قَصِيدة
الأوْسَاخ لا تكدر المُحِيط
جدَالنا
عَنْ قُلُوب
مُتَوَهِّجَةَ
وَسُحِبَ عَالِيَةُ
وَنَجُومُ تُضِئْ السَّمَاءُ
تَلْبس ألْف ردَاء
وَوُرُودُ بَالِيَةُ
فيها مِن فِرْط
الحَياء
عَنِ الْفَنِّ وَالْفَنّانِينَ
أفْرَح لمَن
يُدافع عنْ
قَضية
طَالَمَا أَنّهَا عَادِلَةَ
وَأُفْرِحَ أَكْثَرُ
عَنْدَمَا تَمَسَّ
الْفَنُّ لِأَنَّةِ فَاكِهَةِ
الْحَيَاةِ
وَلُغَةُ الْعُقُولِ
والشهرة والثناء
هُناك مَن يهْربون
مِن الفَن
وَمِنْ الأضْواء
وَتَرْحَالُ الْقَافِلَةِ
مثلما الظباء
تَفِر أمَام
الحَيوانات المُسْتَوحِشة
هُنَاكَ فى الْغَابَاتِ
الجافلة
وَنَحْنُ هُنَا
فى الْمَدِينَةَ الْعَاقِلَةَ
وَهُنَاكَ
مِنْ يَحْرِقَهُمْ
مثْلما الْفَرَاشَاتُ
الشَّارِدَةُ لِضِيَاءِ اللَّهَب
الحَافلة
حَتى أبَت
السُفن
أنْ تَرسُو
فِى المَرَاسِيا
***
مَتَى كَانَ الْفَنُّ
عِلمَا رَخِيصا
شَاغلَة
حَتى يُكدر
القَمر فِى العُلا
وتُطْمس
خَصَائله
تُكَونَّ أعْتاب
الشّهرةَ فى السُّجُون
ويَضيع اللَّيْمُونُ
عَلَى الاشجار
الْمُثْمِرَةَ
تَنْفَجِرُ الْبَرَاكِينُ
فى سُكون
و أَعْمَاق الْبِحَارِ
الغَاضِبة
وتتولى الصَقور
بَعِيدة تلْعَن
الفُجُور فِى أعْلَى
التِلال العابرة
كأنهم ينسون
رسالة الفنون
ولايتذكرون
غير الدفاع
عن الجنْس
المَجنُون
متى كان الفن
يجسد نا
فِى لَوحة خَادِشة
غابرة
وهلْ نُهُوض
السِينما
فِى تلْك المنَاظر
الإبَاحِية
الماكرة
وهل القصَص
البَذيئة تُعبر
عنْ فَن القَصة
ومن فيها
وهلْ المَسْرح
البَذىء
يُعبر عَن فَن
راويها
هَل الكلِبات
الفاحشة تعبر
عَن الأغَانى
ومغانيها
تَرتدى ثيَاب
المَخازيا
***
متى تختفى
من شاشاتنا
تلك المناظر
البَاسرة
متى تختفى
من فضائيتنا
تلك الصور
الغادرة
متى نسعد
فى بيوتنا
دون احراج
النظرة الشازرة
متى لاترى
مناظرا خارجا
عن المالوف
فاجرة
فى فِيلم كذا
وازرة
او سينما كذا
وازرة
سيبقى الفن
لحنا فريد
من المجون
قنوط
والناس
منهم ما بين
ساخرا أو سخيط
فالاوساخ
لاتبيد المحيط
مهما بغت
رايات الشطوط
رايَاتُ الْفُحْشِ
الذاعرة
تَهلك الابل
السُقوط
فى الْبِيد
الخَموط
ذاك الأجْهار
شُهب
لا تَأتى بالضيَاء
إنْما تَحْرَقُ الْخِيَامُ
وتَهزم الرَجال
وَتَقْتُلُ الاطفال
وَتَأْسِرَ النِّسَاءُ
فى الْقَبِيلَة
وتَضيع القِيم
الرَواسيا
مَحْمُودُ الْعيَاطِ
دِيوَانُ
مَعَ الزُّنوجِ
لَاَبِدُ ان يَبْدَأُ