قصيدة
الانسانة الالية تجوب الدار


مع اول البكور
تختفى كل الاشياء
ما عدا حبك
يبقى مثلما حبات
اللؤلؤ ِ
فى مآقى العشاق
شئ من الوجدان
عتيق
من بهجة الزهور
و الرحيق
و تحت الكرسى ملقى
على الطرقات
يشهد بحبك
من ذرات الثرى
و التراب الرقيق
تختفى الانوار
الباهرات
من بلاطات الارصفة
و اسفلت الدروب
فى الغد المشرق
بوجنتيك
و تتلاشى الانوار
من ناطحات السحاب
حيث يبقى
لا قيمة للدهان
لكن الحب
يبقى فى الافئدة
يجوب فى اشتياق
يولج بالنهار
و النهار يولج
من الليل
و يمرح فى الزقاق
فى زمن الدراجة الطائرة
و حقن التلفاز
و تمضى المشاهد
فى الاوردة
و فى يقين
الواقع الافتراضى
رغم البعاد و المسافات
و الفراق
والانسانة الالية
بعد الشحن
تجوب الديار
تبحث عن اجوبة
فى مصنع المطبخ
و تطهى انماطا
مبهرة
رأينا من الانسانة الالية
كل الروائع
لكن ينقصها الحنين
و المشاعر الانسانية
الدافئة
حتى فى ضجة الصقيع
و ضحكة الاشتاء
و مابها من لصيق مجاميع
اسلاك الوجدان
لقد تعودنا ذلك فقط
من الكائنات الحية
ما بنا و ان طغت
المشاعر فى الجماد
فى زمن غريب
محطات صواريخ
الفضاء
صارت امرا مشاع
فى جميع البلدان
اصبح الانسان يضج
بالاسلاك و قطع الغيار
كأنه سيارة تدلف
فى الوديان
و مازال فى باريس
الفرنسيون ينطقون
الانجليزية بطلاقة
و مازالت الامريكتان
تستعيد شبابها
كل حين
و حى االيابانيين
لا يكل من الاختراعات
فى هذا الزمن
منظار جاليليو
فوق كل السطوح
يهمون فى الفضاء
مجاذيب
بسواعد اللكترنات
التى تبيح بسرها
فيما لايباح
و الكواكب فى الفضاء
بلا دسر كالغريق
و نست الانام
لبس القماش
و الشوال
لم تتذكر الا الخصام
و الصعاب و الشقاق
و العدسة المكبرة
تدخل فى كل شئ
و قد عادت
الاحصنة المجنحة
من جديد
تطير فى الافاق
و يقولون على الواحد
منهم البراق
فى الليالى يبرق
منه البريق
و تراتيل القرآن
فى صدوح
يفترش البطاح
و يكتسح الطريق
محمود العياط
من ديوان سفير الاسر و سفاح الحداثة