" />
غنى الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى لكل شيء للحب والخير والجمال.. للعوز والفقر والحاجة .. غنى للإنسان
خايف أموت
خايف أموت ..
(خايف أموت من غير ما اشوف تغيير الوشوش)
خرج الشتا وهلِّت روايح الصيف*
والسجن دلوقتى يرد الكيف
مانتيش غريبة يا بلدى ومانيش ضيف
لو كان بتفهمى الأصول
لتوقفى سير الشموس..
وتعطلى الفصول.
وتنشفى النيل فى الضفاف السود
وتدودى العنقود
وتطرشى الرغيف
ما عدتى متمتعة وانتى فى ناب الغول
بتندغى الذلة وتجترى الخمول
وتئنى تحت الحمول
وتزيفى فى القول
وبأى صورة ماعادش شكلك ظريف
***
دوس يا دواس
ما عليك من باس
واكتم كل الأنفاس.
الضهر مليئ بالناس
إللى حبيتهم دون ما يبادلوني
الإحساس.
وأنا عارف إنى ما باملكهمش
لأنى ما مضيتهمشى فى الكراس
الناس اللى دمغها الباطل دمغ
اللى بتنضح كدب وتطفح صمغ
اللى بتحشش
وما بتحسس
واللى بتضحك كل ما تنداس
***
الجامعة طالعة رايتها ضلتها
هدارة
جبارة
صادقة فى نيتها..
بتتجه..
يم الوطن والموت.
و"شبرا" زاحفة تأكد التهديد
وتجمع التبديد
وصلت ميدان الفجر..
فى المواعيد…
النهر.. والضفة.
نبت هلال العيد
ومالت الكفة
وصحيت الرجفة.
مصر اللى لا لحظة ولا صدفة.
ثورة ف ضمير النور.. بتتكون.
رايات.
بدم البسطا..تتلون..
سدوا الطريق..
كيف المؤامرة تموت؟
"فلتسقط الخيانة
والقيادات الجبانة
ندّاغة الإهانة
كريهة الريحة
كريهة الصوت"
***
الغضب..
بيوالى إنشاد البيان
والوجوه الصامدة فى وش الزمان.
والرحابة..
فى الصدور..وفى الليمان..
غابت الأسر الصغيرة فى الوطن
. استوى ع الأرض وعي.
صحيت الأمة ف هدير السعي.
الوطن.. مفهوم
وحلو
ويتحضن..
***
التفت صاحبى يقوللي:
"لسه نايم..؟
مش مظاهرات..
دى حاجات يفهمها شعبك.
إقفل العقل القديم..
وافهم بقلبك.
رقصة الزار القديمة..
الفرعونية
ع الخصيبة السندسية..
لما يجتاحها الألم.
لما تغمرها الإهانة..
والقدم..
تسحق الإنسان..
وتدهس القيم"
ابتسمت..
رقصة الزار القديمة
الحميمة
العظيمة.. لحد فكرناها ثورة
فرق بين رقصة.. وثورة.
لا هى جاية فوق حصان
ولا فى لحظة زمان
حتهب نابتة فى الغيطان
ولا رقصة
برجل حافية
ف مهرجان.
دكهه هادية.
تيجى هادية.. وصوتها دامي
تعزل الكداب..
وتقبض ع الحرامى.
تعرف الناس..مش كتل
تعرف الناس..
بالوجوه..وبالأسامى.
تيجى..فاتحة القبر
نادغة الصبر
قابضة الجمر
تنصب محاكم الشعوب فى كل قصر
تغير العصر..
إلى آخر الصفحات فى سفر الثورة.
ابتسم صاحبى وقاللي:
"حاذر م الارتفاع
سيبك م الاندفاع
حفر حكومتك وساع"
ابتسمت
جفت الرقصة الحبيسة
عادت الأمة التعيسة
اختفى كل اللى كان
اختفى كل البشر
واختفى كل المكان
تحت سنوات الهوان.
**
تتعسنى فكرة إنى هموت
قبل ما اشوف- لو حتى دقيقة-
رجوع الدم لكل حقيقة..
وموت الموت..
قبل ما تصحى..
كل الكتب اللى قريت
والمدن اللى ف أحلامى رأيت
والأحلام اللى بنيت
والشهدا اللى هويت
والجيل اللى هدانى
والجيل اللى هديت..
قبل ما أملس ع الآتي
وادفن كل بشاعة الماضي
فى بيت.
***
حاقولها بالمكشوف:
خايف أموت من غير ما اشوف
تغير الظروف.
تغير الوشوش..
وتغير الصنوف.
والمحدوفين ورا
متبسمين فى أول الصفوف.
خايف أموت وتموت معايا الفكرة
لا ينتصر كل اللى حبيته..
ولا يتهزم كل اللى كنت أكره..
اتخيلوا الحسرة.
***
مأستنا.. إن الخونة.. بيموتوا
بدون عقاب ولا قصاص..
مأساتنا
إن الخونة بيموتوا.. وخلاص.
بدون مشانق فى الساحات..
ولا رصاص.
على كل حال..
صدقى مازال.
صدقى على قيد الحياة
بيفجر الدم النبيل
ويبطش بالاستقلال
ويمرغ الجباه
تحت الجزم والخيل
ويفتح الكوبرى علينا
كل صبح وليل.
والإنجليز..
مازالوا بيقهقهوا
ويضربوا.. ويسجنوا الشباب
على كوبرى عباس..
------------------------------------------
الأحزان العادية
وفجأة
هبطت على الميدان
من كل جهات المدن الخرسا
الوف شبان
زاحفين يسألوا عن موت الفجر
استنوا الفجر ورا الفجر
ان القتل يكف
ان القبضه تخف
ولذلك خرجوا يطالبوا
بالقبض على القبضه
وتقديم الكف
الدم
قلب الميدان وعدل
وكأنه دن نحاس مصهور
انا عندى فكرة عن المدن
اللى يكرهها النور
والقبر اللى يبات مش مسرور
وعندى فكرة عن العار
وميلاد النار
والسجن فى قلبى مش على رسمه سور
قلت له لأ يا بيه
انا اسف
بلدى بربيع وصباح
ولسه فى صوتى هديل الينابيع
لسه فى قلبى صهيل المصباح
لسه العالم حيى رايح جى
بيفرق بين الدكنه وبين الضى
بلدى مهما تتضيع مش حتضيع
ما ضايع الا ميدان وسيع
يساع خيول الجميع
يقدم المقدام
ويفرسن الفارس
ويترك الشجاعه للشجيع
ولا باعرف ابكى صحابى غير فى الليل
انا اللى واخد على القمر
ومكلمه اطنان من الشهور
وعلى النظر من خلف كوة فى سور
واللى قتلنى ما ظهر له دليل
وفى ليله التشييع
كان القمر غافل ..مجاش
والنجم كان حافل
لا بطل الرقصه ولا الارتعاش
لما بلغنى الخبر
اتزحم الباب
وجونى الاحباب
ده يغسل ..ده يكفن ..ده يعجن كف تراب
وانا كنت موصى لا تحملنى الا كتوف اخوان
اكلوا على خوان
وما بينهمش خيانه ولا خوان
والا نعشى ما حينفدش من الباب
ما اجمل نومه على كتوف اصحابك
تنظر صادقك من كدابك
تبحث عن صاحب انبل وش
فى الزمن الغش
والرؤيه قصادى اتسعت
بصيت واحسب نفسى بين خلان
تعالوا شوفوا الدنيا من مكانى
حاشتنا اغراض الحياه عن النظر
بالرغم من نبل الالم والانتظار
اتعلمنا حاجات اقلها الحذر
ونمنا سنوات مدهشه
نحلب ليالى حلمنا المنتظر
وامتلات الاسواق بالمواكب
تبيع صديد الوهم والمراكب
وفارشه بالوطن على الرصيف
بالفكر والجياع والكواكب ومذله الرغيف
شويه فات سقراط
مسلسلينه من القدم للباط
ومتهم باليأس والاحباط
وبالعدم وبالزنا وباللواط
وبكل كافه التهم
وهو عابر للجحيم على الصراط
ينظر على الشعب التعيس ويبتسم
الى الجحيم للفلسفه
دنيا لا كانت يوم
ولا حتكون فى يوم كويسه
دنيا فى هيأة خنفسة
دنيا فسه
ما اتعس الانسان
ما اسعد الحيوان
وعبر
وصف من الزوانى وراه
متلطخين بالبودرة والمعاجين
حاصرين غطاوى الروس
بطونهم عريانين
بيغنوا طوبى لضحكه المساجين
وعيال عرايا
تفيض بها الطرقات
من القرى ومن المقاطعات
اطفال فى لون الجوع
صوت النفس مسموع
اطفال شبه وضلوع
اما انا
فاتسعت الرؤيا
وبصيت للمسا وللحياه المتعسه
وللنسايم المنعسة
وقلت ورا سقراط
دنيا فى هيئه خنفسه
ما اتعس الانسان
ما اسعد الحيوان
قبل مرورى على بعض مكان
كنت موصى يمه افوت
هجمت من الحارة مجموعه نسوان
رجعوا بالصوت
قالوا يا عبد الرحمن
وقدرت تموت
وتفوت اللحم العارى المتهان
فى المدن اللى معداش منها ريحه انسان
انا مت
ومش منظور لى جواب
متحصن بكتوف الاصحاب
ولذلك فت
عند التربه
قعد الشيخ اوصانى
وادانى كتابى بيمانى
قال لى لو جولك ملكان
قول انا عبد الله مش عبد الرحمن
ودعا لى فى لحظه ما يقوم للعدل ميزان
ينوبنى شىء من العفو وبعض الغفران
وفى لحظه ما انا متزحلق
فى قماشى الابيض
من جوف القبر
التقدم ضابط واتعرض
قبض على الجثه
وطلب الاوراق
مزع الاكفان
عدل الوش
ووقف وركلنى
وقالى بلؤم شديد
حتى فى الموت بتغش
شيلوه
ولقيت نفسى والعربيه داخله القلعه
كانت الدنيا ضجيج والشمس نيران والعه
قوم يا انسان
انا قلت
انا عبد الله مش عبد الرحمن
زى ما الشيخ اوصانى
قالى عندى اوراق تثبت انك مش مرتاح
امرك فاح
ولقيت نفسى محاصر تانى وتحت الرجلين
قلت لنفسى وبعدين
راح تفضل كده لامتى يا غلبان ؟
بتدارى ايه ؟
ايه باقى تانى علشان تبقى عليه ؟
وطنك ؟
متباع
سرك ؟
متذاع
الدنيا حويطه وانت بتاع
ويهين المعنى الضابط
ويدوس بالجزمه على الحلم
ربنا رازجه بجهل غانيه عن كل العلم
ماذا تعنى بالكون يا يساعك يا يسعنى ؟؟
رد يا جربان يا ابن الوسخة ياكلب
اظنك حتقولى تانى الشعب
وصفعنى وتنى على بطنى بالكعب
يا سعادة البيه وانا ايه؟ او ليا فى العمال ايه ؟
ما تضيع الدنيا والعمال دى تغور
يا صاحب هذا المبنى الموروث
ضل جدودك فى الجدران مغروس
انت السلطان وانا المملوك
انت السجان وانا المهلوك
انت المنصور وانا المسفوك
انا الصعلوك وامتى الصعلوك
يقدر يتجاسر على السلطان
اللى فى ايده بدل البرهان مليون برهان
رفع الهد
ماهو برضه دول يفهموا فى الكدب
اول ما اتلفت جه غارس الجزمه فى قورتى
وجيت اقعد بركنى على الاسفلت
ولقيت نفسى محاصر تانى وتحت الرجلين
قلت لنفسى وبعدين
راح تفضل كده لامتى يا غلبان ؟
ما لقتش الراحه فى الموت
يمكن تلاقيها ورا القضبان
اطلعت على الشبابيك وعلى القضبان
على الموقف
على السجن وعلى السجان
ولقيتنى طول عمرى كنت كده
كلب ..محاصر ..متهان ..منبوذ ..جربان
وانا يا ابنى الحلم اللى ما لهش اوان
معروف عشى فى قلب البستان
معروف صوتى فى زمن الاحزان
وفى اى زمان
واتذكرت سنه ما اتبنت القلعه
وكنت انا اول مسجون
وان الضابط ده اول سجان
يوم ما ركلنى نفس الركله
يوم ما صفعنى نفس الصفعه
نفس طريقه الركل
وآخر الليل جانى بدم صحابى فى الاكل
استأذنت ارتب اقوالى
قفل الباب
واتفتح الباب
وخلاص
يا عم الضابط انت كداب
واللى باعتك كداب
مش بالذل حاشوفكم غير
ولا استرجى منكم خير
انتم كلاب الحاكم
واحنا الطير
انتم التوجيه واحنا السيل
انتم لصوص القوت
واحنا بنبنى بيوت
احنا الصوت ساعه ما تحبوا الدنيا سكوت
احنا شعبين ..شعبين ..شعبين
شوف الاول فين ؟؟
والتانى فين ؟؟
وآدى الخط ما بين الاتنين بيفوت
انتم بعتم الارض بفاسها ..بناسها
فى ميدان الدنيا فكيتوا لباسها
بانت وش وضهر
بطن وصدر
والريحه سبقت طلعه انفاسها
واحنا ولاد الكلب الشعب
احنا بتوع الاجمل وطريقه الصعب
والضرب ببوز الجزمه وبسن الكعب
والموت فى الحرب
لكن انتم خلقكم سيد الملك
جاهزين للملك
ايديكم نعمت من طول ما بتفتل ليالينا الحلك
احنا الهلك وانت الترك
سواها بحكمته صاحب الملك
انا المطحون المسجون
اللى تاريخى مركون
وانت قلاوون وابن طولون ونابليون
الزنزانه دى مبنيه قبل الكون
قبل الظلم ما يكسب جولات اللون
يا عم الضابط
احبسنى
سففنى الحنضل واتعسنى
رأينا خلف خلاف
احبسنى او اطلقنى وادهسنى
رأينا خلف خلاف
واذا كنت لوحدى دلوقت
بكره مع الوقت
حتزور الزنزانه دى اجيال
واكيد فيه جيل
اوصافه غير نفس الاوصاف
ان شاف يوعى
وان وعى ما يخاف
انتم الخونه لو يصدق ظنى
خد مفاتيح سجنك واترك لى وطنى
وطنى غير وطنك
ومشى
قلت لنفسى
ما خدمك الا من سجنك
-----------------------------------------------------------
زمن عبد الحليم
فينك يا عبد الحليم
فين صوتك اللى كان
فرح وهموم
وكان سما بنجوم
اللى طلع م القلب
عارف يعيش..ويدوم
فينك يا عبد الحليم
فينك
يا احلا من يغنى الفراق
تيجى تغنى زحمة الشهداء
والدم فى فلسطين
وعلى توب العراق
فينك يا عبد الحليم
فينك يا زارع الحلم
بعد الحلم
بعد الحلم
الدنيا.. ريح.. وغيوم
الدنيا ..موت ..وسموم
ولا حد سامع
صرخة المظلوم
ولا انة المهموم
الدنيا منتظرة صوتك
ومحوشالك هم
اكتر من الايام
الدنيا منتظرة صوتك
ليه رحت قوام
ضاقت مساحة الكلام
والشوك
ما زال يوعد بصحبة ورد
الشوك خسيس
عمره ما يوفى بعهد
الشوك- كما تعرف
خبيث ..خوان
وفجرنا اعمى
ساكت ما لهش ادان
وكل صبح جديد
بحزن قديم
فينك يا عبد الحليم
لا عاد حبيب ينضم
ولا عبير ينشم
ولا ضحكة ملو الفم
هربت ليه يا عم
مش كنت تنتظر الليالى الهم
ملونة فلسطين
بطعم الدم
والضحكة
اناتنا ..اذا تتلم
وكل مانشد الامل
ننشد
الكل راحل .. والجناح منحول
فى غربة تقتل قلبنا المقتول
رحل فى صوتك
احلى ما فى صوتى
ورحل بموتك
فرحتى بموتى
هاربة الحدود وبيطاردها الحد
الاغتصاب
ما لوش حدود ولا حد
كله بيرحل
من دموع الخد
للشهدا
نايمين ع الكتاف .. واليد
ابدان
بطول حزن الحياة ..تتمد
صوت البيوت الطيبة
بتتهد
صرخة وليد اخضر
صرخها بجد
الطيارات
الحراتات
الجرافات
تقتل تاريخ الارض
والحزن
خيط ضى الاسى الممتد
الحزن صاحب حميم
فينك يا عبد الحليم
فينا احنا يا عبد الحليم دلوقت
مين اللى قتل الثانى فينا
احنا والا الوقت
اتعسا فى الحياه
النوم وقلة الانتباه
الصمت والصوت
يبقوا شىء واحد
سكت والا نطقت
الكل فى البعد اتنسى صوته
وانا اللى للصوت القديم
اشتقت
فينك يا عبد الحليم
فات ايه
وامتى
وكام
هل لما غنينا الوطن
كنا بنفرش بيه على الرصفان
وناكل الساقطة من الاغصان
نتجاهل النكسة ورا النكسة
ونندغ التواريخ والاحزان
ويشتم الشاتم
نقول " احسنت
والامة تدخل دايرة التحريم
فينك يا عبد الحليم
انا هنا
اشبه غروب لشعر والاحلام
انا هنا
مطرح ما مديت ايد وقلت سلام
فارش فى ضلة حيرة الايام
انا ياللى كنت مليح
والخلق شردها عويل الريح
الدنيا تزحم فى طريق مسدود
تلف قدامى وخلفى عباد
وكانى مش موجود
وكان عمرى ما خش قلبى ناس
فى وشى تقرا ملامح الامة
الضلمة نور والنور جبال ضلمة
اهتف انادى بحق من غير صوت
اهتف انادى حق
شبعان موت
اتدلدلت فتايل القناديل
واتنجست سجادة المواويل
مهر الفساد
وسط الخلا مفلوت
وباقول يا ليل
ارواحنا متباعة بتمن الموت
كل الجرتح ما تئن
شوقى القديم بيحن
لحبر غير الحير
وشعر غير الشعر
وسن غير السن
ازاى هربت
من البلا الى يجن
وزمن ينسى اللى يئن..يئن
تعال شوف الدنيا
من غير حسن من غير ناس
وانا بنفس الؤم
نفس الطريقة القديمة
فى زحام البكم
بارخى لجامى
واخدع السياس
فينك يا عبد الحليم
مين اللى
هيحصد آهات الارض
ويبلغ الاحساس
انا اللى مسكون بالسكوت
لو موت ..ما نيش ملفوت
وانت
بتضحك جنب منى ..تفوت
الكدب مالى الكون
الكدب ما لوش لون
الكدب ..بلع الالسنة والصوت
مين اللى ردم اللون ده
فى الاحزان
مين اللى ردم الاهل
تحت الهد
مين اللى خان يونس
سؤال فى خان يونس
عليه
ما جاوبنى ابدا..حد
فينك يا عبد الحليم
الامة بتعانى وبتعانى
ما عادتش نفس الامة
نفس الخلق
والكدب
ما عادش زى ما كان ايامك
زما عادش نفس الحق هوة الحق
ارحل باحلامك
رحل زماننا يا صاحبى
قدامى وقدامك
وامتك
بكدبها اتباهت
الامة
فى دروب الاسى تاهت
الامة زى العادة بتعانى
لكن معاناه ..كدب ..برانى
مش زى ما كانت
آدى المسيح
شايل صليب تانى
اظنه غير دكهة
دهه..باهت
عن وصفه عاجزة كل احزانى
والعدرا
من يوم البكا بتبكى
ولدها مقتول
ع الصليب..متكى
الدمع مات
من كتر ما ناحت
كل النسا فى ارض وجيل
ليها ولاد ماتت
العدرا تبكيهم سوا..وتئن
تبكى
وتتدارى ف صليب الابن
يا ام المسيح
من قعدتك قومى
آدى الصهاينة بيمشوا فى دروبى
وقلعونى ..ومشيوابهدومى
والحزن
فى القلب القديم ..فاحت
وف كربلاء
آدى الشهيد..محمول
كل العراق
زى الحسين مقتول
والدنيا فاهمة
وانا اللى لسه غشيم
فينك يا عبد الحليم
اهو زى ما سبتنى
يوم الرحيل ونويت
وسمعت بالموتة وانا
باعبر طريق..ومشيت
ولا كانك مت
كملت خطوى وفت
ما حصلش غير
طراطيش اغانى وضحك
وهموم وطنية
تمر زى الطير
وصوت
ما عادش يدق باب البيت
وانا فى الحقيقة
مش باقول مشتاق
عشان مشتاق
كل الحكاية
فى زنقة الاوطان
وميلة الميزان
لما تخوى حدادى اللوعة
والغربان
كنت انت نافعنى
اذا قلت يا فلسطين او يا عراق
او اغنى احلامنا اللى ضاعوا هباء
وكل يوم اوطان
بيغيبوا فى الاجواء
يغيب عنا الصوت
وتفضل الاصداء
ويتملى الجورنان
بضحكة الاعداء
وقليلة ع الكلب
قولة لئيم
وانا فينك يا عبد الحليم
كتبت سطرين
بس كنت حزين
ادى ورقتى لمين
فينك
نغنى تانى موال النهار
يا صاحب الرحلة ف طريق الشوك
انت ما متش
هم شبعوا موت
المسالة مش صوت
المسالة
هم الجميع يتحضن
المسالة
تترجم المعاناة..وطن
المسالة امتنا فى التيه
تفتكر
وتنتفض
وتعود
تنفض غبار الياس
على رمل الحدود
نمر من باب الوجود
نعيش جنود ونموت حنود
نفضح ونهزم العدو
مازال يحاربنا بكل سلاح غشيم
نفضح ونهزم العدو
نفس العدو الندل القديم
كما فعلنا ف مصر
لاجل النصر
مش ده اللى خلاك فى الضمير
عبد الحليم
سيد طه
زى المسمار القلاووظ
قصير .. وتحس أنه قصيٌر أكتر
لما يقوم
أسمر..وكأنه قديم
الدم صعيدى ما زال
الوش الحامى والقول
صادق ..م القلب
وعمره ما كان كذاب
أو معمول
إذا حط ايديه فى مشروع
لا بد يبوظ
صراحته بتفسد أيها موضوع
لكن الصدق
ما بيتبعش بمال
ما دام الدم صعيدى ما زال
ولا بيعرفش الا الصدق
حتى لو هو وولاده
يموتوا من الجوع
حاحكى لك قصة صاصا يا أستاذ
كان صاصا ده قول فرعة وزارعها شيطان
كان أكره شئ عنده هم البريطان
وسياسى صح
بقعد حنب الراديو فى ميعاد النشرة
ومعين واحد عنده لقراية الجرنان
مش يعنى معينه بمرتب
ليه.. ما تقوله .. معينة بالضرب
لكن كانو بيحبوه والا لاء ؟... ويحموه ولا لاء
بس يا استاذ
كان فيه خبصية والا مفيش
الإنجليز فى البر التانى أخدو علم
وصادوهم بفكارزاتهم.. والرشاشين
خراطيش خراطيش
واللهى الميه بين الشطين يومها غلت من سهج النار
قلنا ضاعوا الولدات
وام على اب سلمى تصرخ وتقول يا ولادي
طلع الشط يوميها بناسه وعياله
من جبلاية السيد هاشم والفار واب عارف
واللى جه من الشلوفة والكمامنتو
صوت الضرب الجامد صحى الناس من النوم
قول وطلعنا النسوان تصرخ
والرجالة بتدعى والعيايل بتقول
يخرب بيتك يا خواجة
يخرب بيتك يا خواجة
مات حد يا سيد طه
ولا حد
واحد بس اتعور كان اسمه غريب
الناس قالت سيدك الغريب ..نجٌاهم فيه
جابهم همٌ سلامه وخد الطلقة فى دراعه
طلعوا يا أستاذ من المية
وكنالنا دى فى الشتا أسقع م الثلج
ولعنا الفرن
ودفيناهم
حبٌة طلعوا فوق
والباقى كان لافف من حوالين الفرن ف وش النار
وفاكرهم
وكأن ده لسة بيحصل دلوقت تمام
كان بيتنا ورا بيت عم " اب سلمى
وكانت أمى لسة عايشة
برضة بالنسبة لدلوقتى يا " على اب سلمى"
كنا عيال
إي......ه"
وآديكى برضه رجعتى من تانى للشقا ... يا كنال
للنار ... وخراب البيت والهجرة
برضه رجع لك تانى الكاكي
ده أنت غريبة بشكل .... غريبة يا كنال
بتحبينا احنا أكتر
والا بتحبى العسك أكتر؟
والا بتشتاقيلنا احنا لاتنين ؟
بتضايفى دول نوبة
وتضايفى دول نوبة
إحنا فى أيام الزرع
وهمٌ فى أيام الحرب
عمرى ياخى ما شفت "كنان"
بيحب الدان ذى ما بيحب الرمان
الا انتى يا "كنان"
" إحكى لنا يا حاج اب سلمى حكاية كوبرى بور توفيق .."
" ليه .. هو لسة فاضل حد ما يعرفهاش؟ "
قمر يافا
لسه ما شبعتش طوافة
ياللى بتطوف من سنين
لسه ما كرهت الليالى ؟
لسه ما شبعتش مشاهدة.. ؟
يا قمر .. حالك .. كحالي..
ضيعونا .. بالمعاهدة
***
يا قمر .. هدوا قبورنا
واستباحوا اللى ف صدورنا
دمروا قلوبنا ودورنا
حقنا أصبح خرافة
وضعت يا بلدى الأمين
يا قمر .. تصعد فى "يافا"
تترمى فى "ير ياسين"
***
ع الزاتون والبرتقالة
ارمى ضياتك أمانة
احنا يكرهنا اللى خاين
واحنا .. تكرهنا الخيانة
يا قمر..
وغيوم بتحجب
دمنا .. لما يسرسب
دنيا .. تحترم اللى يغلب
حتى لو شيطان لعين.
يا قمر
بشَّر فى "يافا" واتصلب فى "دير ياسين".
***
يا صبور .. الصبر واعر
للدماغ.. وللمشاعر
قلبى ندل وحزنه داعر
ليتنى ما كنت شاعر
كنت أفلت م الكمين
صرختى بتموت فى همسي
ليتنى ما غادرت أمسي
ليتنى ما صاحبت نفسي
ليتنى ضميت خوامسي
يوم ما أقسمت اليمين
يا قمر عاشنى فى "يافا"
واتقتلنا فى "دير ياسين"
يا قمر..
خدته ليافا..
خدنى هوه.. لدير ياسين
يامنة
والله وشبت يا عبد الرُّحمان ..
عجّزت يا واد ؟
مُسْرَعْ؟
ميتى وكيف؟
عاد اللى يعجّز فى بلاده
غير اللى يعجز ضيف !!
هلكوك النسوان؟
شفتك مرة فى التلفزيون
ومرة .. ورونى صورتك فى الجورنان
قلت: كبر عبد الرحمان!!
أمال انا على كده مت بقى لى ميت حول!!
والله خايفة يا وليدى القعدة لتطول
مات الشيخ محمود
وماتت فاطنة ابْ قنديل
واتباع كرم ابْ غبّان
وانا لسة حية..
وباين حاحيا كمان وكمان
عشت كتير
عشت لحد ماشفتك عجّزت يا عبد الرحمان
وقالولى قال خَلَّفت
وانت عجوز خلَّفت يا اخوي؟
وبنات..!!؟
أمال كنت بتعمل إيه
طيلة العمر اللى فات؟
دلوقت مافقت؟
وجايبهم دِلْوكْ تعمل بيهم إيه؟
على كلٍّ..
أهى ريحة من ريحتك ع الأرض
يونسُّوا بعض
ماشى يا عبد الرحمان
أهو عشنا وطلنا منك بصة وشمة
دلوك بس ما فكرت ف يامنة وقلت: يا عمة؟
حبيبى انت يا عبد الرحمان
والله حبيبى .. وتتحب
على قد ماسارقاك الغربة
لكن ليك قلب
مش زى ولاد الكلب
اللى نسيونا زمان
حلوة مرتك وعويْلاتك
والاّ شبهنا..؟
سميتهم إيه؟
قالولى: آية ونور
ماعارفشى تجيب لك حتة واد؟
والاّ أقولك :
يعنى اللى جبناهم..
نفعونا فى الدنيا بإيه؟
غيرشى الانسان مغرور !!
ولسه يامنة حاتعيش وحاتلبس
لمّا جايب لى قطيفة وكستور؟
كنت اديتهمنى فلوس
اشترى للركبه دهان
آ..با..ى ما مجلّع قوى يا عبد الرحمان..
طب ده انا ليّا ستّ سنين
مزروعة فى ظهر الباب
لم طلّوا علينا أحبة ولا أغراب..
خليهم..
ينفعوا
أعملهم أكفان..!!
كرمش وشي
فاكر يامنة وفاكر الوش؟
إوعى تصدقها الدنيا..
غش ف غش..!!
إذا جاك الموت يا وليدي
موت على طول..
اللى اتخطفوا فضلوا أحباب
صاحيين فى القلب
كإن ماحدش غاب..
واللى ماتوا حتة حتة
ونشفوا وهم حيين..
حتى سلامو عليكم مش بتعدي
من بره الأعتاب
أول مايجيك الموت .. افتح..
أو ماينادى عليك .. إجلح..
إنت الكسبان..
إوعى تحسبها حساب..!!
بلا واد .. بلا بت..
ده زمن يوم مايصدق .. كداب..!!
سيبها لهم بالحال والمال وانفد
إوعى تبص وراك..
الورث تراب
وحيطان الأيام طين
وعيالك بيك مش بيك عايشين..!!
يو.....ه يا رمان..
مشوار طولان
واللى يطوِّله يوم عن يومه يا حبيبى .. حمار
الدوا عاوزاه لوجيعة الركبة
مش لطوالة العمر.
إوعى تصدق ألوانها صفر وحمر.
مش كنت جميلة يا واد؟
مش كنت وكنت
وجَدَعَة تخاف منى الرجال ..؟
لكن فين شفتونى ..؟
كنتوا عيال.!!
بناتى رضية ونجية ماتوا وراحوا
وأنا اللى قعدت..
طيِّب يا زمان..!!
إوعى تعيش يوم واحد بعد عيالك
إوعى يا عبد الرحمان..
فى الدنيا أوجاع وهموم أشكال والوان..
الناس مابتعرفهاش..
أوعرهم لو حتعيش
بعد عيالك ماتموت..
ساعتها بس ..
حاتعرف إيه هوّه الموت..!!
أول مايجى لك .. نط
لسه بتحكى لهم بحرى حكاية
فاطنة وحراجى القط..؟
آ.. باى ماكنت شقى وعفريت
من دون كل الولدات..
كنت مخالف..
برّاوي..
وكنت مخبى فى عينيك السحراوي
تمللى حاجات..
زى الحداية ..
تخوى ع الحاجة .. وتطير ..
من صغرك بضوافر واعرة .. ومناقير..
بس ماكنتش كداب..
وآدينى استنيت فى الدنيا
لما شعرك شاب..!!
قِدِم البيت..
اتهدت قبله بيوت وبيوت..
وأصيل هوه..
مستنينى لما أموت..!!
حاتيجى العيد الجاي؟
واذا جيت
حاتجينى لجاي؟
وحتشرب مع يامنة الشاى ..؟
حاجى ياعمة وجيت..
لالقيت يامنة ولا البيت
-----------------------------------------------------------