لعلوم في نهج البلاغة (علم الآداب)
معرفة الإمام جميع اللغات
الإمام الباقر والإمام الصادق: إنّ أمير المؤمنين لمّا فرغ من أهل البصرة أتاه سبعون رجلاً من الزطّ[١] فسلّموا عليه وكلّموه بلسانهم فرد عليهم بلسانهم[٢].
الإمام الصادق : أخرج [يهوديّ] من قبائه كتاباً فدفعه إلي أمير المؤمنين ففضّه ونظر فيه وبكي، فقال له اليهودى: ما يبكيك يا بن أبى طالب ؟ إنّما نظرت فى هذا الكتاب وهو كتاب سريانى وأنت رجل عربى، فهل تدرى ما هو ؟
فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه: نعم، هذا اسمى مثبت.
فقال له اليهودى: فأرنى اسمك فى هذا الكتاب، وأخبرنى ما اسمك بالسريانيّة ؟
قال: فأراه أمير المؤمنين سلام الله عليه اسمه فى الصحيفة وقال: اسمى إليا[٣].
عنه : إنّ أمير المؤمنين حين أتي أهل النهروان نزل قَطُفْتا[٤]، فاجتمع إليه أهل بادرويا[٥]، فشكوا ثقل خراجهم، وكلّموه بالنبطية، وأنّ لهم جيراناً أوسع أرضاً وأقلّ خراجاً، فأجابهم بالنبطية: وغرزطا من عوديا.
قال: فمعناه: ربّ رجز صغير خير من رجز كبير[٦].
المناقب لابن شهر آشوب: روى أنّه قال [عليّ] لابنة يزدجرد: ما اسمك ؟ قالت: جهان بانويه. فقال: بل شهر بانويه. وأجابها بالعجميّة[٧].
الخرائج والجرائح عن ابن مسعود: كنت قاعداً عند أمير المؤمنين فى مسجد رسول الله إذ نادي رجل: من يدلّنى علي من آخذ منه علماً ؟ ومرّ.
فقلت له: يا هذا، هل سمعت قول النبىّ : أنا مدينة العلم وعلىّ بابها ؟
فقال: نعم. قلت: وأين تذهب وهذا علىّ بن أبى طالب ؟ فانصرف الرجل وجثا بين يديه. فقال له: من أىّ بلاد الله أنت ؟ قال: من أصفهان. قال له: اكتب: أملي علىّ بن أبى طالب ... قال: زدنى يا أمير المؤمنين. قال ـ باللسان الأصفهانى ـ: أروت إين وس. يعنى اليوم حسبك هذا[٨].
عيون أخبار الرضا عن أبى الصلت الهروى: كان الرضا يكلّم الناس بلغاتهم، وكان والله أفصح الناس وأعلمهم بكلّ لسان ولغة، فقلت له يوماً: يا بن رسول الله إنّى لأعجب من معرفتك بهذه اللغات علي اختلافها !
فقال: يا أبا الصلت أنا حجّة الله علي خلقه، وما كان الله ليتّخذ حجّة علي قوم وهو لا يعرف لغاتهم، أو ما بلغك قول أمير المؤمنين : اُوتينا فصل الخطاب ؟ فهل فصل الخطاب إلاّ معرفة اللغات ؟[٩]
راجع:كتاب "أهل البيت فى الكتاب والسنّة" / علم أهل البيت / أبواب علومهم / جميع اللغات.