قصيدة
صرخات عارض الاحقاف

صرخات من بعيد
تلك التلال لا تبين
ما وراؤها فى سديم
لا ندرك بها
أى منتهى أو أى بين
صرخات
بدت من امواج الرمال
فى الربع الخالى
الذى تمادى باللحود
لا تقل لى المجون
يدعو للسرور
او الاحسان
فيه يدور
و الذى يبدو مثلما
الضباب
الذى يحوم قباب
و فى جوفه
الثعالى والسراب
ما اسوء
ان نزرع سوء
الافعال
و ننتظر الحصاد
وان نقيد النيران
و لا نستثمر شيئا
من الرماد
صرخات الاحقاف
من سنين
تبحث فى الربع
القديم
و بقايا النخل الصريم
و أنا يا أعزائى
عارض الاحقاف الشهير
*****
صرخات علت النهار
تلو النهار
لا تقل لى الشمس
نكس هاماتها الغبار
والليالى تلو الليالى
لا تقل لى القمر
افل فى انكدار
والاماق ثكلى
فى الشدو الشجين
و الافاق تسكرت
من الشهب الصديم
و السحب تخطلت
و انزلت اللظى السكين
أواه من الريح العصيف
لقد أقسموا فى اسبوعهم
ان يبدون كل ناصح
قاتل للقوم مستبين
لكنهم بين الرفات
جاثمين
ان قوم عاد
بائدون
فى الصحراء
اشلاء
تذرهم الريح
بين كثبان الطريق
جثث بلا كفن
و لا صديق
لقد تاه الرفيق
عن الرفيق
و منهم من غاص
فى الرمل غريق
صرخات الاحقاب
فى سبات
صرخات تدل
على الظالمين
و تدجر فى الغافلين
صرخات سمعها
كل الوجود
لكن لا من ردود
سوى عظة للمستغربين
صرخات
و أنا يا أعزائى
عارض الاحقاف الشهير
********
صرخات كل حين
منهم من صار
فى العجز عنين
و منهم من صار مثل
الغزلان
بين براثن
الصيد الثمين
صرخات
فى ملتقى الانين
تدعو للتمسك
والثبات
و صرير الرياح
تقصف بالعماد
و تبيد الوكنات
من لم يهلك
من الاعاصير
مات من الضريم
حتى الاحجار
المنثورة
اسودت من دمين
والاحقاف تبدو فى جحيم
و أنا يا أعزائى
عارض الاحقاف الشهير
محمود العياط
من ديوان فى سفر السوبان