قصيدة
العاق على تلة الاعراف



كيف الامس
لا يستديم
يختلج فى اليوم
يلبس رداء
الحاضر الشاخص
المقيم
ويترح فى الملا
جامح
ويموت غدا
وقد كان النهار
به حميم
هناك انسان
عاق طالح
يدعى ان السوء
هو معراج
الوصول و الجوامح
و به تتم الغايات
وبدونه الامر
مختلف
مشوة الملامح
وعلى الرمال
يرسم كثبان
الجحيم
لماذا العاق
الوسيم
و هو طالح
يمتلك من العلوم
العلم العقيم
ليفترى على الوالدين
و لمسة التسامح
بل يفترى
على الدنيا جميعا
ويكون أستاذا
فى التطاول
و الاستجرام
و الذنب الجسيم
و يكون له تلاميذ
كثيرة
و غلمان سوانح
يفسدون شراذيم
فى كل امر كالح
يخونون من اجل
العهد
ويسرقون من اجل
الامانة
و يغتصبون من اجل
الطهر
و يقتلون من اجل
الحياة
ويكون امرهم
فرطا
يستبيحون اى شئ
من اجل اى شئ
كل ذلك بالخفاء
و اللدغ اللئيم
بعد كل هذا الجفاء
يكون لهم وجود
وانتماء
ونهر من ذهب
بعدما تقشع
سحب الغضب
انهم كانوا
يبطشون فى التعايش
بكل قصص الفضائح
حتى يلاقون
تلال الاعراف
و السور العظيم
ينظرون
ناحية النعيم
و ينظرون
صوب الفظائع
انهم اصحاب الشامة
البيضاء
انهم المساكين
فى حقيقة الجوانح
وهناك انسان
فى السعى
صالح
بالخير والمعروف
يمتلأ
ويحقق الامور
كلامه مسك
كله نصائح
مابين الصالح
والطالح
هناك انسان
ضائع
مابينهم
يرى السوء
مفتاح الفرج
و لا يعمله
يرى الخير
فى يده عقيم
هذا الضائع
الذى يساير العقوق
فلا هو عاق
ولا هو معقوق
و الاقدار تنتخب
الاصلح
الذى لا يندثر
لذا نراهم
فى كل حين
لماذا نراهم
ولماذا
لا يختفوا
تلكموا حكمة
الاقدار
محمود العياط
من ديوان العاق على تلة الاعراف