قصيدة
مأساة النفس اللوامة
النفس والليل الكئيب والشكوى
مابينهم اجثو وحيدا فى ضروع
-------
من العتاب الى العتاب رحلتى
يامهجتى حيث الاسى يبغى الذيوع
-------
نفسى معذبتى وكم شقيت بها
كالحر حين طاب تزوج الرقيع
-----
ترى وقد حل الشديد من اشتكى
ان كان فى الامن المكين
شرخ الصدوع
-----
ياصاحبى من لم يحصن حصنة
جال العدو فى دارة يبغى الرتوع
-----
اذا سرى فى الكون نصح كالنسيم
ربو النفوس سليمة تابى الصدوع
-------
لايهزم الثقلين الا ذواتهم
والنفس تهزم نفسها وقت الوقوع
-----
فالنفس حصن يرتجى منة الفلاح
اذا هوى ياصاحبى كل يضيع
-----
وعندها لاتجد مغذى للسؤال
فهل تلوم الذل على هم الخضوع
-------
مأساتنا وكيف يسكب المحال
ويلتقى فى بؤرة الحق النصوع
-----
كيف لنا نرجو من اليأس الآمال
كيف نهذب الذى شب قذوع
------
كيف لنا نرجو من القبح الجمال
ياصاحبى كيف يعز المرء الوضيع
-----
ياصاحبى وكيف نرجو صدق الخيال
وندعى النعام سبع السبوع
----
هناك جب نرتجى من غورة
كل بما ملكت يداة كم يبيع
------
رأيت فى اصل الحقيقة طرفة
يبدى الفتى جواهر القاع البلوع
-------
واذ ترى نفس سليمة الهوى
وفعلها العذب الشهى يروى الشبوع
-----
ياخاطرى ماذا تظن فى التى
سوء البلا تسترجعه عند الكروع
------
كل يعبر فى الوجود عما طواة
هيهات ان تجلى غرس طبوع
----
اذا القوى مدت لهم انيابة
سرب الغزال هاج وماج فى القطيع
------
اذا الضعيف هللت كلتا يداة
ذل السؤال ندائة مامن سميع
------
من المتانة ترتوى صلب العزائم
وفى الرواسى ينزوى صخر قبوع
------
من الليونة تنثنى عود السنابل
وفى السواقى يشتكى ثور جزوع
------
وهكذا الانسان والنفس تسود
فى ركبها فعل الورى ظل تبوع
------
والنفس دنيا تلونت الوانها
وازدحمت كقول الورى شطر اليسوع
------
تلك الحقيقة تعتلى سمت السحاب
ترمى علينا وابل الغضب المزوع
-----
فالنفس فيها وطن واغتراب
فقد تنام العين وقد تابى الضجوع
------
قد يزهو فيها من روح الشباب
وقد تسود فيها من الخمر اللسوع
------
ربما تلقاك بوجها الكظيم
انت الغريب والاسير شئ مريع
------
من اسوأ الايام ان تحيا ذليل
وعندما يتطاول الزمن اللكوع
------
من ثم ماادراك سر النفوس
مثل الاسير يرتجى فك النسوع
-----
فى قيدة فوق الاديم قلب يهيم
ومثلما يرغو فوق الماء الفقيع
------
يشدو لنا فى اسرة لحنا اليم
تبكى بلابل الاسى من الوزوع
-----
شدو رباة الضنى ابن السديم
شد حزين مر سقيم روح تميع
-----
ثار الانين عندما بكى الحنين
والامل الجنين يجهض فى التسوع
------
انى يعود فى حنا الوطن الحميم
السجن والسجان والاغلال تضيع
------
لم يدر ان غربتةفى الوطن
والامن فى غفلتة ريح الفزوع
------
لم يدر ان رجاءة اصل المحن
مثل الذى اهدى ارضة للذئب الوضيع
------
لم يدر الا
داعى هناك للشجن
فالنار تطلب الوقود وكم تجوع
------
مات سجينا لم يدر انة سجن
عاش حزينا عاش ذليلا شئ فظيع
-------
فالنفس حصن ليس لة عندى مثيل
سجن مقدر ولا رجوع
------
ولست ادرى هل حديثى مستحيل
على النفوس افترى فريا ذريع
------
فكرى عقيم ام انا حقا أسير
ولست ادرى ربما الفحش اشيع
------
ولست ادرى ما قلتة شئ ثقيل
حيث الضمير بات الجوى قلب وجيع
-----
قد قال لى يوما حكيم عند الاصيل
النفس حصن غامض الجدران منوع
------
فالنفس سر من اجلة صرت عليل
فالنفس سر تهت فى معناة البديع
-----
فلا تقل لى الحوت فى كبد السماء
ولاتقلى العلم يجثو للهلوع
------
هناك العلم المنار حيث القرار
نهر الحقيقة يافتى نبع النبوع
-----
سألت عن عين النفوس موج البحار
سالت اشتات الزروع حتى الجذوع
------
سالت عنها فى صخيب درب العمار
كم غاب ظلى لكنما صبرى شفيع
-----
سالت عنها فى دبيب خطو الفضاء
سالت اطلال الورى وقلبى سكيع
------
سالت عنها فى لهيب شمس النهار
رايتها فى صرخات الطفل الرضيع
------
فلا تقل لى هى طين ونار
ولا هى وهج النور ولا برد الصقيع
-------
فالنفس ان خلجت الروح الزوال
حتى تالق عندنا حس رفيع
------
والنفس فى كمالها الاطمئنان
كالنجم يسطع لامعا كل اللموع
------
تلك التى تعلو بها الحوباء
ثم ارجعى للة يا خير الصنيع
-----
والنفس من اشكالها الحرمان
القى الظلام بنانة فوق النجوع
------
وتلك منتهى امانيها الفجور
رايت من تجرة اعمى جذوع
------
والنفس فى انماطها الاحزان
بكى الشجى فيها باشعار السجوع
-----
ياخاطرى تلك التى فى مهجتى
ظلم دفين فى دجى ليل شنيع
-----
ليل يطل على الزمان بجهلة
ظلم يكاد القلب يجرى من الضلوع
----
يا صاحبى مااشقى على العبد الليالى
يكمن فى طياتها نفس هلوع
-----
نفس لها فى اللوم زاد مرتجى
فى قحط بيداء الاسى ينمو الجوع
----
نفسى تعاتبنى تأنبنى الهى
ماعرفت من كلم شر جسوع
-----
نفسى تأرقنى يفتقنى الاسى
يبعثر الشجى على شعرى الفجيع
------
نفسى تكبانى يقبلنى الردى
وحين ياكل الالم الامل القنوع
------
وحينما يعلو صخيب تلك الوحوش
والاحراش نبضها سر الدفوع
-----
وحين ابدو مثل الغزال الولهى
موج الفؤاد يهتز فى قلب السموع
------
حين يهيج الياس اجرى هربا
حتى يضيق الكون الوسيع
-----
لحظتها ادفع عن نفسى قهرا
أواة العجز يصيح هل من شجيع
------
حين يدب الذعر فى العشب الوهين
تغلى البرية كلها لهذا الصنيع
-----
وحينما الانياب فى جسدى تغوص
ابكى القضاء ساعة القدر الزموع
------
وحين يبكى القرد فوق الشجرة
وحين يبكى معه كل القطيع
------
وحين يبكى النحل قرب الزهرة
وحين يبكى النمل يمضى فى الفلوع
------
وحين يبكى الطير تحت القمرة
وحين يابى الدمع احكام القموع
-----
سالت على درب السنين مدامعى
وصارت الامواج فى الارض تلوع
------
حين يسل الدم يترى نهرا
شطانة وحل الدماء فيها النجيع
-----
نهر يسيل وكم يسيل ياخاطرى
لن يجدى الرجاء فى سد منيع
------
من ينقذ الغزال يا اهل النهى
لن ينقذ الغزال من هذا الصنيع
------
قل هكذا مشيئة الالة بنا
تمضى رضا تسرى على كل البقيع
-----
رباة الرحمة حين العجز يلوح
مسكينة الغزلان والنمر الطموع
-----
مسكين انا ونفسى البلهاء
شر البلية الصديقة الضبوع
-----
نفس تلوم اقسى بلاء للورى
ان تاكل الديان فى كم الزروع
------
انى اعانى المر من جنب الندم
كم تشقى الايكة من هز الفروع
-----
بات الجوى متهربدا حيث السأم
يضرم الجبان يرعى فى الهجوع
-------
اين الدواء الغر من هذا السقم
تلهفا شاك الى كل الجموع
-----
من لاعج الايام مثوى للالم
يالهفتى والليل يسرى فى خشوع
------
عين الدجى تأبى الكرى ويبقى الاسى
جرح اليم يسيل فى حلق الضجوع
----
ياخاطرى دم يسيل فى الخفى
فوق الثرى يئن جريح فى الهزيع
------
فى الافق شرخ من اشلاء الربا
اضناة يأس لة قلب خدوع
------
ياسادتى غيم البكاء فى السما
تذيع فى بيتى الظنون غيم مذيع
-----
بوم الظلام كم تحدق بالسنا
لتقتل بقايا من الضيا الخلوع
-----
اواة تشتعل الحسرى فى الجوى
هل ياترى ياتى لنا وهج الصديع
------
حتى طيور الامل فى وكر الاذى
حتى القطا ولهى
على العمر الضيوع
-----
باتت لنا ماساتنا نجترها
يامهجتى تبكى الثوانى فى الركوع
------
قد اشتكى الجفن القريح الادمعا
دكت جبالى فى دجى بحر الدموع
------
رباة ضاق الرمش من فرط البكا
ريح اللظى ذابت لها عين الشموع
------
الان ضاعت منا اطياف الرضا
واهتز قلبى كالذى عند النزوع
-----
وشق صمت الليل يدوى فى البشر
لحن الضنى فية اللظى فية الرجيع
-----
يا من اتيت تسالنى سر العبر
تلومنى متجاهلا قلبى الوجيع
------
على جسر الشعر فى همس الوتر
اشدو على بحر الخلود ما يريع
------
وفى ضفاف الرجز فى حقل الفكر
ابكى حياتى قصيدة بنت الدموع
-------
وفى سحيق الليل فى وادى السهر
انا هنا وحدى انا عمر مضيع
------
وفى لهيب السهد فى ظل القمر
صنعت من احلامى زورقى المطيع
------
وفى عيون الكدر فى عبء الوطر
نسجت من دمى شراعه التليع
------
وفى انين الريح فى صدر المطر
ابحرت فى موج الصعاب ما من ردوع
-------
وفى عصيب الهول فى وطئ الخطر
حملت زادى رحلتى ما من رجوع
-------
وفى صخيب اليم فى يأس الحذر
يجرى الحماس فى جسدى جريا مريع
-----
وفى زئير الرعد فى برق البصر
على تلال الخوف من سيل وقيع
-----
وفى محيط الرعب فى بئس الصور
أجاهد الامواج والراس الصلوع
------
وفى مهيب الشر فى فم الضرر
شمرت ساعدى وقوتى تميع
-----
وفى شديد الكرب فى حضن الشرر
أمضى أدارى محنتى لدغ السفوع
-----
وفى صميم الويل فى يم الكدر
تبقى حياتى أنفها يأبى الخضوع
------
ابى يقول لى لماذا انت حزين
تجرى وراء الماسى فى المدى سريع
-------
من مسة الحزن وهانت نفسة
ياولدى مية من الذل الدقوع
--------
ياولدى من اسوأ الاشجان
ان تاتى ثكلى بلا سبب لطوع
------
ياولدى من ابشع الاحزان
من كانت منشأها فى الطفل الوديع
------
ابى الذى فى مهجتى يسالنى
بنى لماذا تشرب الهم النقوع
-------
ابنى لماذا تاكل الغم القديد
بنى لماذا تسكن البيت اللسوع
------
مثل الصغارفى هودج الولويل
تحدو بنى حتى وديان السبوع
------
رحماك ان راق هواك الرحيل
فرحلة الاحزان عقيمة النفوع
-----
رحماك ان طاب فؤادك للعويل
فرول الرمال ملت الناقة القصوع
-----
افراحنا فى كل حين تزدهر
افرح بها بنى فانت طفلى المطيع
-----
مات ابى وتاركا قلبة يعيش
انا وحزنى قد صرنا كالدموع
------
ان كان زاد العمر من سم مرير
كيف نلوم الحشا على هذا الصديع
-----
ان كانت الدمعه فى عين الاسير
هل ندعى ان الاباء فية يهيع
-------
ان كنت صدقا لا اعى كيف المسير
كيف اطير فى البوادى والمروع
------
ويا ابى من كان فى حر الهجير
كيف يزيل لهيبها سحب القزوع
------
اباة وكيف انسى محنتى
ومحنتى قد مزقت انف الجذوع
-----
ان كانت الاحزان تسكن ساحتى
هل انصب الافراح فى هم ذريع
----
ان كان الخريف مزق واحتى
هل انشد الاشعار غن ماضى الربيع
------
تصحو الرياح علها تمحو الجراح
اذ الهموم سفائن فردت قلوع
------
تشدو النجوم الساهرات لعلها
تنتزع الاحزان من بين الضلوع
-----
قد آن للشمس اللعوب بعثها
زادت لنا فى همنا هم الطلوع
-----
هيهات للشمس الضحوك وظنها
تجلى الهموم الراسخات عند الرجوع
----
لن يرتوى المغموم من شدو الضحى
مااكثر الشدو الطليق فى الربوع
------
عمرى غمام الهم كم يصاحبة
وعارض حين اتى ابى القشوع
------
غيم ولا طل له فيروينا
ولا ظل يحمينا غيم يروع
-----
من ثم صار الغم وحشا ساخرا
اكابد الاحزان فى الزمن اللاذوع
-----
من ذا الذى يدرك محنتى محال
ودمعتى بللت الكون الشسوع
-----
مثل النعام تغمس رأسها فى الرمال
ابحث عن جسدى فؤاد ساق و كوع
-----
حتى الملم بقايا من خصال
ادغدغ الكلمات فى لحنى السجيع
------
تلك القوافى انماشيخ مريض
وشاعر هام على مرئى الجميع
------
وكم اعى لم تستطعموا منى القريض
يصمت هذا البحرفلا لن استطيع
--------
حيث الورى ضاقوا من شعر الدياجر
قالوا الفتى يبكى لنا طفلا دلوع
-----
حيث الثرى ينهال وتنهشنى الاظافر
وفى ذهول الوذ نحو الضرب اللسوع
-----
حيث اللظى مسعورة فى تلك المحاور
حيث الفتى مسجور فيما يروع
------
حيث الجوى مظلوم مابين الدوائر
يجرى الى العدل المقفى فى هروع
------
حيث الهوى مقتول فى طى المقابر
كم ادعى ان الهوى فينا يضوع
-----
حيث النوى يطل سؤال حائر
حلم يبيت طوال الليل يفيع
-----
حيث الكرى مخنوق فى تلك المحاجر
الحلم فى عينى حناياة فى بروع
-----
رويدكم مهلا على احبتى
يا سادتى انى على امر فجيع
-----
تقدمون بين يدى مذلتى
وتحسبون العار على كلم دميع
-----
ليس التشائم بغيتى ومطيتى
ان التشائمزمات القلب الصريع
-----
قلب الفتى مازال ينبض ها هنا
مازال فى قحط السنين زهرا ينيع
----
ومن يرى الدنيا بمنظار القذى
ان القذى فيها الدجى دوما ركيع
-----
ويااخى من لايرى اكليل الندى
اعمى تولى يرتجى سعيا فريع
-----
لكنما تلك الرؤى ليست سدى
تلك حياتى كلها شعر نفيع
-----
قل للمعذب فى الدنا انى هنا
شعرى على اوجاعكم شن القريع
-----
فلا تكن نهر الانين مثلى انا
يطفو على اوهامك الحزن الولوع
-----
طب يااخى وقيت من شر الردى
فالحر يابى الاسر فى قيد النسوع
-----
اياك تأسى على ماضى مضى
فاللوم مثل النار يكوى فى الضلوع
-----
فلا تكن مثلى انا ذنبى شقى
يبقى طوال المنتهى رمز السطوع
----
فلا تكن مثلى انا بلا ذنب
ابقى حزينا منطوى فى ردوع
----
اقسى من الذنب الاسى فى مذهبى
انى ارى اشقى من الكبر الخضوع
----
علاجها افراح تدب بنا
مثل الصوارى فى سفائن الغروب
------
وعندها يا صاحبى ياتى الندم
اياك ان ترضى بة الا شروع
----
شروعه غد جميل فية الابا
كا الحصن يبقى صامدا ضد الدروع
----
غد جميل طياتة جنى المنى
والنفس تلمع كالسنا كل اللموع
-----
بقلم د.محمود العياط
انتهت فى 1980
من
ديوان
الحديث مع النفس البشرية