اسم البحث
المهدي المنجرة.. والعولمة الجشعة
----------------------------------------------------------------------------------------
كاتب البحث
د محمود احمد محمد العياط
-------------------------------------------------------------------------------------------
مقدمة
يهتمّ الكثير من الأشخاص بإعداد الأبحاث سواء بهدف الدراسة أو تحليل مشكلة
معينة، فلا تغيب أهمية وتأثير ومميزات البحث على الباحث، لذلك يجب أن يحرصَ
كلّ باحث سواء كان طالباً أو مُتخصصاً بمجالٍ أكاديمي أو فكري أو علمي معين أن
يُصمم خُطةً تُساعده على إعداد بحثه، والحُكم على طبيعته؛ من أجل الوصول إلى
نتائجه وتنفيذها ويُعرَّف البحث لُغوياً بأنّه التقصي أو التفتيش عن إحدى الحقائق، أمّا
اصطلاحاً يُعرَّف البحث بأنّه وسيلة وطريقة للاستعلام ينفّذها الباحث من أجل
الحصول على معلومات حديثة أو تصحيح وتطوير معلومات سابقة
وبحثنا عن
المهدي المنجرة العالم الجليل والباحث والمحلل ذو البصيرة
إنه واحد من أهم المفكرين في تاريخ العالم العربي المعاصر، إنه عالم الاجتماع
والدراسات المستقبلية المغربي المهدي المنجرة، العالِم الذي كان جزاء تفرده
والتشبث بمبادئه أن لاقى التهميش والجحود والمنع أملا في تليين مواقفه غير أنه
رحل عن العالم ومبادئه ظلت صامدة متمردة في وجه العنف والتجبر والطغيان
الإمبريالي الممارس على دول العالم الثالث
المهدي المنجرة أبرز المهتمين والمؤسسين لعلم المستقبليات في العالم بحثاً
وتشخيصاً، واستشرافاً وأحد أكبر المراجع الفكرية في بحوث علم المستقبليات
باشتغالاتها السياسية، والفكرية، والاستراتيجية، والاقتصادية
هذا عالم حقيقي، من ذلك الطراز من العلماء الذين يمنحون أنفسهم بالكامل لقضاياهم
الكبيرة... الطراز الذي يمكنه أن يقلب رأساً بكامل عدّته ويحرثه حرثاً كاملاً في
كتاب واحد من كتبه الكثيرة
لم يُقدّر للمهدي المنجرة أن يواكب تموجات انتفاضات العالم العربي، إذ غيبه
المرض في ربيع 2011 إلى حين وفاته سنة 2014، وعلى الرغم من أنه لم يستطع
متابعة ما جرى ويجري، فإنه كان من ضمن الذين استشرفوا قدوم الثورات العربية
قبل عشر سنين، في كتابه عولمة العولمة، فقد وضع المهدي المنجرة في كتابه تلاث
سيناريوهات هي سيناريو الاستقرار والاستمرار وهذا السيناريو يعني أن تستمر
الأمور على ماهي عليه، ولذلك فهي تحتاج دعما من البنك الدولي والجيوش
الأجنبية، غير أن الاستقرار البيولوجي يعني الموت وتعطيل الإبداع والخلق
والابتكار وهذا السيناريو غير ممكن في حياة الشعوب
على صعيد الاشتغال الفلسفي، يمثل المنجرة باحثاً مختلفاً على مستوى أدوات
اشتغاله. وقد ابتكر مفاهيم فكرية جديدة مثل «الاستعمار الجديد» و«الميغا
إمبريالية»، ووقف فكرياً ضد جشع النيوليبرالية - الإمبريالية الجديدة المتوحشةكما
اصطف مع المدافعين عن حق العالم الثالث في التنمية المستقلة، وكتب عن نظام
دولي يقوم على العدالة والإنصاف والكرامة لكل الشعوب والمجتمعات، حيث كان
يرى أن: «الغرب متغطرس ثقافياً لأن فضاءه الزمني التاريخي محدود. حين تذهب
إلى العراق أو الصين أو إلى أميركا الجنوبية ثمة ثقافة متجذرة ومتطورة. في
الولايات المتحدة تجد بالمقابل الأكلات السريعة الفاست فود
للمنجرة رؤية متكاملة في المعرفة، ومن بين ما يطرحه أن الخلق والإبداع عنصران
أساسيان في سبيل الانتقال إلى مجتمع المعرفة. وهو ما يجعل الإعلام يحتل مكاناً
جوهريا، وكلما ظهرت وسيلة من وسائل الإعلام سواء أكانت صحيفة أو مجلة أو
كتاب أو أي من أشكال التعبير الجديدة، فإن ذلك يعزز التنوع ويسهم في توسيع
مجال الاختيارات وتعدد الرؤى التي يجب أن يتوفر لعموم الناس. وهذا الإبداع
الخلاق هو عين ما يجب أن يطبع كذلك البحث العلمي الذي يجب أن تخصص لهوفقاً
للمنجرة، نسبة 3% من الناتج العام، حتى يمكن الحصول على التكنولوجيا الجديدة،
واستجلاب استثمارات هامة خاصة أن عملية تحصيل المعرفة تتطور بسرعة
متصاعدة، وإذا لم يتوفر شرط المسايرة سيكون من الصعب، بل من المستحيل
مواكبة الركب
ارتقت مؤلفاته إلى مرتبة الكتب الأكثر مبيعاً في فرنسا، طيلة سنوات الثمانينيات
وهو أمر لم يسبقه إليه أحد من المفكرين العرب والفرنسيين أنفسهم. وقد خصص
المنجرة أرباح مبيعات كتبه كلها لجائزة من أجل السلام، قبل أن تتحول إلى جائزة
من أجل الكرامة، بقيت تحمل اسم المفكر الراحل المهدي المنجرة ودعوته إلى أهمية
التفكير في المستقبل، الذي يعتبر الأهم، وعلينا أن نتوجه إليه دائماً
وحتى لو كان الأمر يتعلق بتراث، أو ماض أو ذاكرة أو تاريخ، فعلينا أن نضعه
نصب أعيننا في المستقبل، كما يقول المهدي المنجرة
عاش المهدي المنجرة في الظل وناضل من أجل تعليم منتج وليس فقط فلكلوريا
وتنمية اقتصادية ترقى بكرامة الإنسان وتهدم الهوة السحيقة بين الغرب والعالم
الثالث
----------------------------------------------------------------------------------------
العولمة الجشعة
يرى المهدي المنجرة أن ظاهرة العولمة هى مرحلة من مراحل الاستعمار الجديد
التى تعمل القوى الكبرى على التأسيس والترويج لها، ليس فقط على مستوى
الممارسة والتطبيق، ولكن أيضا على مستوى الثقافة والفكر. والعولمة - لدى
المهدي المنجرة هى فرض لنمط معين من القيم من جانب دول الشمال على دول
الجنوب. لا كظاهرة استعمارية جديدة فحسب، بل أيضا كتوظيف لغوى يحرم الدول
والشعوب من حقها فى اختيار مصطلحاتها ومفاهيمها ومفرداتها، للتعبير عن واقعها
وآمالها فى التحرر والاستقلال والكرامة.وترصد المقدمة أن رفض المؤلف لظاهرة
العولمة السائدة إنما هو رفض لحمولتها الاستعمارية الجديدة
أن للعولمة أوجه كثيرة ربما أو وجهان لعملة مظلم ومشرق وتحت ظلال هذه
العولمة ترزح حالة دول العالم الثالث أن حالة ما يسمى بالدول النامية خلال العقود
الأربعة الأخيرة في القرن العشرين حيث دخلت في أزمات متعددة داخلية بين الحكام
و الشعوب أو فيما بينها بسبب الحدود فخرائط معظم البلدان التي استقلت بعد
الحربين العالميتين جديدة رسمها الاستعمار مما دفعها إلى حروب مستمرة أو
متقطعة مع بعظهم البعض ودخولهم في سباق التسلح وشراء الأسلحة من الدول
المتقدمة لتزويد الجيوش التي تم بنائها وأعطائها الأولوية في التسلح على التنمية
الاقتصادية والاجتماعية أما الدول الصناعية التي وصلت في طاقتها الإنتاجية الهائلة
إلى حد الإشباع ضاقت أسواقها على استيعاب ما تنتجه مصانعها الكبيرة فاستعانت
بأسواق البلدان الناميةو النايمة التي لازالت متخلفة صناعياً وزراعياً لتصريف
الفائض من إنتاجها فأصبحت الدول النامية معتمدة كلياً أو جزئياً على المصادر
الخارجية لتمويل نشاطاتها الاقتصادية وفي أقامة بنيتها التحتية ودفع ثمن ما يزيد
عن 50% من غذاء شعوبها لتلك الدول أن فيض الإنتاج الذي أحدثه التطور العلمي
والتكنولوجي المذهل خلال العقود الثلاثة الماضية وأقتران الركود الاقتصادي
بالتضخم النقدي والهوة المتسعة بين البلدان المتقدمة والنامية وأمام هذه الحالة
نتساءل ما هي الحلول الممكنة لظاهرة فيض الإنتاج في الدول المتقدمة واستمرار
التخلف والتردي الاقتصادي الاجتماعي الذي يصل أحيانا إلى حد المجاعات البشعة
هل يجد الاقتصاديون أفكاراً وحلولاً اقتصادية تتناسب وطبيعة المشكلة التي أضحت
عالمية أكثر منها قومية أو وطنية وهل سيكون الإنسان على كوكبنا أكثر سعادة في
القرن الحادي والعشرين في شتى بقاع الأرض
وسخر كتاباته لفضح جشع النيوليبرالية- الإمبريالية الجديدة المتوحشة، والدفاع عن
حق دول العالم الثالث في التنمية المستقلة، ونادى بنظام «كوني» يقوم على العدالة،
والإنصاف، والكرامة لكل الشعوب والمجتمعات دون تمييز عرقي، أو عقائدي، أو
جنسي أو اجتماعي
ويرى المنجرة أن غياب الحوار والاعتراف المتبادل بين الشمال والجنوب أدى إلى
استمرار الحرب الحضارية في صيغة جديدة عقب فترة ما بعد أحداث 11 سبتمبر
2001، «فما نشاهده اليوم هو امتداد لعملية سيطرة دولية»، وهذا ما يبرر دعوته
إلى مراجعة ميثاق هيئة الأمم المتحدة من أجل إقامة نظام عالمي جديد منصف
وعادل للجميع، لأن النظام الحالي محكوم عليه بالفشل حسب قوله
كيف ننقذ العولمة من أتباعها. والمقصود بالطبع أتباعها الرأسماليين الجشعين الذين
لا يشبعون من المال. وأما الفصل الأول فيحاول أن يعطي الجماهير المسحوقة بعض
الأمل إذ يقول: نعم، هناك عالم آخر ممكن غير هذا العالم الذي نعيش فيه، أي عالم
الغاب والذئاب. ثم يتحدث المؤلف بعدئذ عن العلاقة بين العولمة والفقر
وبما أن عدد سكان العالم يبلغ ستة مليارات ونصف شخص، فهذا يعني أنه يوجد
أكثر من مليارين من الفقراء! ويوجد أيضاً مئات الملايين من الفقراء المدقعين: أي
الذين يقفون على حافة الجوع والموت. وحدها الصين استفادت من العولمة وأنقذت
مئات الملايين من سكانها من الجوع
وفي السنوات الأخيرة فتحت أميركا اللاتينية وروسيا صدرها للعولمة ورساميلها.
ولكن النتيجة كانت مخيبة للآمال. فالعولمة لم تقدم لهما شيئا يذكر، على العكس لقد
زادت عدد الفقراء فيهما بل وأفقر تهم أكثر. وكل ذلك يعود إلى سوء الحكم أو فساده
في هذه الدول من جهة، وإلى جشع الرأسماليين الذين يقودون العولمة ويتحكمون بها
من جهة أخرى
نضرب على ذلك المثل التالي: عقد عام 2002 مؤتمر دولي للتمويل والتنمية في
المكسيك. وقد حضره ما لا يقل عن خمسين رئيس دولة ومائتي وزير. وتعهدت فيه
الدول الصناعية الكبرى المتقدمة بأن تزيد مساعداتها للدول الفقيرة حتى تصل إلى
نسبة 7,0 بالمائة من مدخولها العالم، وهي نسبة هزيلة في الواقع، ولكن لا بأس لها
نظرا للغنى الفاحش لهذه الدول
لقد عرفت كيف تستغل العولمة لصالحها وتحقق نموا اقتصاديا مطردا بنسبة 8
بالمائة على الأقل. وكذلك فعلت الهند وبعض الدول الأخرى وإن بنجاح أقل. أما
إفريقيا السوداء فكانت أقل منطقة في العالم استفادة من العولمة، على العكس لقد
أنهكتها عولمة الاقتصاد وزادت عدد الفقراء والجوعى فيها
وهنا يقول بما معناه: أن أعداء العولمة يبررون عداءهم لها عن طريق القول بأن
الفقراء يتزايدون في ظلها ولا ينقصون. ولكن ما معنى الفقر؟ بحسب معايير البنك
الدولي فإن الإنسان يصبح فقيرا إذا كان يعيش على أقل من دولارين في
اليومويصبح فقيرا مدقعا، أي على حافة الجوع، إذا كان يعيش بأقل من دولار في
اليوم
تشير الدراسات الى ان ما يُقال عن وجود ارتباط بين تحرير التجارة وازدهار
الشعوب ليس الاّ وهماً، التجارة لم تؤد اوتوماتيكيا الى التنمية، وانما هي شيء
عرضي وثانوي لها. تلك الدراسات تشير ايضا الى ان معظم الدول المتحررة
اقتصاديا شهدت نموا أقل من الدول التي حررت اسواقها جزئيا، مع تأكيدها بنفس
الوقت على اهمية التجارة للدول النامية لتصبح دول مصنّعة ومتكاملة مع المجموعة
الدولية، انها دعت المنظمات الدولية لتخفيف الجشع الرأسمالي وفق اخلاقية
مشتركة
لننظر في الأسئلة التالية:
1- كم عدد الناس في العالم يعانون من نقص التغذية المزمن؟
2- بأي مقياس تتقرر الرفاهية الانسانية؟
3- ما هي الوسائل التي تحاول بها الدول النامية جذب الشركات المتعددة الجنسية؟
ان حل السوق الحر للفقر العالمي قد فشل، لذا يجب ان يُسمح للدول بتقرير مصيرها
في سياستها الاقتصادية
ان الاعتقاد الحالي بين اكثر الاقتصاديات هو ان "الانفتاح" على التجارة العالمية
يمثل احسن طريق او الطريق الوحيد للخروج من الفقر في الدول الفقيرة. هذه
المعزوفة تكرر الادّعاء حول القدرة المدهشة لعولمة التجارة في تقليل المستويات
اللااخلاقية للفقر في العالم وهي الفكرة التي نالت الدعم من جانب القوى المسيطرة
على الاقتصاد العالمي – وهي مؤسسات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة
التعاون الاقتصادي والتنمية وحكومات الدول الغنية في شمال امريكا واوربا. لكن الـ
25 سنة الماضية شهدت مستويات غير مسبوقة من التحرر الاقتصادي السريع في
كل القارات، وفي نهاية هذه الفترة لايزال نصف العالم يعيش بأقل من دولارين
باليوم وهناك 800 مليون شخص لايزالون يعانون من نقص التغذية المزمن
شهدت اعوام الثمانينات بداية تآكل سلطة الدول في امريكا اللاتينية وافريقيا في ظل
"برامج التسويات الهيكلية "لصندوق النقد الدولي(1)، تلك الفترة تُعتبر الآن من
جانب وكالات التنمية "عقد ضائع" بالنسبة لخفض الفقر مع بطء التنمية في اكثر
مناطق العالم مع سقوط العديد من الدول مرة اخرى في فخ الفقر. اما سنوات
التسعينات لم تكن أفضل. وفي دراسة قام بها مركز امريكي للبحوث في الاقتصاد
والسياسة وجدت ان معايير الرفاهية الانسانية مثل وفيات اليافعين، سنوات الحياة
المتوقعة، وحتى النمو الاقتصادي كانت في الثمانينات والتسعينات ابطأ من العقود
السابقة، وفي الدول التي تبنّت السياسات الليبرالية الجديدة مثل امريكا اللاتينية
وافريقيا كانت فيها نسبة النمو صفر تقريبا وسالبة في دول اخرى. وبكلمة اخرى
ادّى عصر العولمة الى تقدم اجتماعي بطيء حتى وفق مؤشراتها الضيقة. وعلى
عكس ما يدّعيه البنك الدولي وانصار عولمة الاسواق من نجاحات، فان ارتفاع المد
رفع القوارب الرئيسية بينما ترك العديد من القوارب الاخرى تغطس عميقا
لكن أيا من هذه الدول لم تف بوعودها! وأما الولايات المتحدة التي هي أغنى دولة
في العالم، فكانت أقل وفاء من غيرها. فكيف يمكن إذن للدول الفقيرة أن تنظر إلى
العولمة نظرة إيجابية؟ كيف يمكن لها أن تثق بها؟ وبالتالي فالوجه الإنساني للعولمة
غير موجود حتى الآن. الوجه الأناني المستغل هو وحده السائد. والدليل على ذلك أن
شركات الدول الكبرى تتكالب على بلدان العالم الثالث لنهب خيراته أكثر فأكثر
كانت فترة عصيبة في الواقع. فالأزمة المالية الآسيوية التي حصلت عامي 1997 ـ
1998 أوقعت في الهاوية بعضا من أشهر الدول النامية: أي تلك التي يدعونها
بالنمور الآسيوية والتي استطاعت خلال فترة قصيرة أن تلحق تقريبا بركب الدول
الرأسمالية المتقدمة
وأما في دول الاتحاد السوفييتي السابق فقد كانت عملية الانتقال من الشيوعية إلى
الرأسمالية صعبة ومؤلمة. وقد أدت إلى عكس النتيجة المتوخاة منها. فبدلا من أن
تحسن الأوضاع المعيشية للسكان زادت فقرهم بنسبة خمسين أو حتى سبعين بالمائة
وهكذا راح بعضهم يتأسف على الشيوعية! لا ريب في أن البلدان النامية أو الفقيرة
لا تفعل كل شيء لتحسين أوضاعها وأوضاع سكانها. ولا ريب في أنها تعاني من
الرشوى والفساد وسوء الحكم والإدارة. ولكن المسؤولية لا تقع كلها عليها
كتب المهدي المنجرة كتابه "الأمم المتحدة" سنة 1973، ثم استقال عن النظام كله
سنة 1976، إذ كان يشغل منصب مدير مكتب اليونسيكو في عام 1962 ثم
مستشارا خاصا له، ثم مديرا عاما مساعدا قبل أن يغادر المؤسسة بعد ذلك، لأنه
يرى أن الأمم المتحدة فشلت في دورها المناطة به ألا وهو إحلال السلم بالعالم
وصارت تخدم مصالح الدول الغربية فقط، كما تنبأ بفشلها في حل النزاعات في دول
العالم متذرعا بكونها مؤسسة لحظية فقط جاءت لفك مشاكل لحظية فلا يمكن لها أن
تساير العصر، ويقول المهدي المنجرة في إحدى محاضراته: لا يمكن أن نساير
القرن 21 بمؤسسات القرن 18 بما فيهم البرلمان والمجالس العليا التي أنشئت
لتحل مشاكل أنية، العالم يحتاج مؤسسات أخرى تماما، الدول لا تحتاج حكومات فيها
وزير الصحة ووزير الفلاحة إلخ..، لأن نسبة كبرى من مشاكل وزارة الصحة في
يد وزارة الأشغال العمومية