شاب مصري يشارك في اكتشاف أقرب ثقب أسود "معروف" لكوكب الأرض، حيث يبعد عن كوكبنا نحو 1600 سنة ضوئية.

من هو الشاب المصري الذي اكتشف أقرب ثقب أسود للأرض؟
اكتشف علماء فلك أقرب ثقب أسود "معروف" لكوكب الأرض، حيث يبعد عن كوكبنا نحو 1600 سنة ضوئية.

الثقب الأسود المكتشف أكبر بـ 10 مرات من الشمس، أقرب بثلاث مرات من الثقب صاحب الرقم القياسي السابق من حيث القرب.

تم اكتشاف الثقب من خلال مراقبة حركة النجم المرافق له، الذي يدور حول الثقب الأسود على نفس المسافة تقريبا التي تدور بها الأرض حول الشمس.
شارك باحث من أصول مصرية في التوصل إلى إنجاز علمي فريد، بالمشاركة مع فريق من الخبراء الدوليين المعروفين بـ "شرطة الثقوب السوداء"، إذ اكتشفوا ثقبا أسود نائما في سحابة ماجلان الكبيرة.
الباحث الشاب ذو الأصول المصرية هو كريم البدري، الذي يعمل في مركز الفيزياء الفلكية بجامعة هارفارد الأمريكية.
سحابة ماجلان مجرة مجاورة لمجرة درب التبانة.
ويبلغ حجم الثقب الأسود المكتشف حديثا 9 أضعاف كتلة الشمس على الأقل، ويدور حول نجم أزرق حار يزن 25 ضعف كتلة الشمس.
وقال كريم البدري، من مركز هارفارد سميثونيان للفيزياء الفلكية بولاية ماساشوستس الأمريكية، إن الثقب الأسود اكتشف في البداية باستخدام مركبة "جايا" الفضائية التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية.

وعمل البدري وفريقه مع مرصد الجوزاء الدولي في هاواي لتأكيد النتائج التي توصلوا إليها، التي نشرت في الإخطارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية.
كشف الاتحاد العلمي الدولي "إيفنت هورايزن تيليسكوب"، اليوم الخميس، عن نجاح فريق يضم أكثر من ٣٠٠ عالم في تقديم أول صورة فوتوغرافية لما يعتقد أنه مركز مجرّتنا،

الصورة الجديدة تعد أول دليل مرئي على وجود "ثقب أسود" هائل، طالما شغل علماء الفضاء وشكّل مركز اهتماماتهم وتجاربهم لأكثر من نصف قرن، منذ أن ظهرت، عام 1974، الإشارات الأولى المنبعثة من قلب مجرتنا درب التبانة.
كما تؤكد الصورة مجددا توقعات العالم الشهير ألبرت أينشتاين المتعلقة بنظرية النسبية العامة.

ويقول أحد علماء الفلك في الاتحاد العلمي الدولي إيفنت هورايزن تيليسكوب أن صورة الثقب الأسود تعد ثمرة عمل دام 50 عاما وهدف لتحديد ما يوجد في مركز مجرتنا.

وخصص الاتحاد 8 مراصد فلكية منتشرة في أماكن مختلفة من العالم، عملت بالتوازي على رصد الثقب الأسود الشهير.

وفي أبريل 2017، تمكن علماء من تسجيل نور منبعث من إلكترونات متوهجة تنجذب حول القوس "أيه"، وهي كتلة يعادل حجمها أربعة ملايين ضعف حجم الشمس ويشتبه في أنها ثقب أسود.

وعلى مدى 5 أعوام، دأب الباحثون على محاولة تطوير صورة واضحة للهالة المحيطة بهذا الثقب، وهي مهمة لم تكن بالسهلة بما أن هذه الهالة تدور بسرعة فائقة، وفقا لسكاي ميوز عربية.

وتبين لاحقا أن حجم هذه الهالة التي تشبه القرص، متطابق مع توقعات العالم ألبرت أينشتاين ضمن نظريته للنسبية العامة.

ثم قارن العلماء صورة الثقب الأسود هذا، الذي يعد مركز مجرة درب التبانة، مع صورة ثقب أسود لمجرة أخرى يطلق عليها المجرة "إم 87"، أخذت عام 2019، بمحاولة لفهم كيفية عمل الثقوب السوداء وعلاقتها بمحيطها الفلكي.

وبحسب أحد العلماء الذين عملوا على المشروع، فإن الخطوة التالية قد تكون محاولة تطوير فيلم من خلال استخدام الصور الملتقطة​
وفقا لمجلة نيتشر أسترونومي، اكتشف الفريق أن النجم الذي أدى إلى ظهور الثقب الأسود، اختفى دون علامة على حدوث انفجار قوي.
ويعتقد الفريق العلمي أن هذا أول ثقب أسود نائم ذي كتلة نجمية يتم اكتشافه بشكل لا لبس فيه خارج مجرة درب التبانة.
وتتشكل الثقوب السوداء ذات الكتلة النجمية عندما تصل النجوم الضخمة إلى نهاية حياتها وتنهار تحت تأثير جاذبيتها.
وفي نظام ثنائي، وهو نظام من نجمين يدوران حول بعضهما البعض، تترك هذه العملية ثقبا أسود في مدار مع نجم مرافق مضيء.
ويكون الثقب الأسود "نائما" إذا لم يُصدر مستويات عالية من إشعاع الأشعة السينية، وهي الطريقة التي يتم بها عادةً اكتشاف مثل هذه الثقوب السوداء.
وتم الاكتشاف بعد 6 سنوات من الملاحظات التي تم الحصول عليها باستخدام التلسكوب الكبير جدًا (VLT) التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي (ESO).
ينمو بسرعة هائلة، ويمكن وصفه بأنه مفترس الكواكب، لأن بإمكانه أن يلتهم في الثانية الواحدة كوكبا بحجم الأرض.

الثقب الأسود المكتشف تبلغ كتلته نحو 3 مليارات شمس، والضوء المنبعث منه أكثر سطوعا بسبعة آلاف مرة من كل الضوء الصادر من مجرتنا، وقال الباحث الرئيسي كريستوفر أونكن: نريد أن نعرف لماذا هو مختلف، هل حدث شيء كارثي؟ ربما اصطدمت مجرتان كبيرتان ببعضهما البعض، وحولتا الكثير من المواد إلى الثقب الأسود لتغذيته".
ووصف المؤلف المشارك كريستيان وولف الثقب الأسود القياسي بأنه "غريب.. نحن واثقون إلى حد ما من أن هذا الرقم القياسي لن يتم كسره".

ووفقا للفريق، فإن الثقب الأسود، أكبر بـ 500 مرة من الثقب الأسود في مجرتنا، ما يعني أنه يمكن رؤيته بسهولة من قبل أي شخص لديه تلسكوب لائق تم تثبيته في منطقة مظلمة.