اهتمام الإسلام بالماء
جزء2
.
وتجدر الإشارة أن الماء هو و أصل كل الأحياء وفي هذا الإطار يقول الله تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حيا).
وعن أبي هريرة قال: قلت يا رسول الله إني رايتك طابت نفسي وقرت عيني، فأنبئني عن كل شيء، قال صلى الله عليه وسلم: " كل شيء خلق من ماء" .
ويقول الله عز وجل: (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا) .
وقال بعض الحكماء: " إذا مات العالم بكاه الحوت في الماء، والطير في الهواء
وعند الاطلاع على معظم أهم كتب الحديث النبوي الشريف وكتب الفقه الإسلامي نجد في كل واحد منها بابا خاصا بالوضوء وسننه باعتبار النظافة من الإيمان، وأنها تعتبر هي المرحلة الأولى الواجب القيام بها قبل أداء الصلاة، وهذه النظافة تكون على مستوى البدن واللباس وقر العبادة.
إذن قبل ولوج أداء الصلاة فالطهارة أساسية، والإنسان المؤمن يكون طاهر البدن، والثياب والمسكن على شاكلة طهارة النفس والروح. فمن جهة يؤدي ذلك إلى تحقيق الصحة البدنية، ومن جهة ثانية إلى الصحة النفسية والروحية للإنسان المؤمن الذي لم يخلق عبثا وإنما خلقه الله تعالى لطاعته وتطبيق تعاليمه، ويعتبر ذلك هو الهدف من استخلافه في الأرض.
ونموذج اهتمام العلماء المسلمن- رحمهم الله- بالطهارة نجد إمام دار الهجرة مالك بن أنس في كتاب الموطأ حيث خصص لها تسعة أبواب وهي كما يلي:
أ-باب العمل في الوضوء
ب-باب وضوء النائم إذا قام للصلاة
ونجد من فضائل الوضوء كون الإنسان المسلم إذا نام على الوضوء وجاء أجله فهو قد مات على دين الإسلام، كما أهبر بذلك البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي مما قاله في هذا الحديث: "....فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة" .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " عن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فيلفعل"، متفق عليه .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا توضأ العبد المسلم- أو المؤمن- فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينه مع الماء أو مع آخر قطرة الماء فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب". رواه مسلم .
ولقد دعا الإسلام إلى الاقتصاد وعدم التدبير والإسراف في استعمال الماء فقلة الماء مع إحكام الغسل سنة، والسرف منه غلو وبدعة، وقد توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمد، وهو وزن رطل وثلث، وتطهر بصاع وهو أربعة أمداد بمده عليه الصلاة والسلام , كما روت أم المؤمنين عائشة أنه صلى الله عليه وسلم كان يغتسل بقدر الصاع ويتوضأ بقدر المد .
ثانيا