اهتمام الإسلام بالهواء
الهواء غلاف يحيط بالكرة الأرضية، وأن هذا العنصر الضروري لا تقل أهميته عن عنصر الماء في استمرار الحياة والمحافظة عليها.
بل إن الهواء عنصر أهميته أكبر من أهمية الماء في استمرار الحياة حيث أن الهواء يعد العامل الحرج الذي يهدد حياة الإنسان فالكائن البشري يستطيع العيش من دون ماء لعدة أيام ويصمد بلا طعام لعدة أسابيع لكنه لا يقدر لدقائق من دون هواء.
حيث أن الهواء أو الغلاف الجوي عبارة عن خليط غازي عديم الطعم واللون والرائحة بالإضافة إلى بخار الماء الذي يحمله الهواء لأن بخار الماء أخف وأقل كثافة من الهواء الجاف. وهذه وحدها آية من آيات الخالق لأنها مكنت الهواء من حمل البخار إلى أعالي الجو حيث يبرد ويتكاثف إلى سحب وأمطار والذي هو مصدر المياه العذبة على الأرض.
إن أهم الغازات التي يتركب منها الهواء هو (الأوزون) أو النتروجين ونسبة 78% من حيث الحجم ويليه الأوكسجين ونسبته 21% من حيث الحجم وغازات أخرى نادرة نسبتها 1% فقط وكلما ارتفعنا في السماء قلت مقادير الهواء وقل تبعاً لذلك الأوكسجين الجوي فإذا كان الأوكسجين الجوي عند السطح هو 200 وحدة مثلاً فإنه يعتبر على ارتفاع 10 كم 40 وحدة فقط ويعتبر على ارتفاع 20كم 10 وحدات فقط وعلى بعد 30كم وحدتين وهكذا. أي أن الإنسان يختنق تماماً إذا ما ارتفع فوق 10كم ولم يكن محمياً داخل غرفة أو حالة مكيفة ويعبر القرآن الكريم عن هذه الحقائق كلها، أي الأوكسجين الجوي وتناقصه بالارتفاع فوق سطح الأرض بحيث تصبح مقادير الأوكسجين التي تدخل الصدر غير كافية أو يضيق الصدر تبعاً لذلك، فيقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: (من يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء) [الأنعام: ١٢٥]
سبحانك ربي هذه نظرية علمية لم يقف عليها الناس إلا قريباً والله قبل أكثر من 1400 سنة قد ذكرها في محكم كتابه العزيز.