قصيدة
طريق الورود


كل صباح
يأنى مشرقا
مثلما الشمس بكل الحياء
لكن بكل الوضوح
كنت ازرع وردة
كل يوم
لم اكن ادرك ماذا افعل
يوما بعد يوم
اصبح المشوار
بين الورود منعشا
و طريق الورود
المتولد من فكرى
صار طويلا
بعدما ادركت
الحكايا
صار اطول
لم افكر يوما
ان ازرع شجرة
ولو فعلت ذلك
لكان طريق الاشجار
هو البديل
كم مره لونت عيون
وكثيرا ما نسيت عيون
عرفت ان الشتاء
كله صقيع
لكن لايقاوم
و عرفت ان السحاب
غزير مع تفتح الزهور
و كذاك المطر
عنيف فى الربيع
استمتعت كثيرا
و عرفت اكثر
من هذا
لكن لم اكن اعرف
ان هذا هو عمرى
يا صديقى ازرع نخلة
تكون قد عشت
الف عام
لكن فى اعوام
قليلة
قرأت الف كتابا
عن العمل فى الريف
لم اقرأ كتابا وحدا
عن العمل فى البادية
و المفاذى
لكننى لم انس يوما
ان الرمال ذهب
كلها كنوز
وكذلك الخيام
لا تحمى الليالى
من المطر
والخطر
انا مدرك الان
ان طريق الورود
درب من المستحيل
و كذلك الورد لا يزبل
كما يقولون
ازرع فى عمرك
و لا تفرح بالضجر
و لا تتوقع الشكر
لأنه لابد ان يكون
هناك اثر
محمود العياط
من ديوان ذكاء الغربان