شعر اختانون فى نفرتتنى
إنشودة إخناتون
يقول إخناتون في إنشودته الجميلة في حب آتون:
quot;آتون ياأصل الحياة، كم أنت جميل في أفق السماء، بإشراقك تمتلئ الأرض بوهج سناك، أيها المتألق في علياء سمائك، وقد انقاد الكل لسلطانك وتربطهم بحبك.
علي بعدك تملأ الأرض بأشعتك ورغم ارتفاعك ترسم النهار بآثار أقدامك عندما تتواري في غرب الأفق، تمسي الدنيا في ظلام، إنه الموت، نيام الناس في بيوتهم، فلا يبصرون وقد يسرق كل ما تحت رؤسهم وهم لايشعرون، فإذا ما طلعت في الأفق إنجلي الظلام وانتعشت الأشجار والنباتات، وصفقت الطيور بأجنحتها فوق المياه ورقصت الأغنام فأنت خالق الأرض، خالق الناس والماشية، بعثت نيلاً من السماء يسقط بعيداً يروي الحقول، أنت صانع الفصول، مبدع السماء العالية والحياة في إشراقك، والموت مع غروبك وقيامك حياة للعالمين .
-----------------------------------------------------------------------------
منقول
هذه هي الإنشودة التي كان يتغني بها اخناتون وبأمثالها التي كان يستمتع بتأليفها، ومن بعده يقوم الكهنة بإعدادها للترانيم والتراتيل في معابد الأله الأوحد آتون في مدينة الشمس اخيتاتون التي بناها الفرعون الفيلسوف في القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
كان الدين في مصر القديمة وعبادة الإله أمراً مقدساً، فكان لكل شئ إله ، ولكل مكان إله وكان الإله quot;راعquot; في نهاية الدولة القديمة ذات مكانة وشأن عظيم، غير أن تبدل العاصمة في عهد المملكة الوسطي وانتقالها الي طيبة رفع من شأن إلهها آمون، ومن ثم لم يكن هناك تفضيل إله علي آخر إلا بالدمج وتمازج الإلهين في إله واحد هوquot; آمون رعquot; الذي بلغ الأوج في عهد المملكة الحديثة، وتمتعت معابده وكهنته بمخصصات وفيرة واسعة مكنت بعض من هؤلاء الكهنة من التدخل في سلطة الفرعون.
عصور الإزدهار في عصر الأسرة الثامنة عشر
مع بزوغ عهد الملك تحتمس الثالث فخر الأسرة الثامنة عشر في المملكة الحديثة بدأت عصور الإزدهار في مصر القديمة فهو الذي حارب ووسع البلاد ثم جاء من بعده امنحوتب الثالث فجني ثمار هذه العظمة وبدأ عصره زاهراً وافراً بالثروة حتي تجلت فيه ابهة الفرعون ـ ونتيجة لذلك بني لنفسه معبداً عظيماً في الجنوب عبده فيه الناس وأهل النوبة القديمة كالإله وبعد ان قضي جاء من بعده إبنه الشاب امنحوتب الرابع أو إخناتون الذي وجد ملكاً يمتد من أسيا متوغلاً في جنوب افريقيا كما وجد نفسه وسط كهنة أقوياء يخدمون الإله أمون في قوة وثروة هائلة وسلطة واسعة.
حكم إخناتون البلاد مد ة 17 سنة مع زوجته الجميلة نفرتيتي في الفترة من 1369 الي أن توفي في العام 1336 قبل الميلاد، وفي بداية حكمه لاحظ أن الشعب من حوله يكره هذه العظمة وتلك الأبهة، فكان اذا ما تقدم أحد أفراد شعبه بين يديه قبل الأرض ساجداً، وفي جنوب ملكه كان هناك معبدا يعبد الناس فيه ابوه كما تٌعبد الأله المتعددة في كل مكان، فكان ذلك بداية التأمل وبداية التفكير الذي قاده الي الشك في قيمة كل الزيف الذي حوله وبدأ يسطر أناشيده التي عكست صفاء نفسه بل وبدأ الثورة الفكرية علي كل ما هو حوله من زيف وانتقل الي الحقيقة ليعيش فيها حتي أنه ترك المثّالين يصنعون التماثيل في حرية وصدق تام حتي انهم أظهروا عيوبه الجسمية مخالفين في ذلك كل من سبقوهم.