قصيدة
العجوز حكيم القبيلة


ليتك تنظر مثلى
على رهط
من نفر قلائل
يحملون وسادة
قابع فوقها
الشيخ العجوز
يربض ُ
و قد تجاوز المئة
أحيانا يبدو
جبينة
و سط الرجال
يتقدمون به كالدبابة
اخر الخيام
أكتافة فوق الجميع
ابتسامته
شمس مشرقة
فى اوج الصباح
محراب يقام
حوله الافراح
خائر كالغصن
فى وجة الرياح
لا يهتم
ان كان هائما مائل
جلبابه عبرة
و سبحته تلوح
حول رقبته
و يموج مثلما الغدير
بكل إباء
و البواسل حوله
دروعهم من كبرياء
يتظرون اليه
فى وقت واحد
ساهمون فيما يقول
هناك رجال
لا يفوتهم الزمان
يواقيت ونجوم
يشار لهم البنان
نهار صافى
لا يحجوبه
سحاب او دخان
و الكل بعدهم
فى ضلال
افكارهم ظلال
و افاقهم ضيقة
وفتيات القبيلة
يعرفونه فى الخيام
موعد للجميع
شاحب الجسم
نحيف
لو كان شابا
لصرخ عليه
كل الناس
التعود دائما مبدأ
و اساس
ما أقسى ان تفتك
الوهلة الاولى
الاحساس
من لايعرف القوم
ينكرهم
و من لم يتعود
اللوم تعودَ
و جرى بشؤم
أشأمَ
من طير العراقيب
فهو مشجون
كيف يصير
العجز عافية
و يكف عن صرخاته
و يرتدى ثياب
التفاؤل
التلال العالية
فى تباب
قد تدخل
الذئاب
ان لم تغلق الابواب
يتهادى كالقائد
فى جيش
منصور
كالصبية
فى خدرها
المصون المفتون
المسحور
و الفتيات
سطور من زهور
و الشيخ العجوز
فى سرور
التماسك قد ألهمه
النبراس
ازدان الركب
فى لمحاته
و ربضت السكينة
ياإلهى
قد ولد الأمن
فى لمح اللحظ
وهج الخوف
والهجير يرمض ُ
عندما يترى الفوارس
امامه يغبضُ
و الجياد تركضُ
عربية الخصائل
و يتباهى بهم
امام القبائل
أما كلاب القبيلة
يعضون عليهم
من الغيظ
الانامل
فلا تكن ممن
يتحسرون
على السوابق
و يتمنون
كل نعمة وفضل
تأخذها رياح
الزوائل
المقامات العليا
متخصصة
فى صنع الابطال
و ان كانوا
بين البشر
خارج التقويم
والرسائل
لا تكن ممارسا
و ان قدروك
كل الناس
و إن رفعوك
فوق غيرك
و كن محبا
للابطال و الاوائل
فإن الدنيا
خلقت مدارس
الهمسات
تدعو العشاق
نحو الديار
و الرحيق
يدعو النحل
ليغزو البساتين
و العمار
و من يسكن
الغابات
يعشق الاشجار
فكن مثل الحكيم
و لاتكن مثل الكلاب
فى لهث التضائل
عندما تشيد انسان
تقيم مستقبلك
فالانسان يخدمه
الجميع
فإن العطاء
تفوق لقدرة
الحمول
عندما تريد
ان تكرم نفسك
كرم الاخرين
و من يبخس
الاخر يحرم ِ
و من لايؤمن
بما قاله الحكيم
عجبت منه
عندما للاخرين
يخدم ِ
فأنى له حتى
من اقواله يسخر ِ
و الغبار تثيرة
الجياد
و النخيل يجرى
يحتمى بالخيام
تعلم من الحكيم
الحاقدون على البشر
لابد ان يرجعون
الذين يصورون
لهم من كل هم
حتى يحبطون
و يكون وجودهم
من مرجعية
ضؤلان الضوائل
راعى الخلائق
بالاخلاق و اكرمهم
انما خلقت
كى تكون
متعلما ومعلما
و قلد الغربان
فإن الغراب
معلم البشرية
كلها
و جاء الغروب سعيدا
حبور
و ارجع القوم
الشيخ لخيمته
و حل المساء
محمود العياط
من ديوان مقبرة الإسكندر الاكبر