قصيدة
ماذا بعد القبر


اودع الحياة
و هى قليلة
الايام
لا شئ بقى
فى الثوابت
غدائرا
و لا شئ دام
قد كانت
قليلة الساعات
فى اضطرام
تلك الدنيا
ما هى سوى
خيال و رؤى
يخط التواجد
بالابتسام و الاجسام
و الغموض
و عدم الوضوح
البدن ضاع
فى وادى الضياع
اين اليقين
فى سنين
بدت فى الكائنات الحية
و فى جمود
الجماد
كانت تمضى
كالرياح
فوق الجياد
و يدوى منها الصهيل
ان غيب الكهف
المستحيل
لا احد يكفها
من لا يعرف
الشط
فى تأملات اليم
غريق
الشاطىء
لا يعرف اى شئ
الاف السؤال و التساؤلات
و لا من مجيب
تلك الدنيا
سينسها الجميع
و ترحل كالغريب
من طول الرقاد
و قلة التواجد
و العناد
و فى توحش الحوادث
و بطش الكبار
و فى غرائب الطريق
و فى انتظار الحرور
فى الصقيع
و فى سخرية الخريف
من الربيع
يقول كثرة الاوراق
الذابلة ياربيع
امرا مريع
لن يعرف انه
عنده هو وحده
تذبل الاوراق و تشيخ
والخمائل تدفع الثمن
ان الزمان
فى اللحود
شيئا لا يقاس
فى طول الابد
و غفلة المعاد
و فى المكوث
و فى الظلام
يريدون ان ندرك
قيمة الضياء
القبر هو ظلمة اليقظة
فى صراع
بين الحواس
و بين الشراع
و فى جسور
خلف الملتقى يضوع
احسن مافى اللحد
النوم السرمدى
فى كسل
فى خضم ملايين
الساعات
و سطوة الكسيح
و طول الاجل
وعدم اليقظة المطلقة
فالسعى شقاء
الغابرة
و هى سنوات قصار
مثلما النحل تدور
فى زهاء البساتين
و فى هيام
و سعى بعيد
بين الطلول
و فى تغريد الطيور
و الطيران الفريد
بين الازهار ساكنات
الحبور
فى خجل النكاح
فالقبر زمانه
دهور
قدر المستطاع
لن تشاهد
فيه الشمس
تدور
فوق التلول
و وجنتى ضجة نور
فوجودك شيئا
من جديد
فى المفردات يلين
تبدى من الافكار
و تستعيد
بعد وعثاء الحياة
عجبا
لمن يريد ان يخرج
من قبره
لماذا لا يستكين
فى لحده
ترى لماذا الخروج
الاسودان يسألان
الميت عن الصلاة
حيثما كان فى الدنيا
يجور
ويبقى العمل سدا
يدحط فيضان
التساؤلات
من كل خور
و يكف هدير
الدموع
بين الجمائم
و فى الغروب
يشعل البقايا
من الشموع
مازال اهل القبور
فى ظلمة اليقظة
وكأنما شموسهم
تضوع
و صخيب الصياح
مازالوا على ضفاف
رجاء النجوع
مثلما انتباه النخيل
و فى المنحنى
وفى دروب الرجوع
من كل صوب
الوجس يستبين
الخوف ارشدهم
الا يأتى الطارق
المهين
فى عالم الظلمات
اهل الرموس
فى اليقين
حتى يدركون
كيف يخرجون
وكيف يعيشون
و منهم فى طرقات
مدن الاخرة
يتجولون
مازال اهل القبور
يتزاورون
تراهم
يصلون
و هم عاكفون
وترى المشركين
قائمون يتضرعون
ليخرجوا من الغم
العظيم
وابقى وحدى
بلا تكليف اهيم
فى ليل سديم
ويمضى فى التلاهى
كل عابر بفكره
بينه وبين البرزخ
حاجز من سده
قد كانت و ما زالت
الدنيا تلهو و تشغل
الجميع
و تقيم السدود
ما ينقضى الشتاء
حتى يأتى الربيع
فى كبرياء
الورود
والصرخات تكتنف
السكات
مازالت الديدان
تؤذى فى المشاعر
و الرفات
ومن العابرين الاحياء
و الاموات
انها تستوطن
المقابر
فى بدن القتات
عندها الالآم
تستعر
والحجاب يطنب
من اثل السلام
وفى جوف
السبات
حفنة من تراب
من شتات
و فى اللحود
نوم بكل
معايير الكسل
و خضم الاجل
لا احد يزعجك
طوال الاحقاب
و العصور
و لا عمل يضنيك
او تصغى
بصياح عليك
بنداء الانزعاج
و النفور
راح زمان الدنيا
كانت المصالح و المطالب
فوق كاهليك
زمن عسير
يستطلب اللباقة
و القوة
و صحوة الضمير
انى اتلمس المصير
و زهو الغيب
فى بساتين المستقبل
صاحبات الورد
المنير
مثلما الجنين
يتلمس فيما وراء حجاب
احوال اسرته
و يعوم متقلبا
فى شهور الحنين
ما سيفعلوه
مخطوط فى لوحه
فوق الجبين
انا الان مثلما
الجنين
للقبر
القادم الازلى
المبين
فكيفما يكون المصير
من يصور المثوى
يشرح منه اقل القليل
محمود العياط
من ديوان عالم الاثير فى الذر