قصيدة
عودة الطائر المغرد


ايها الطائر المغرد
فى الغروب
تمرق المآرقينا
حينا وحينا
انك الساحر
فى المروج
من يدرك وشيك
حتى يستبينا
أكاد ألمحك
و أنت تحلق
مع بعض شعاع
البريق
و أطياف النسيم
الراحلينا
انت الغدير
و أمواجه تترقرق
فى الفؤاد
هديرا
انت كنز
مثلما رمال الدشت
الصفراء الأسرينا
عند منعرجات
كثبان وتلال
قاصبينا
أنت قطعة ذهب
فى يد الغيد
و ثياب من حريرا
و هواك أكبر
من المستحيلا
ايها الطائر المغرد
ها قد عدت
الى الخميلة
تستقر هنيهة
ثَم تشدو
قيثارا حنينا
فى قلوب العاشقينا
لا يهمك الاحقاب
و لا الدهورا
المهم ترضى حبيبك
المستطيرا
لا تقل لى الحب
فى الازمان مستكينا
كيف كان شدوك
فى الأولينا
و ألى أين يصل
لحنك فى الآخرينا
لكنك مثلنا لا تمل
و أنت على الاغصان
تميلا
مثلما الأحباء
لا يملون الوصال
تتوه فى المفارق
لكن لاتهتم بالكؤود
جئت الى المغارب
من تناغم
المشارق
فى منخفضات
طوال
معك الاثير بيارق
عدت مع الهمسات
جهورا
تقول للحب
لابد أن يستطيلا
بصوتك الأزل
و لحنك الأجل
جمعت الفؤاد
و عدوت فى متاهات
الوريد
و مسكت الشراقى
التلاد
و انتقلت بين شطآن
البحار
بين جناحيك المعاد
وقسوة المسير
و أنت فى حضن
الاشواق تطير
علوت الافاق
و غصت فى الاعماق
و استرحت فى السهول
على الدسر الغراق
وفوق الموج
المثار
و عند أضواء
المنار
عند السفينة
و فى جب الاسرار
قبعت سنينا
وفوق الجليد
أشعلت نار
ثَم أطفأتها بالامطار
سيلا وفيرا
ايها الطائر المغرد
ماذا فعلت
فى البرارى
بخصرك الوهينا
وتوهج القنديلا
عدت كما كنت صغيرا
فى الذكريات
شيئا من تساؤلات
عدت من سفر طويلا
عدت الى موطنك
ذات الايك الكثيفة
طائرا ملونا
مع الزئير
تثيرا زئيرا
كم لبثت
وعدت أخيرا
ايها الطائر
المغرد الى الوادى
طينا
محمود العياط
من ديوان تكفى المواجع