قصيدة
لوذوا الى الله

عجبت لمن
اتخذ من اذى
نفسه
والخلائق سبيله
وصور الوجود
سخيف
لكن الوجود نقى
فى كل علومه
شيدت ما دون ذراته
وهو غير قبيح
عجبت لمن سخر
من الوجود وأثره
و صور افكاره
عقائد يحتذى بها
وتعجبت لمن اقتدوا
به وتشددوا لوصوله
واتبعوه
واتخذوا من قبره
ضريح
وتعجبت لمن
جاء وغير كل الافكار
قبله
وسرق الزاد والزواد
واتهم الاخرين
سرقته
وتعجبت اكثر
لمن اقتنعوا به
وجاهروا الضحايا
كأنهم لصوص
ونسوا انه اتخذ
من افكارهم
مبادئه
ومن كلامهم الصحيح
وتعجبت اخيرا
من نفسى
انى اقول
ما ادان به
وكل افكارى
ما إنجلى يوما
يختفى بريقها
و رأيت اشعارى
طفولة لا نضج بها
على انى ندمت
لماكنت به
و تعحبت اكثر
انى بهذا الهراء
ابيح
كل العلوم أمية
وجهولة
اذا ما جاء علم
جديد
ومن يستمسك
بالعلوم الاولى
يخطأ خطئاً كبيراً
من بعد يستبين
وكل شئ لابد ان
يزاد به
ما رأينا امرا
مع الايام
يستقر شأنه
و لا رأينا فكرة
تدوم
ان الثبات
فى قاموس العباد
ذبيح
لكن فكرة واحدة
لا تغير أبدة
و أمر واحد
به كل الامور
تروم
و هو امر الله الخالق
الواحد
من يخرج منه
من يتعدى امره
و هو عبد له
قال الله
يا عبادي
إنكم لن تبلغوا
ضرّي فتضروني
ولن تبلغوا نفعي
فتنفعوني
يا عبادي
لو أن أولكم وآخركم
وإنسكم وجِنكم
كانوا على أتقى
قلب رجل واحد
ما زاد من ملكي شيئاً
يا عبادي لو أن أولكم
وأخركم وإنسكم وجنكم
كانوا على أفجر
قلب رجل واحد
ما نقص من ملكي شيئاً
يا عبادي لو أن أولكم
وآخركم وإنسكم وجنكم
قاموا على صعيد واحد
فسألوني
فأعطيت كل واحد
منهم مسألته ما نقص ذلك
مما عندي إلا كما
ينقص المخيط
إذا دخل البحر
وجاء أعرابي إلى رسول الله
فقال له يارسول الله
من يُحاسب الخلق يوم القيامة؟
فقال الرسول "الله"
فقال الأعرابي : بنفسه؟
فقال النبي : بنفسه
فضحك الأعرابي وقال: اللّهم لَكَ الحمد
فقال النبي: لم الإبتسام يا أعرابي؟
فقال : يا رسول الله
إن الكريم إذا قدر عفى
و إذا حاسب سامح
اقول فى النهاية
لوذوا الى الله
الذى لا يتغير
مالك الوجود
و صاحب التسبيح
محمود العياط
من ديوان روح القدس معى فى مدح النبى