اوبريت عرايس نوادر شعيب فى عصر الصحابة محمود العياط

اوبريت عرايس
نوادر شعيب
فى عصر الصحابة





لقي شعيب
سالم بن
عبد الله بن عمر

فقال له

يا أشعب هل
لك في هريس
أعد لنا

قال

نعم بأبي أنت وأمي
فمضى
إلى منزله
فقالت له
امرأته
قد وجه عبد الله
بن عمرو
بن عثمان يدعوك

قال

ويحك إن لسالم
بن عبد الله

هريسة
قد دعاني إليها
وعبد الله بن عمرو
في يدي
متى شئت
وسالم إنما
دعوته للناس
فلتة
وليس لي بد
من المضي إليه

قالت

إذاً يغضب عبد الله
قال آكل عنده
ثم أصير
إلى عبد الله
فجاء إلى
منزل سالم
فجعل يأكل
أكل متعالل


فقال له

كل يا أشعب
وابعث
ما فضل عنك
إلى منزلك


قال

ذلك أردت
بأبي أنت وأمي

فقال

يا غلام احمل
هذا إلى منزله

فحمله ومشى
أشعب معه

فقالت امرأته

ثكلتك أمك
قد حلف عبد
الله لا يكلمك
شهراً

قال

دعيني وإياه
هاتي شيئاً
من زعفران
فأعطته

فأخذه ودخل
الحمام فمسحه
على وجهه
وبدنه
وجلس في الحمام
حتى صفره
وخرج متوطأ على
عصا يرعد
حتى أتى دار
عبد الله بن عمرو
بن عثمان

فلما رآه حاجبة
قال

ويحك
بلغت بك العلة ما أرى

ودخل فأعلم صاحبه
فأذن له
فلما دخل عليه
إذا سلم بن
عبد الله عنده
فجعل يزيد
في الرعدة
ويقارب الخطو
وجلس
وما كاد أن يستقل

قال
عبد الله
ظلمناك يا أشعب
في غضبنا عليك
فقال له سالم
ويلك مالك؟
ألم تكن
عندي آنفاً
وأكلت هريسة
قال
لقد شبه لك
لا حول ولا قوة
إلا بالله

سالم قال

لعل الشيطان
يتشبه بك

قال أشعب

علي وعلي إن كنت
رأيتك منذ شهر

فقال له عبد الله

اعزب
ويلك عن خالي
أتبهته لا أم لك

قال

ما قلت إلا حقا
ً
قال

بحياتي اصدقني
وأنت آمن
من غضبي

قال

وحياتك لقد صدق
وحدثه بالقصة
فضحك حتى استلقى
على قفاه


-----
خرج شعيب
يبحث عن وليمة
وخرجت تجرى
وراءة زوجتة تقول
يا شعيب اوعى
يحدث لك
مثلما حدث مع السلطان
شعيب قال
سبينى ياامراة
دول ناس كتار
يبدو انها وليمة سيبينى
انا انسان

قالت امراتة
الطمع افة ولكن اكبر
الافات النسيان
-------
لف ولم يجد وليمة
قال لاذهبن
لأمير المؤمنين
أبي جعفر المنصور
اوقف الحرس شعيب
قال الحارس
من انت؟
قال شعيب
انا اشعب بن جبير
قال الحارس
وماذا تريد من الخليفة؟
قال شعيب
هو قال لى تعالى لى
كيف تشاء
الحارس
هذا كلام هباء

شعيب
انا من سلالة الاخيار

الحارس
هذا كلام سار
فمن انت؟

شعيب
امى ام الجلندح

احد الحارس

وما هى الجلندح؟

شعيب

تلك مولاة السيدة اسماء
بنت ابو بكر الصديق
ابى خرج مع
المختار ابن أبي عبيد
فأسره
مصعب بن الزبير
فقال له
ويلك تخرج علي
وأنت مولاي

احد الحارس

انك موضحك
انا اعرف ان اباك
مولى عثمان بن عفان
رضي الله عنه
وإن أمه
كانت مولاة
أبي سفيان بن حرب

شعيب
السيدة ام المؤمنين
ميمونة رضى اللة عليها
وارضاها
اخذت امى
لما تزوجت الرسول


احد الحارس
اليست هى ناقلة
احاديث النساء
اوليست الحالقة
الطائفة على جمل
المجلودة المحلوقة

شعيب

انا الذى تربيت بالمدينة
فى دور ال ابى طالب
وربتنى
عائشة بنت عثمان

احد الحراس


وكيف عتقت؟
وكنت من الاحرار
وسيدا فى المكان

شعيب

كنت مع عثمان
رضي الله عنه
يوم الدار لما حصر
فلما جرد
مماليكه السيوف
ليقاتلوا كنت فيهم

فقال
عثمان

من أغمد سيفه فهو حر
فلما وقعت في أذني كنت
والله أول من أغمد سيفه
فعتقت قبل ان يستشهد
الخليفة عثمان

احد الحراس
اذن انت مولى
سيدنا عثمان بن عفان

شعيب
عندما ولدت كان
ابى مولى عثمان
وحتى عتقت كنت مولاة

احد الحراس
يارجل انت تسرح بنا
فمن انت؟
كل هذا انت

شعيب
انا من القراء
حسن الصوت
بالقراءة، وكنت قد
نسكت وغزوت
مع افضل الخلائق


احد الحراس
هل لانك رغم كبرك
جميل الشكل


شعيب

يقول عبد الله بن مصعب
الزبيرى
فى وصفى شعرا


إذا تمرزت صراحية


كمثل
ريح المسك أو أطيب


ثم تغنى لي
بأهزاجه
زيد أخو الأنصار
أو أشعب


حسبت أني ملك جالس

حفت به الأملاك والموكب


احد الحراس

كيف عرفت الخليفة

شعيب
كنت اتجول
فى الطرقات
ابحث عن عشاء
وقد قلت الولائم
فى ايام الشتاء
فوجدت عشرة
رجال ففرحت
وسرت ورائهم لاصل
للوليمة او العرس
او طعام الاثرياء
فركبوا مركبا فركبت
ولما وصلنا
فى البحر للعباب
فقيدونا كلنا بلا اسباب
ودخلنا القصر
فنادوا الاسماء
وكل اسم ياتى
يضربون عنقة
انهم يقطعون الرقاب

احد الحراس

ولكن مولانا مسالم
لايقطع الرقاب

شعيب
نعم قبلة
فقد اطال اللة
من عمرى

احد الحراس

اكمل يا شعيب
اننا بك مسرورين

اننا نريد ان نعرف
ماذا فعل بك
امير المؤمنين

شعيب

اراد ضرب عنقى
لاكون عبرة
لكل طفيلى

فقلت اضرب بطنى
فقال لما
قلت لانها السبب
فضحك

احد الحراس

ان امير المؤمنين يدعوك


دخل على امير المؤمنين
فوجدة ياكل فستق ولوز
من طبق مذهب

شعيب
هات واحدة

امير المؤمنين

خذ واحدة

شعيب
ثانى اثنين اذ هما بالغار

فالقى الية الثانية

شعيب

فعززناهما بثالث
فالقى الثالثة

شعيب

فخذ اربعة من الطير
فالقى الية الرابعة

شعيب
ويقولون خمسة سادسهم كلبهم
فألقى إليه الخامسة والسادسة

شعيب
ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم

فألقى إليه السابعة والثامنة

شعيب
وكان في المدينة تسعة رهط
فألقى إليه التاسعة

شعيب

فصيام ثلاثة أيام
في الحج وسبعة
إذا رجعتم
تلك عشرة كاملة

فألقى إليه العاشرة

إني وجدت
أحد عشر كوكباً
والشمس والقمر
رأيتهم لي ساجدين

فألقى إليه
الحادية عشر

شعيب
يا أمير المؤمنين
إن لم تعطني
الطبق كله لأقولن لك
وأرسلناه إلى مائه ألف
أو يزيدون

فأعطاه الطبق كله

-----
اقترب منة الوزير
اهدينى خاتمك لاتذكرك

شعيب
الا اعطى لك ذكرى
ابلغ

الوزير
فما هى

شعيب

تذكر منعى اعطائى
لك الخاتم

ضحك الامير والوزير

شعيب
لك منى حكمتين
من ابى

الامير فما هما
ان ابوك تقى

شعيب بعد تفكير

نسيت احداهما

الامير

الثانية

شعيب

نسيها ابى

ضحك الامير

مضى شعيب
--------

لقي شعيب صديق لأبيه

فقال له

ويلك يا
أشعب

كان أبوك الحى وأنت أقط
فإلى من خرجت تشبه

شعيب قال

إلى أمي

----
الهيثم بن عدي

يا شعيب
كيف ترى أهل زمانك هذا؟

شعيب

يسألونني
عن أحاديث الملوك
ويعطونني عطاء العبيد
-----
بعث الوليد بن يزيد
بن عبد الملك
بن مروان إلى أشعب

بعد ما طلق امرأته سعدة
فقال له
يا أشعب
لك عندي عشرة آلاف
درهم على أن تبلغ
رسالتي إلى سعدة

فقال له
أحضر المال حتى أنظر إليه
فأحضر الوليد بدرة
فوضعها

أشعب على عنقه

وقال
هات رسالتك

قال
قل لها يقول لك

أسعدة هل إليك لنا سبيل
وهل حتى القيامة من تلاق
---
بلى ولعل دهراً أن يؤاتى
بموت من حليلك أو طلاق
---
فأصبح شامتاً وتقر عيني
ويجمع شملنا بعد افتراق
----
قال
فأتى أشعب الباب
فأخبرت بمكانه
فأمرت ففرش لها فرش
وجلست وأذنت له

فدخل فأنشدها
فلما أنشد البيت الأول

أسعدة هل إليك لنا سبيل
وهل حتى اليامة من تلاق
----
قالت
لا والله
لا يكون ذلك أبداً
فلما أنشد البيت الثاني
---
بلى ولعل دهراً أن يؤاتي
بموت من حليلك أو طلاق
---
قالت
كلا إن شاء الله
بل يفعل الله ذلك به
فلما أنشد البيت الثالث

فأصبح شامتاً وتقر عيني
ويجمع شملنا بعد افتراق
---
قالت
بل تكون الشماتة به

ثم قالت لخدمها

خذوا الفاسق

فقال
يا سيدتي، إنها
عشرة آلاف درهم

قالت
والله لأقتلنك أو تبلغه
كما بلغتني قال
وما تهبين لي؟ قاتل

بساطي الذي تحتي
قال
قومي عنه
فقامت فطواه

ثم قال
هاتي رسالتك جعلت

فداك
قالت
قل له

أتبكي على لبنى
وأنت تركتها
فقد ذهبت لبنى
فما أنت صانع؟

فأقبل أشعب
حتى دخل على الوليد
فأنشده البيت

فقال أوه قتلتني
والله فما تراني
صانعاً بك
اختر إما أن أدليك
منكساً في بئر
أو أرميك
من فوق القصر
منكساً أو أضرب رأسك
بعمودي هذا ضربة

قال له

ما كنت فاعلاً
بي شيئاً من

ذلك
قال

ولم؟

قال
لأنك لم تكن
لتعذب عينين
قد نظرتا إلى سعدة
قال
صدقت
---

كان أبان بن عثمان
من أهزل الناس
وأعبثهم
فبينا نحن
ذات يوم عنده

وعنده أشعب
إذ أقبل أعرابي
معه جمل
والأعرابي أشقر
أزرق أزعر
يتلظى كأنه أفعى
والشر بين
في وجهه
ما يدنو منه
أحد إلا شتمه
ونهره
فقال أبان
هذا والله من البادية،
ادعوه لي
فدعوه له وقيل
إن الأمير أبان بن عثمان
يدعوك
فأتاه فسلم عليه
فسأله أبان
بن عثمان عن نسبه
فانتسب له

فقال له أبان

حياك الله يا خال
اجلس فجلس

فقال له

إني أطلب
جملاً مثل
جملك هذا منذ زمان
فلم أجده كما أشتهي
بهذه الصفة وهذه

الهامة والصورة والورك
والأخفاف
والحمد لله الذي جعل
ظفري به عند
من أحبه
أتبيعنيه

فقال
نعم أيها الأمير

قال
فإني قد بذلت
لك به مائة دينار

فطمع الأعرابي

وسر بذلك وانتفخ
وبان الطمع في وجهه

فأقبل أبان على أشعب
ثم قال له

ويلك يا

أشعب
إن خالي هذا من أهلك
وأقاربك يعني
في الطمع فأوسع له
مما عندك

قال
نعم

بأبي أنت وزيادة


فقال له أبان
يا خال إنما زدتك
في الثمن
على بصيرة
أن الجمل يساوي

ستين ديناراً
ولكني بذلت لك مائة
دينار لقلة النقد عندنا
وإني أعطيك
عروضاً تساوي

مائة دينار
فزاد طمع الأعرابي

وقال
قد قبلت ذلك أيها الأمير
وأسر أبان إلى أشعب

فأخرج شيئاً مغطى

فقال له

أخرج ما جئت به
فأخرج جرد
عمامة تساوي أربعة

دراهم
فقال له
قومها يا أشعب

فقال
عمامة الأمير
تساوي أربعة دراهم
فقال له

قومها يا أشعب


فقال
عمامة الأمير يشهد فيها
الأعياد والجمع
ويلقي فيها الخلفاء

خمسون ديناراً
قال
ضعها بين يديه
وقال لابن زبنج
أثبت قيمتها
فكتب ذلك ووضعت

العمامة بين يدي
الأعرابي
فكاد يدخل بعضه

في بعض غيظاً،

ولم يقدر على الكلام

قال

هات قلنسوتي،
فأخرج قلنسوة
طويلة خلقاً
قد علاها الوسخ
والدهن وتخرقت تساوي

نصف درهم
قال
قوم
فقال
قلنسوة الأمير
تعلو هامته
ويصلي فيها
الصلوات الخمس

ويجلس فيها للحكم
ثلاثون ديناراً
قال
أثبت فأثبت ذلك
ووضعت القلنسوة
بيد يدي

الأعرابي فأربد وجهه
وجحظت عيناه
وهم بالوثوب
ثم تماسك وهو مقلقل

ثم قال

لأشعب
هات ما عندك
فأخرج خفين
خلقين قد نقبا
وتقشرا وتفتتا

فقال
قوم، فقال

خفا الأمير
يطأ بهما الروضة
ويعلو بهما
منبر النبي صلى لله عليه وسلم
أربعون ديناراً

فقال
ضعهما بين يديه
ثم قال للأعرابي
أضمم إليك متاعك
وقال لبعض الأعوان
امض

مع الأعرابي
واقبض ما بقي لنا عليه
من ثمن المتاع
وهو عشرون ديناراً
فوثب الأعرابي

فأخذ القماش فضرب به
وجوه القوم
لا يألو في شدة الرمي
ثم قال له
أتدري في أي شيء

أموت؟

قال
لا

قال

لم أدرك أباك عثمان
فأشترك والله في دمه إذ ولد مثلك
ثم نهض
كالمجنون حتى أخذ برأس بعيره
وضحك أبان حتى سقط
وضحك من كان معه
فكان
الأعرابي بعد ذلك
إذا لقي أشعب يقول له

هلم إلي يا ابن الخبيثة
حتى أكافئك على

تقويمك المتاع يوم قومت
فيهرب منه أشعب

---
جاء بيت
سالم بن عبد الله
بن عمر
رضي الله عنهم

شعيب
اين سالم
انى جائع

خادم

انة فى البستان
لياكل مع بناتة

فركب جملا
بجوار الحائط

شعيب
يا سالم انا هنا

سالم غطى بناتة
بثوب وقال
بناتى بناتى

شعيب
لقد علمت ما لنا
في بناتك
من حق وإنك
لتعلم ما نريد

سالم
ما تريد ان تخبرنى

شعيب

ماحدث
لمروان بن أبان بن عثمان

سالم

ما حدث لة

شعيب
كنت
إلى جانب مروان
فانفلتت منة
ريح لها صوت
اوهمت الناس أنى
انا الذي خرجت
منه الريح
فلما انصرف
مروان إلى
منزله
قلت لة
الدية
قال مروان
دية ماذا
قلت لة
دية الضرطة
التي تحملتها عنك
وإلا
شهرتك
فلم ادعه حتى
أخذت منه شيئاً
ضحك سالم وبناتة
-----
دخل شعيب
على الحسين بن علي
رضي الله عنهما
وعنده أعرابي قبيح
المنظر
مختلف الخلقة
فسبح شعيب حين رآه
وقال للحسين
بأبي أنت وأمي
أتأذن لي أن
أسلح عليه؟
فقال
إن شئت
ومع الأعرابي قوس وكنانة
ففوق نحوه سهماً
وقالوالله
لئن فعلت لتكونن
آخر سلحة سلحتها
فقال شعيب للحسين
جعلت فداك
أخذني
القول


--------
زوجة شعيب
اصحى يا شعيب
جارتنا جاءت تكلمك
شعيب
ادخلى يازوجتى
انت ومن معك
الجارة
ها عدة دنانير وديعتك
شعيب
هاهم بين ثنى
فرشى احفظهم
الجارة
عندما اتيك تعطينى
من بعضهم
------
مرت ايام وجاءت الجارة
ثم قالت
بابى انت شعيب
هات دينار
شعيب قال
ليس معى اى دينار
الجارة قالت
انا قد اعطتك
دنانيرى تحفظهما
قال شعيب
ارفعى فرشى وخذى
ولدة انة ولد درهما
اخذت الدرهم ومشت
ثم جاءت
اذا شعيب يبكى
قالت مايبكيك
ماذا فعل معك الناس
قال شعيب
دنانيرك ماتت فى النفاس
قالت
وكيف يكون
للدنانير نفاس
قال شعيب
اتصدقين الولادة
ولاتصدقين النفاس
--------

محمود العياط
من ديوان
رصاصة فى قلب الجياد العجوزة