قصيدة
عندما غرقت فتاة
كانت القرية
خالية الملتقى
تكتنز طمى
وريح وقش
فى صعيد الجنوب
الندى يتنفس
العبير ويحكى
عن فكرة
فى اعماق
الجذور
والفتيات يضحكن
وهن يحملن
الجرار
ينظرن الى الامد
والجرف
ويتقدمن الى النهر
يتسابقن
لعل النيل
يفتح لهن ابوابه
والشط يكتظ
بالزروع
الشمس تبتسم
كثيرا
من مليون
عام
يلعبن بالمياة
ويمشين
فى النهر
كانه طريق
فى نهاية
المطاف كانوا
ستة صاروا
خمسة
اين اختفت الفتاة
امام اعين
النهر القاسى
القلب
وامام ارتعاد
السنديان
وأسى من شجرة
سنط
والطمى يهمهم
انها مازالت
على قيد
الحياة
ورد النيل
يدرك ان الارواح
محكوم عليهم
بالزوال
وبعد ايام
طافت جثتها
شمالا
نعشا شجيا
بين عويل
الموج المتقطع
والسمك يلطم
بحراشفه
حملوها فى شوال
والنخيل اوصدت
نوافذها
وهم يتلذذون
برائحتها
وهم يمرقون
ويتبعهم الفراق
ويتمنون قرى
بلا نهر
محمود العياط
من ديوان
المهرج غريمالدي