قصيدة
الحاوى بعد المدرسة
نفر غير قليل
تتجمع مثلما
قطرات السيل
بجوار عربات
الكارو
و الخيل
والحنطور
قرب المحطة
عند فتحة
الطرود والاستلام
يبدو شابا نحيلا
بين رؤوس الانام
يتحرك فى يديه
النار
يتقراقص هنا وهنا
بين حفر الجمار
وطفل صغير
ضاحك قرير
يضرب الطبلة
موسيقى السيرك
و بعض النفير
اغلق الشارع
فلا مرور
من وراء السور
البشرية
الف سور
لا يستطيع ان يعبر
ذلك الميدان الفسيح
سوى اسراب
الطيور
مازالت فى ذاكرتى
وانا اعود
من المدرسة
فى تعب وفتور
والرفيقة تدعونى
لنتخذ من السكة
طريق القضبان
وانا ادعوها
لنعبر الميدان
انى لنا هذا
الزحام الزحام
الانبهار الانبهار
النجوم وحدها
تلقى ورود الانبهار
حتى فى الظلماء
تبقى فى جهار
الناس تهوى
التجمع
لادراك الاسرار
تكثر مثلما
فقاعات
فوق الماء
تتجمع
كقطرات المطر
تاتى
من صوب
السماء
ومثلما حبات
رمل بثت
فى صحراء
الزحام الزحام
*****
الحاوى
ليس ككل الناس
يحسب
كل شىء
الحاوى
عنده كلب
يهوى الرقص
والانبطاح
وعنده قرد
متخفى
فى الوشاح
وترابيزة
فيها من الالعاب
براح
الحاوى يعزف
معزوفة الابتكار
العيون شاخصة
تتمنى معرفة
الاسرار
الكل ينظر
فى وقت
واحد
حتى بائع
الجرائد
والطفل يرمق
فى خشوع
يسمع دقات
قلبه بين
الضلوع
واراك ايها الحاوى
دائم اللف والدوران
تبحث فى ذاكرة
الاشياء
عن حيلة
ينعم بها البسطاء
القلق داخل
عينيك يقبله
الوفاء
تبحث عن بقعة
فيها الامان
تتكلم كأنك
على مسرح
وكأنك فنان
تمتلك
رصانة
الاداء والبيان
انك اسطورة
ملك الانتباة
تستجدى منا
ضحكة
على الشفاة
ما احلى تلك
الحياة حينما
المتعة ترافقها
الملهاه
*****
على كتف الشتاء
كنا نرفع
الشنطة والاشياء
و في دفتر الكراسة
تنحنى السطور
لتكتب خواطر
من عطور
الجو
لا يفتر عن
الحر والرمضاء
الشمس ضحى
والسماء
تبدو فى حلل
النقاء
والالعاب
اللعبة تلو
الاخرى
يمضى الوقت
هباء
تتوالى الساعات
فى كبرياء
يتوالى قطار
بعد قطار
لا تدر
كيف جاء
بمنتهى الدهاء
والحاوى
يعطى اجواء
الافلام
بلعبة الورق
ولعبة الحزام
يخرج من النار
الحمام
ويرفرف
بين يديه بامان
ويخرج ورود
من لا شىء
كاننا فى بستان
قد ازدهر
قبل الاوان
واقف كالطود
يخدع الجميع
بائن كالنهار
فى يدية
ورود الربيع
يبدو حينا
كأنما
ستنتهى كل
الالعاب
ويعود
بلعبة
فيها من الصعاب
ويعود فيأخذ
كل الالباب
تتفاعل الجماهير
مع العرض
الخطير
خصوصا عرض
حلقات النار
الشهير
******
تقف الشوارع
حافية
فوق البنفسج
تلك العنادل
على الاسوار
فى لحنها
الهزج
تسكن لحظات
من ثم تنزعج
الحاوى يقول
بإذن الله
ربنا يقدرنا
ننام على
على الحصير
وفوق
لوحة المسامير
دة ياجدعان
شىء خطير
بس ولاد
الحلال تدينا
الفكة
وتوسع السكة
والقرد يعدل
الطربوش
ويلف يجمع
الفلوس والقروش
فى كوز
فلوس
من الطفل
والشاب
والعجوز
ويقول
على الله الرزق
ياعباد
الارزاق
على الله
تاجى
فى المعاد
بين اطياف
اللى يدعى
الشرود
ويتلقى مئات
الكلمات والردود
والطفل لا يكف
عن الاستعراض
والكلب يمرح
معه بلبسه
الفضفاض
والحاوى
يعدهم العاب
اخرى ومجهود
ويزداد عدد
المشاهدين
والالتفاف
الناس
على استحياء
تهوى الاصطفاف
وتتوالى الفقرات
مع اكروبات القرد
والالعاب اللطاف
الكلب الشقى يعمل
اراجوز
ويمشى مشية
المهزوز
وبعد ماينتهى
الحاوى
يلملم حاجته
ويغادر الميدان
وبعض الناس
تعطيه
فلوس كمان وكمان
لقد اعجبنى
عرضك
يا حاوى
ما ادري
فى نفسى
هل انت نصاب
ماهر
ام انك ساحر
محمود العياط
من
ديوان
أنا طفل يحبو اليك