قصيدة
الماعز تلوك بالاشداق


يرسم ضياء
فوق صفحات
النيل
صور باهرة
العصافير
ترصدها
و هى فى اعشاشها
تبات تلمحها
و كأنما قاعة
لرسام
يده
فى الرسم باهرة
او كأنما بعض
اللؤلؤ و الماس
تبات فى خزائنها
و كأنما التماسيح
تنظر
للأعلى ترمقها
و كل النهر
منزله
وحوائطه الشطآن
و الصندل يمضى
على جسر
الطريق
فى المنحنيات
كأنه دسر
يقاوم و يقاوم
و يقسم الشط
أنه غريق
و هو يستحى
ان يشوة المنظر
الذى يسعده
الخشب فيه
له قلب يدق
و يتقشعر
من كل هذا الجمال
و خرير الامواج
لا تنام
تتقلب
على لحن عود
من هديل اليمام
صور بديعة
ابدا المآقى لا تشاهدها
فكل الانام
فى سبات النوم
لمن رسمت
هل تمضى هباء
ان النسيم
لا يمضى سدى
و لا كل لمحه
من البهاء
لاتضيع
لذا عينى
لم تدمع قطرة
واحدة
وانا المح الماعز
تلوك بالاشداق
بأوراقى
و انا كل يوم
ألقيها
لمن يوما
يجمعها
و فى الاثير
يدفعها
او ربما تكون
الماعز شاهدة
ان اوراقى
ابدا
لم احرقها
لان اشعارى
جاءت طيرا مغردا
من اقصى المسافات
كى تبدأ
ذلك الطائر
مكث بجوار
الديار
كى يقيم
عبر السديم
كأنه نور
و نثر الرياح
كأنه قدوم
و لملم الرمال
كأنها بعض
ذهب
و لثم الاخدود
كأنما
حفنة من شهداء
الفراشات
حطت
فى لهب
لتصيغ بحياتها
قصة الوهج
كل مساء
ألملم رسالاتى
و تبقى الرسالة
الاخيرة
كما قال من بدأ
الحكى
انا الانسان نهر
متدفق
من التقليد
كى يبقى الخلود
لا يفنى
هناك عين فوق الكل
تلحظنا
اكاد اشعر بها
لأن الدبيب
تسمعه
كل عمرى
بين الجدران
و مهجتى
تجوب الاكوان
اتسأل رغم
كل هذا القرب
اين اشعارى
احفظها
بل اين اشعارى
القيها
ام انى احفظها
فى تلك البطون
كانت الكنوز
قيعان البحار
مخبأها
و فى الفناء
ابقيها
كى تبقى
وعبر الطباق
و فى خطو خف
النياق
محمود العياط
من ديوان سفير الاسر و سفاح الحداثة