عدد المساهمات : 8149 نقاط : 19367 تاريخ التسجيل : 14/11/2011
موضوع: أمراض الحب الإثنين سبتمبر 17, 2012 3:15 pm
أمراض الحب
عندما ننظر إلى الحب على أنه إشباع جنسي مشترك وكذلك على أنه عمل مشترك وعلى أنه شاطئ الأمان وسفينة النجاة من العزلة القاتلة ومن الوحدة والغربة، فإن هذا يعكس لنا صوراً عديدة من صور الحب المنحرف أو الحب المريض في المجتمع
الحديث. فالمجتمع الحديث هو الذي يحدد شروط وأشكال الأمراض التي تصيب الحب. والأمراض التي تصيب الحب لها أشكال متعددة، ومنها ما قد ينتهي بالانسان إلى المعاناة النفسية والتي يذهب أخصائيوا العلاج النفسي والأطباء النفسيون في تشخيصها على أنها نوع من المرض النفسي العصابي. وسنعرض فيما يلي بعضاً من نماذج الحب المرضي: يقوم الحب المرضي في حقيقته على أساس أن يكون أحد الزوجين أو كلاهما قد حدث عنده تثبيت أثناء نموه المبكر على الأم أو على الأب. وفي هذه الحالة فإن مشاعر المرأة أو الرجل وآماله ومخاوفه والتي كانت مرتبطة في الماضي بالأم أو بالأب قد حدث لها ما يسمى في التحليل النفسي بعملية النقل أو الطرح، أي نقل المشاعر النفسية القديمة وطرحها على موضوع الحب الحالي. والأشخاص الذين ينطبق عليهم هذا الوصف، هم أشخاص لم يستطيعوا حتى الآن أن يخرجوا من مرحلة الطفولة النفسية، إنهم أشخاص لم يتم فطامهم النفسي بعد، ولذلك فهم يبحثون عن ذلك الارتباط الطفلي بالوالدين حتى وهم كبار. وفي مثل هذه الحالات يكون الانسان هنا ليس أكثر من طفل لم يتخط سن الثامنة أو الخامسة أو الثانية عشرة على الأكثر، وذلك على الرغم من أن نموه من الناحية العقلية ومن الناحية الجسمية يتفق مع عمره الزمني الحقيقي. وهنا يؤدي عدم النضج العاطفي والانفعالي في مثل هذه الحالات إلى إحداث اضطرابات في العلاقات الاجتماعية، وفي بعض الحالات يبدأ المرض بالصراع النفسي والاضطرابات في العلاقات الحميمة فقط. ومثل هؤلاء الناس يكونون غالباً طيبي القلب، ظرفاء عندما يحاولون الفوز بحب امرأة ما، وعندما يسعدهم الحظ يحتفظون بطيبتهم وبظرفهم وبجاذبيتهم. علاقة الواحد منهم بالمرأة ـ مثل علاقته بأي انسان آخر ـ تظل علاقة سطحية وليست واعية كما أنها متقلبة. ويهدف كل واحد من هؤلاء الناس إلى أن يكون هو موضوع الحب من الآخرين ولا يهتم هو نفسه بأن يحب الآخرين. وغالباً ما يجد الانسان عند هؤلاء الناس قدراً كبيراً من الغرور والتعالي، وأيضاً قدراً ما من الأفكار الجيدة. وعندما يجد الواحد منهم المرأة المناسبة فعلاً يشعر بالأمان، ويشعر بأنه في مكانة مرتفعة عن العالم، وبالتالي يستطيع أن يعبر عن طيبته وظرفه وجاذبيته للآخرين. ومثل هؤلاء الرجال يخلطون عادة بين سلوكهم الرقيق الجذاب ورغبتهم في إسعاد الآخرين وبين الحب الحقيقي، ويتوصلون إلى النتيجة بأن الآخرين قد عاملوهم بطريقة لا انسانية، طريقة ظالمة وغير عادلة. إنهم يتخيلون أنفسهم نموذجاً أعلى للحبيب أو الزوج. منقول