عدد المساهمات : 8165 نقاط : 19395 تاريخ التسجيل : 14/11/2011
موضوع: سر "البحيرة المقدسة" التي لا تجف مياهها الجمعة ديسمبر 27, 2019 7:24 pm
أنا معَكَ، أنا والدُكَ" هكذا كان ينادي الملك تحتمس الثالث نابليون مصر الحضارة المصرية القديمة والذي خاض العديد من الحروب وانتصر على أعدائه فقد سجل له التاريخ انتصاراته، رفيقه "آمون" لمصاحبته في كل الحروب التي يخوضها؛ ليستجمع به صلابة عقله ورجاحة فكره. وعندما خلَّد تحتمس الثالث اسمه في التاريخ أراد أن يقدم لرفيقه الإله "آمون" هدية له، عرفًا بالجميل فشيد له بناءً عظيمًا أسماه "أبت سوت" أو معبد الكرنك والذي استطاع الصمود لآلاف السنوات ليدهش العالم بمهارة وبراعة المصري القديمة في علوم العمارة والبناء، ويقع في قلب المعبد "البحيرة المقدسة" والتي تُعد من أسرار الحضارة المصرية القديمة، فهي التي وصفت بالبحيرة التي لا تجف نهائيًا. فكان لكل معبد بحيرة مقدسة ظلت مياهها الراكدة محتفظة بقواها الكامنة بداخلها، وقد كشفت الحفائر المصرية عن كثير من البحيرات المقدسة، منها ما كان في معبد الكرنك ودندرة والطود والمدامود وتانيس. ويرصد بعض كتب التاريخ عن البحيرات المقدسة أن الكهنة كانوا يتطهرون كل يوم عند الفجر في البحيرة المقدسة، قبل بدء الشعائر الدينية، كما كانت تقام بعض الأسرار المقدسة الليلة على ضفافق تلك البحيرات، ومنها أسرار بعض أوزيريس في سايس، وكانت تأخذ البحيرة المقدسة إما شكل المستطيل أو مدورة قليلًا عند الأطراف، وكانت تبطن بالحجر وجعلوا لها سلمًا يستند إلى السور للوصول به إلى مستوى سطح الماء الذي كان يتغير بتغير أوقات السنة. وتًعد البحيرة المقسة في معبد الكرنك سر من أسرار الحضارة المصرية القديمة ويبلغ طولها 80 مترًا وعرضها 40 مترًا، فهى بداخلها مياه ثابتة لا تجف طوال العام، وكان يحيط بها سور ضخم في السابق، ولكنه تهدم مع مرور الزمن.
ويوجد على جانبى البحيرة الشمالى والجنوبى مقياس لنهر النيل، لتحديد مواعيد الفيضان كل عام، ومازال لها مدخلان أحدهما من الجهة الشرقية والثانى من الناحية الغربية، يساعد في نزول المياه وفى كل جهة، سلالم حجرية تساعد في النزول للمياه والخروج منها. ويوجد تصميم البحيرة بداخل معبد الكرنك على عبقرية المهندس المصرى القديم، وقدرته على تشييد المعابد، كما أن الإعجاز في هذه البحيرة أن المياه فيها ثابتة ولا يزيد منسوب المياه أو ينقص حتى مع تغير ارتفاع أو نقصان منسوب النيل من أكثر من 3000 سنة، ولم تجف البحيرة أبدًا، بالرغم من عوامل التبخر والفقد.