قصيدة
عطش المايان فى الرباط

ان العشاق فى النعيم تضوى فى التتلذذُ
و على جسر الاشواق يروم ويسبق ِ
اذا الهوى على الجسر بدا يتمخطرُ
اذ مل ء الاثير و رنت منه الحدق ِ
و مكابد العاشقين فى الدنا ارقى
مثلما معاناة تفجر البراعم الفلْق ِ
ملء حبكم الوريد والشريان الاوسع ِ
حتى الطفل الرضيع يصرخ و يستنطق ِ
ان الفتيات فى الحسن ابدا لا توصف
حتى الوصال فى احضانهن يتشوق ِ
اذ ازاحوا الستار و فى الستر تجوثوا
يأبون الفراق من لهيب الوجد المتوق ِ
شفاف الحرير ينبأ و يوشى بالطلى
حتى ترى وسع البراح الفسيح مضيْق ِ
تتلألأ نجمات ابين المنام من البهى
لما رأينا من جزيب البضا شقائق ِ
بريق الماس عندما فى الدجى يسطع
من الطهر بخصرها و اطرافها المؤق ِ
و كبرياء فى الوجود تعالى وسطوة
بلغت جنان القلب واشعلت الحرائق ِ
تلك العيون تفوق الاماق حين وصفها
بركة من الدلال على الشطآن محدق ِ
لا تلومن العاشق حين يضيع سدى
كيف الفناء فى رضا المحبوبة بعائق ِ
عند الالاء كيف تقول حين وصفها
كيف الفتى فى المحيط يعوم ويتعمق ِ
انس من السكنى فى الرباط مقدس
نضار الحنين فى وصلهم المشرق ِ
القرب عندهم اشهى من الشهد الارى
فلا تلوم يوما جور اللبلاب المتسلق ِ
ليس القتيل فى حيهم يموت ويفنى
اذ حثه على المكروة جهالة الأوق ِ
و عند الدار كل الامور القفاد تتحير
حتى سفائن العشاق فى اليم بؤق ِ
وكل ارادات الوجود تغدو و تتبددُ
و كل مواثيق الاسباب تتبخروتصعق ِ
محمود العياط
محمود العياط
من ديوان مقبرة الإسكندر الاكبر