قصيدة
السنديان لا يهرم


جاءت الغابات
وجثمت
فى البقيع
من البلوط
فى المياة
مكرعات
و فلاة من وجيع
بمنتهى الكبرياء
تضاحكت
فى ثلج الصقيع
وتلونت بالازهار
الرقاق
تجذى النوى
فى صخب
الربيع
و تجعجعت كالامواج
فى دفاق
صار حولها
كومة من اشلاء
الخريع
تلك الخمائل
تتطاول على القرون
تنتحب الاعمار
و تشد الدموع
بالشطون
زهور الكرز
لا تخفي الاشتياق
من طول الفراق
و تعبث بالاثير
ان البلوط
ابدا ليس بالحقير
الالف عام عنده
عمر يسير
ترنو للمغارب
و السحاب
الذى ينام
على خد الاياب
فى وقت الظهير
يتطلع للغاربين
ان الامر
كان نظيف
ومع الايام
ساء الجميع
السنديان لا يهرم
يبقى طوال الدهر
الابن الرضيع
اسمعوا الالحان
من ترانيم
القمر
وقت الشفق
سيتكلم السنديان
فى العمر الطويل
ترك المساء
يرتحل فى هودج
من حرير
واستقبل شعاع
الشمس و البكور
كانت الرياح
شئ من عويل
تدب فى القصير
و الطويل
كثبان الرمال
تسأل عن جماعات
الشجر
لما لا تأتى
هكذا
و لا يهمها المطر
مثل البلوط
لا يرجو السحاب
و لا الغدير
يتألق من برد
منير
استشفيت منه الالام
و الخيل يعدو
منتحل اللجام
و يدوى منه الصهيل
استزرعت حوله
الكثار
ماعدا نواه حبه
من كثافة الخمائل
و من بخل الشمس
الكثير
و تضاحكت الثمار
رغم كل هذا
العذاب
و بشاعة مسودة
الغياب
السيقان الواهية
تبحث عن امان
سئم الكلأ
من همة من برأ
تنصح السنجاب
ان يبعد بعيد
ان السنجاب
فى حبه عنيد
العشق عنده
داء من الشيطان
السنديان
مثل الدهر
لا يموت
لكن يبقى يحكى
قصص المكان
مهما اقبل
عليه الزمان
محمود العياط
من ديوان العملاقة فى اثير العسجد