قصيدة
استوحشت

استوحشت
البرايا من
المساوبات
لا عطف ولا وداد
كـأنما الرحمات
مثوى للعذاب
صار كل القطيع
من المستأنس ِ
الى المتوحش ِ
قد رأينا الاسد
يسطو
على قطيع
من الايل
وهن يقبعن
فى العشبان
كانوا فى صغره
يحبهم
بالامس القريب
تراهم دائما
امام بصره
الذى يغضه
عند اشارات المغيب
اذ ماتنأوا
صار يبكى فراقهم
والجاثم من الانتظار
ينظر هنا
وينظر هنا
يرمقهم
كالمستوحش ِ
اليوم إذا ماانقض
على القطيع
صارت الايل
تترى
نسى ضحكهن
فى زمن الضروع
وتدافعت مثلما
صخر زج
من اعالى
الاكم ِ
لا تسألْ
عن طيران الايائل
عندما ينقض
على واحدة
منهم يرشق
أنيابه مابين
الرقاب التى بدت
من اصل البياض
تدانى الى ادهم
وسحم ِ
البراءة إختفت
وأختنقت
تلك البراءة لاتدوم
عند ابواب
اللحوم
صار تأجج الجوع
مسارا للبراءة
فى ليل ضارى
على ضى
النجوم الشموع
الشبل ضار جرئ
صار تتويجها
على جثة الايل
البرئ
انى ارى الطبيعة
والمروج استوحشت
مابين الحوادث والكوارث
ينادى قنوت
من قلبى
إذ صاحبت المتوحش
أبدا لن تسلم ِ
محمود العياط
من ديوان استوحشت