قصيدة
الى معالى إمرأة مسئولة


على حافة
هذا النهر
ترقد المعابد
تحكى قصة
إمرأة مسئولة
تولت
مسئولية التحنيط
فى عهد الفرعون
البار
أن تستعيد
أنسانا
ليس شيئا
وهينا
على تلك الرمال
كانت تخطو
الى العاصمة
فى قلاع منف
صارت اسطورة
أيقطت الشمس
عند مهد فجر
كان ينام
فى حضن الليل
جاءت بها
من المشرق
إذا ما خبت
أشعلت الخوافق
تبحث عن رياح
كانت من فعل
البشر
تقف أمام
الجسد الهامد
ليبقى طوال
العمر
صورة العهد
الأول
هناك فى التلال
والكهوف
الإنسان البدائى
يبحث عن موت
ليبقى فى خلود
كل الأجواء
تبحث عن قتل
صارت العامة
فى ضجر
يتساقطون من الرعب
على اديم
أخر الزمان الشجى
و جنودها يحنطون
بلا قيود
الآن لا يعرف
العالم المتحضر
ماذا كانوا
يفعلون
فى كهف التحنيط
أسرار لا تنطق
الدجى الصاعد
الى ربوة الدياجير
والثعبان يصعد
الخميلة
و صوت طائر أيبس
لا يكف
ارتحلت معالى
المسئولة
نحو الشمال
الى بلاد الجليد
و النوارس الطائرات
تصدح
تبحث عن حل
معها البوارج
تفتت الثلج
و تقبل التحدى
و تحمل رسالة للحب
فى مظروف
تسامح و سلام
إن القدماء
فى كبرياء العلم
فى ظل امرأة
قوية
لا تهاب الموت
تمسك شعار
زهرة اللوتس
تحمل الترياق
فى أغراضها
الشخصية
تنقذ العالم
تدعوهم نحو التقدم
مازالت تعطى
لو إتبعها
الجميع
ماذا سيكون التحنيط
و ماذا سيكون الطب
لكن لم يتبعوا الفراعين
و تخلفوا كثيرا
و ضعنا معهم
بعد غرق السفينة
ذهبت المسئولة
و بقى صوت
طائر أيبس
المحنط
يحكى قصص
الأمجاد
مع الشمس
الغاربة
نحو الغرب
محمود العياط
من ديوان التنور