد كذلك استراحات للزائرين المغتربين في الطابق العلوى حوالي عشرين غرفة.
للساحة وصاحبها قصص محفورة في الذاكرة الشعبية لأهل الصعيد لعل أشهر هذه القصص ما يتداوله الناس عن علاقة صاحب الساحة العارف بالله الشيخ أحمد رضوان بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر حيث بدأت علاقة الصداقة بينهما حينما كان يمر الرئيس الراحل بأزمة نفسية فشكا لأحد وزرائه تحديدا حسن عباس زكى ما يمر به فأشار عليه الرجل بالجلوس مع الشيخ المبجل الذي ذاع صيته وعرف بالكرامات والبركات والزهد فففعل عبدالناصر وأرسل وزيره للشيخ فحضرا سويا عند الرئيس ثم انفرد الشيخ بعبدالناصر وفي نهاية اللقاء قدم له عبدالناصر علبة صدفية وبها بعض النقود فرفضها وغضب ومن هنا بدأت علاقة صداقة متينة بين الرجلين.
وتقول الرواية الشعبية إن جد الشيخ أحمد رضوان استقر في منطقة البغدادي الصحراوية من صعيد مصر بأمر من رسول الإسلام "صلي الله عليه وسلم" حيث شاهده في رؤيا منامية يأمره بالسفر من نجع العرب بأسوان المقر الأول بعد هجرة الأجداد من المغرب إلى مصر فاستقر الشيخ بالبغدادي وذلك قبل أكثر من مائتي عام فأقام بيتا له في هذا المكان القفر ومضيفة لاستقبال الضيوف كعادة الناس في الصعيد واستمر بعد ذلك في تحفيظ القرآن الكريم لأهل هذه المنطقة ثم بنى لاحقا بجوار داره ساحة صغيرة تتكون من مجلس للشيخ ليعلم الناس الدين وتعاليم الإسلام، بنيت من الطوب اللبن وسقفها من شجر الأثل واستمرت على حالها فترة كبيرة ثم اقام بعض الحجرات بها حتى أصبحت موئلاً للناس والعلماء من شتى أنحاء مصر ومن بعض بلاد العالم حتى سمع بها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
ويقول الشيخ عبد الله صالح أحمد رضوان "حفيد الشيخ أحمد رضوان" أن جده ينتهي نسبه لسيدنا الحسن ابن علي إضافة إلى أنه كان رجل علامة حيث إن من تلاميذه الشيخ الباقوري والشيخ عبد الحليم محمود، شيخا الأزهر الشريف الأسبقان، وكان على علاقة طيبة بالشيخ الشعراوي رحمه الله.