قصيدة الفتاة الغارقة فى اليوم المشئوم

قصيدة
الفتاة الغارقة
فى اليوم المشئوم


كانت فى ريعان
الشباب
حسنها يطاول السحاب
ويسكن بالالباب
فيه كل الدلال مذاب
عذبة منابعها
رشاقة مجاريها
وبهاء مصابيها
كم تجلى فى
عينيها الحياء
مثلما نسائم
أطياف المساء
ان للنوم رداء
فيه كل هذى الاضواء
سفينه ذات حسن
رست على
أجمل ميناء
يا جمالها
عندما كانت تصحو
فى الصباح
توقظ الديار
وتدارى رؤى
الجراح
وخصلات شعرها
تداعب الرياح
فى وجنتيها
غريزة السفاح
فجأة دفعتها الهموم
ان تفكر فى الظنون
وتلوذ للمنون
فى ذلك اليوم المشئوم
مضت نحو النهر
آمنة
مع فتيات الحى
ضاحكة
لاهية
ثرثارة
شادية
وقع أقدامها
حانية
ذلك النهر
الذى تعرفه كثيرا
صار يجهلها
أتاها بوجة السخيف
بقدر وراء الموج
مخيف
ذلت الاقدام
إنجرفت مع التيار
وانحرفت عن المسار
استسلام
فى فم الثعبان
ضاع الامان
صرخات الفتيات
تعالت
وهى تجب
من النهر
والفتاة تحضن أشلاء
الرجاء
وبريق من الشط
الكل صاروا غرباء
أخر لمحة
للنخيل والدار
والناس
يعلوها الجنون
تضرب بيديها
عشب الظنون
صرخات الفتيات الثكلى
تدعو للرحمى
فى النهاية
مثل كل بداية
عاد النهر
لصورته المثلى
ما رجعت الفتاة
وعادت الجرة
أيها النهر
رغم هذا الغدق
من العطاء
أنك لست الامين
جئت بالسلسبيل
لكنك لم تنس الطين
القلوب على شطأن
سعيدة
وانت تبات الليل
لا تفكر
إلا فى ان
ترمى إليهم
الهم الحزين
عدو لئيم
محمود العياط
ديوان الاكواب المحلاة بالذهب