قصيدة
المخملية


قلبى استكان عندها فى خدرها
سلا من التحنان ما سلا

لقد دنوت اليها خواطرى
من وشى البهاء المسترسلا

تنهد الكثبان للشطآن و إرتوى
أمسى الفؤاد للغرائز المستعجلا

وعندما اصبحت علياء دنيتى
تفهمت انى فى حضن الهوى

لقد أستردت لى مع الحبور مهجتى
لما تلاقى قلبى مع قلبها إجتوى

صارت جزءا من حياتى صبابة
من ذات حسن فى الغرام سافرا

فى وشيها بين السطور بالدلال
تفردت لا شبيهة لها حتى فى العلا

شاهدتها عند منصة التتويج التى
فيها انزاحت تيجان العشق لها

حتى كأن الفؤاد تراقصت أركانه
من بعد ان جثا بقربها و ما قلى

كم بدت الليالى تزدهى بالقدوم
ولاح البدر مستبشرا حين اللقى

بات قلبى يبوح بالحنين لاعجا
فى الوصل شغوفا حين استوصلا

لما رام فى مجلس مع الحبيبة
متيما رأى من الحب ما رأى

ابواب يانعة الورود حياضها
دلف متولها بستانها حين دنى

مبهرا كل تزاحم ينع حيطانه
من كل قطوف المحبة قد جنى

من ذات حسن خر مستأسدا
لهجا صهب فى ذياك البهى


دلف له فى البراءة كالقطا و أبى
ان يعود للفراق يوما و يسترجعا

كل الذى من نضار استبان
نضار الحبيبة اذاع كل الخفى

حتى فى قوس قزح رام و بدا
هتك المبتدا كما أنه آثر الصبَى

ازاح الستار خلسة و لم يترحما
و إلى القبا إتكأ و شد المطى

حتى الوصول لخيمة الرجا
كم إستمتع فى أول البدى

و تكلمت فى الندى بحديث يرتوى
من ثغر أوراق هميسة الضيى

و عين حوراء فيها الامواج
من البذوغ محدبة فى الملتقى

بالبروج تمايلت فى حسنها إنها
دوما لها حسن رواء الظبى

الرداء ينداح الى المشاعر
ناسكا بخصر مياس الخطى

هذا الشلال الثائراندفع متنبعا
نهرا له نهل من وجد الروى

ظمئ عند النخيل و طلحها
و عند الشطآن من الغدير ارتوى

لم يجد فى اليم زورقا و لاموج
عام فى يعبوب جياش الحطى

ان الحبيب هتاف الصديح المنشدا
حالما مثلما قطر الندى المنتقى

جوهر الدر الذى للأثير استوحش
الماس و الالماس و المسك اديم الثرى

انى لم احب سواها حين رأيت
رهط الريم الحسان اعالى الربى

انا لما اثرت عشقها قلبى
بالحب و الاشواق نال الحظى

السيقان من الحليب ترونقت
فتنة تعالت مع فاة الندا

الكل هام حين استدارت فى الملا
حين باحت بالفتنة صوب المدى

قدر له ان يطغى ويستقدرا
بهارا تشعشع منه الصدى

و للقلوب طغى واستعمرا
توسمتها فى كل ما جرى

القلب الملوع بالنشوى
زاع عشقه بين الملا

الكل وعى من تكون
مثل مجذوب بين الورى

صارت ياقوتة رغدة
صارت فى مهجتى الأنا

قد لا ألوذ بحييها
رغم اكتنازى بالهنى

كل الذى فى الدار يعرف
اننى بأنها كل المنى

و بأن من صمت الطبيعة
سحرها أهدى لها فيض الرضى

اعترف ليس وحدى عشيقها
فى دهاها كما العشق سرى

سيل الدما و أستحكم
بغزواته أريج الجوى

انا لا اعيش بدونها
اذا سألت عن الهوى

سوى بعض الثوانى صاعدة
مثلما شهاب سقط من السمى

ولقد تسامرنا ومشينا
على المروج فى الضحى

وجعلنا من كوخ العاشقين
ملاذا للقلوب و مأوى

لما عدونا فى بحر الاشواق
تأوه من خطاواتك الحصى

جعلت من قهر ساعات الخصام
إرتسامات فى تلال الرضى

رضى الفؤاد سهام العتاب
و كل احقاب النفور إحتوى

جادل ليكون عنوان للسعادة
و لم يكن ما فى الحنايا انتهى

تاه فى دروب الخصام
و لم يكن له عندها حق الشكى

اندثر عهد الحب أفل حل
المساء دياجير فاردة الخطى

زاد طغيان السحاب و أمطرت
وغابت الشمس فى ضى الضحى

و لم يكن المطر يربى مروجا
تصحرت عندما الوصال غفى

بين الشفاة الصمت ولى مدبرا
كل الذى كان بيننا اندثر وانطوى

و مضينا فى ويلات العتاب
و كل ما كان من الوجد اتنسى

حتى الكبرياء الذى هام حولنا
مثل سراج وهاج انطفى و كبى

دكت جدرانه و للحب دار فيه
من كل الوداد صارت خوى

عاتبه العذول بلوعة و دهاء
بأشواك العذاب من عتب المظى

صار سيلا اندحر فيه كل العشق
وهمسات الاشتياق من تابور النوى

صار الحب مثلما هجن هرول
بعيدا شاردا و تاه فى طى الفلا

لم يجد خياما ساكنة خلف الكثبان
ازدرد الاسى و من قضم الجفى

ولما رأى بستانا فى الخلا
رغم كل أزهار البهى ماجنى

صار النهار مثلما ليل الدجى
تأجج فريسة بين أنياب القلا

فاض عليه الهجران و طغى
شق الفؤاد لأشلاء الشظى


ندم على الحب وعلى كل ماجرى
اعترف متضرعا بما كان فى البوى
محمود العياط
من ديوان الروحانيات فى المجتمع