قصيدة
هلا هجرت ام هلا تواصلت

شارق العتاب لابد ان يغرب
هلا هجرت و تركت الفؤاد يتأودُ
فى طى الاطلال يبقى المكان الاولُ
منذ متى كان العاشقون بالهوى يتشودُ
ان دجائن البعاد عندهم مثلما الدجى
لا تشاهده فى دياجيره يتتابع و يتسردُ
صراط الهجران فيه العشاق يتساقطوا
الناجون اقلة ما بين شارد و مشردُ
ان الاماكن بالمحبين خطرات الندى
و فى قرب الحبيب للعطش الاميدُ
جرعة ماء تترى فى هجير فلاتهم
و فى الظلمات لن يضاء نور افيدُ
منذ متى كان البعد فى الذكرى يحسبُ
و هى ايام فى الزمان بالترح تتعددُ
هلا تواصلت ان الوصال معراج العلا
نحو الخلود و الوجود و للازل يتوسدُ
هلا شربت جرعة من كأس الوصال
شريطة ان دوام كثرة الشراب يتربدُ
يقيم فى المكان مثلما خيام الملتقى
فيه الكثبان ليست بالهجير يوما تتزبدُ
إن الابدان لا يشفع لها امتداد الظلى
حتى الخيام اوتادها بالحبال الجبذُ
لا تتوسل بالمساء فى غبطة الضحى
و ان تمادى التلألأ فى صريم الزمردُ
تحن الى القوافل انتظار عيونهم
ولا تطفىء الدهور جلستهم و لاتهمدُ
تموج فى امواج خواطرهم شهوة
حتى لو عصفت الرياح و البرد الممزدُ
و إن اقتلعت الخواطر لباب امرهم
فالعاشق فى وعثاء الهيام متفردُ
رايت لهج الجمال يختلس برهة
و لو دام يوم ببعض الشقاء يتوعدُ
محمود العياط
من ديوان مقبرة الإسكندر الاكبر