قصيدة
فيما يستراب


فى الحقيقة
البشر يولدون
ليس فى قلوبهم
غيرة و لا خيانة
من ثم يتعلمون ذلك
ويتذودون فى دغاص
اول شعلة الحريق
الزواج
فهو لم يكن للبشر
و إن كان فيما كان
لأن كل خيوطه
اللعب على الشك
و الارتياب
و كأنه فرض فى اول
الانسانية بمكر
فيها استباحة و قصاص
ان الخيانة
طريق وهمى الضباب
اذا فتحت له
الابواب
لابد ان تمضى الاقدام
نحو المنتهى و النواص
حتى تدلف
الى جوف الصحراء
الحياة فيها شصاص
و فى نهاية المسير
يلحد الفتى
فيما استراب
فلا هو تحدث
للنفوس المقبلة
و صار امر طودا
بلا نكاص
ان الفتى يكدر
بالخيانة الفجائية
و كأنها طل
جاء من سحب متخفية
و يتسأل فى تعجب
عن النساء الغاربة
ان للغباء
فى النفوس
جزم مثلما السباع
الجائعة
و هو مرقد التوحش
والاقتناص
محمود العياط
من ديوان فى سفر السوبان