قصيدة
القبر هو ظلمة اليقظة



سيدركنا الردى
و يحملنا الثرى
اما الى فقر
او اغداق
لا الثرى ينفعه
الغنى
فلا الفقير هناك
يحقره القحط
والاملاق
بعد وعثاء الحياة
عجبا
لمن يريد ان يخرج
من قبره
لماذا لا يستكين
فى لحده
ترى لماذا الخروج
و الدود من فرط
المجاعة
يلهب الدهون بالاسلاق
الاسودان يسألان
الميت عن الصلاة
حيثما كان فى الدنيا
يجور
ويبقى العمل سدا
يدحط الفيضان
و الدموع
و كل ما يجلب
الاحتكاك و الاصلاق
مازال اهل القبور
فى ظلمة اليقظة
وكأنما شموسهم
الشموع
مازالوا على ضفاف
النجوع
فى عالم الظلمات
و كثر من الاحداق
حتى يدركون
كيف يخرجون
وكيف يعيشون
مازال اهل القبور
يتزاورون
ترى من
يصلون
و هم عاكفون
وترى المشركين
قائمون يتضرعون
وابقى وحدى
بلا تكليف على الاطلاق
اهيم
فى ليل سديم
وى كأن لولا تكليفى
فى الحياة
لكنت الان
افعل القديم
وما بدا فى الافلاق
لكنما كانت الدنيا
فى المنكرات
حيوان بهيم
ويمضى اللحد
فى التلاهى
والغفلة لكل عابر
والزمن يجرى
فى المسير
بركبه الاولاق
والصرخات تكتنف
السكات
مازالت الديدان
تؤذى فى المشاعر
انها تستوطن
المقابر
فى بدن الرفات
عندها الالآم
تستعر
والحجاب يطنب
من اثل السلام
فى جوف
السبات
من روعه
الحرص والاخلاق
ان الزمان
فى اللحود
شيئا لا يقاس
فى طول الابد
و فى المكوث
اما الدنيا فكانت
قليلة الساعات
سينسها المقبور
من طول الرقاد
و حفنة الأرزاق
محمود العياط
من ديوان ذكاء الغربان