قصة الضب الذي كلم رسول الله
روى الدارقطني والبيهقي وشيخه الحاكم وشيخه ابن عُودي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في محفل من أصحابه اذ جاء أعرابي من بني سليم قد صاد ضبا" وجعله في كمه ليذهب به إلى رحله فرأى جماعة" محتفين بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال على من هؤلاء الجماعة, فقالوا : على هذا الذي يزعم أنه نبي, فأتاه فقال يا محمد ما اشتملت النساء علي ذي لهجة أكذب منك فلولا أن تسميني العرب عجولا" لقتلتك وسررت الناس بقتلك أجمعين, فقال عمر رضي الله عنه : يا رسول الله دعني أقتله فقال صلى الله عليه وسلم لا, ما علمت أن الحليم كاد أن يكون نبيا" ) (حديث ضعيف ) ثم أقبل الأعرابي على رسول الله فقال : واللات والعزة لا آمنت بك حتى يؤمن هذا الضب وأخرج الضب من كمه وطرحه بين يدي رسول الله وقال : إن آمن بك آمنت بك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا ضب فكلمه بلسان طلق فصيح عربي مبين صريح يفهمه القوم جميعا" : لبيك وسعديك يا رسول الله رب العالمين, فقال صلى الله عليه وسلم : من تعبد قال :الذي في السماء عرشه وفي الأرض سلطانه وفي البحر سبيله وفي الجنة رحمته وفي النار عذابه . فقال صلى الله عليه وسلم : فمن أنا يا ضب . قال أنت رسول رب العالمين وخاتم النبيين قد أفلح من صدقك وقد خاب من كذبك .
فقال الأعرابي : أشهد أن لا اله إلا الله وأنك رسول الله حقا" والله لقد أتيتك وما على وجه الأرض أحد هو أبغض إلي منك, ولله لأنت الساعة أحب إلي من نفسي ومن ولدي فقد آمن بك شعري وبشري وداخلي وخارجي وسري وعلانيتي, فقال له رسول الله : الحمد لله الذي هداك إلى هذا الدين الذي يعلو ولا يعلى عليه ولا يقبله الله إلا بصلاة ولا يقبل الصلاة إلا بقرآن
فعلمه النبي سورة الفاتحة وسورة الإخلاص . فقال يا رسول الله : ما سمعت في البسيط ولا في الوجيز أحسن من هذا . فقال صلى الله عليه وسلم إن هذا كلام رب العالمين وليس بشعر . إذا قرأت ( قل هو الله أحد ) مرة فكأنما قرأت ثلث القرآن وإذا قرأتها مرتين فكأنما قرأت ثلثي القرآن وإذا قرأتها ثلاثة فكأنما قرأت القرآن كله . فقال الأعرابي : إن إلهنا يقبل اليسير ويعطي الكثير . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم ألك مال ؟ فقال ما في بني سليم قاطبة" رجل أفقر مني فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه أعطوه فأعطوه حتى أبطروه فقال عبد الرحمن بن عوف : يا رسول الله أنا أعطيه ناقة عشراء تلحق ولا ُُتلحق أهديت إلي يوم تبوك فقال صلى الله عليه وسلم : قد وصفت ما تُعطي وأصف لك ما يُعطيك الله جزاء" قال : نعم, صف يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم : لك ناقة من درة بيضاء جوفاء قوائمها من زبرجد أخضر وعيناها من ياقوت أحمر عليها هودج وعلى الهودج السندس والاستبرق تمر بك على الصراط كالبرق الخاطف .
فخرج الأعرابي من عند رسول الله فتلقاه ألف إعرابي على ألف دابة بألف سيف فقال لهم أين تُريدون . فقالوا نريد هذا الذي يكذب ويزعم أنه نبي, فقال الأعرابي أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا" رسول الله . فقالوا له : صبأت . فحدثهم بحديثه فقالوا كلهم لا اله إلا الله محمد رسول الله . ثم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله : مُرنا بأمرك . فقال صلى الله عليه وسلم : كونوا تحت راية خالد بن الوليد فلم يؤمن في أيامه صلى الله عليه وسلم من العرب ولا من غيرهم ألف غيرهم
-----------------
أخرج هذا الحديث الطبراني في المعجم الصغير وأبو نعيم في دلائل النبوة
والبيهقي في دلائل النبوة وغيرهم؛ من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وهو حديثٌ باطل لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم
وقد تكلم فيه الإمام البيهقي وغيره، وحكم الإمام الذهبي ببطلانه