قصيدة
حرب الانسان مع المتوحش


قبل البدء
كان الانسان المتوحش
ياجوج و ماجوج
شكل الاسيوى
ذو الجمجمة
المفترس القديم
خطو القرد
وصراخ الذئب
لا عقل فى متاهة
النجدين
السائر فوق
الثرى
يدرك شيئا
من الارقُ
من صياح و صراخ
فى البطاح
يشير بيديه
يشيط فى الدروب
وفمه لم يمسه
الاسقُ
عدو طوال النهار
فى ضوصاء
زادها الاشط
ليس لدربه سبيل
لكن له غرائز
طوحت من الالقُ
يبدو شروده
مع شروق الشمس
كأنما جوعه
ليل
يرجو من الرزقُ
و قد ظلما
له من الجلود
مع الايام
رداء
فى كهفه سكنا
اكل فى الجيف
فى بحر انعدام التذوق
و يأكل البشر
فى تلذذ السخريات
وفى غفلة الاجابات
وفى سئم التواجد
قد سمنا
سريان مريب
بين انهيارات
الاحاسيس و الافتراس
لكن اللوم فى حياته
يتجلى فى الجوع
والبقاء
وافكار تجمع
فى سعنا
وهو يقسى
تصور الالباب
من غير فهم
او مراجعة
ترك القذارة
تسترسل فى
يوم لا يموت
كى يرجع
فى لحظة فارقة
صارت تبحث
عن معنى و مثوى
فى عدنا
ياتى مع اطياف
الهداية
يسال عن الادب
والاخلاق
بين كف حجر
يشق جحر
مثل الفيران
يقطن فيه لكل
استراحة جمنا
نداه الغدير
واستحلفه الغمام
ان يترك السفهة
و فى غضبه
يرسم الرفض
ويزرع الفساد
يملأ الافاق
من طلعته
و مابعد بلوغ
ستنا
و بين التأزم
و الفرار
و انهزام القرار
وذعر الامان
غابة اخرى
بين ايك الخيزران
وجميع ما رنا
سلوك فحش
ينهش فى العاقلين
فالعقل
كنز لا يندثر
مع الافعال
مثلما النضار
قد تجده
فى ترنيمة طير
او ذكاء الغربان
او وجهة حسن
او فعل جميل
من اواسط
سطنا
مازالت العصافير
على الاغصان
تترنم مع النسيم
فى كل يوم
ضاع مع الرياح
فى غضبة صباح
و سعور صياح
سيعود الامان
وما مسه وهنا
جاء الانسان العاقل
للدنيا و تجمعا
اراد ان يقضى
على الانسان المتوحش
ليأتى عهد
جديد و يفنى
الزمان الادمعة
فى صراع
الانسان المتوحش
سيأخذه نحو الضياع
هجوم نمر
و جريان فهد
وفى افعاله
يبدو الحمقُ
و له جنون
وحديثه الفتون
بكل لغات النباح
وله طنين
يأكل الانسان
والحمير
و دموع لا تعرف
الشفقُ
القتال القتال
ليختفى مع الايام
من امام الوجوة
بوجهة العبوس
و غدره
كامن فى بحور
لا يخلو موجه
من فحيح
فى بعاد
و ما سدنا
الفيلق الهائج
من بعيد
مع قوافل
الغبار
وفى عداوته سقنا
يصرخ فى بحر
الدماء
لماذا تقتلنى
وانا جريح
يقال له انك متوحش حقير
و هو يبحث عن نجاة
فى سيل الابادة
وفى يديه
عظمة
و الودك قد سعنا
مع مرور المعارك
و المتوحش لايعرف
السبب بين لوعة
المواقف
و قلة العددا
بدا يصيدونه صيدا
ان الحب مات
و الرأفة صارت سكات
ضرب من المستحيل
و قد نفذ منه
السلسبيل
واستحالت قفرا
ففر نحو الجليد
شئ بعيد
يخافه الانسى
فى الشمال كل الحكايا
لكن البداية كانت قتال
و فى النهاية
هل سيعود من الجنوب
او الشمال
حيث الثلوج
باتت السجنا
وهو يتساءل من
مشارف التلال
فى وادى الانحدار
مع كل نظام
يوجد انتظام
ودع شمسنا الوديعة
واستهل نرجس
التسبيح
من السفنا
صار وحيد
فى خضم التأمل
من طرد الاهل
بين تخبط
الانهيارات
يسأل لماذا كل هذا
البعاد
و السماء بين يدى
الفؤاد
تبحث عن معاد
يقوى القلوب
لمن جبنا
ويعود من جديد
نداه النجم
واستحلفه السراب
و وشوشات الضباب
فى اطوال المسافات
لا نهاية لها
وفراغ كبير
يبيح للوجدان
شجنا
وحشة الاغتراب
تية بين اصبع
الزمنا
ينهش فى الشرود
ويعبث فى الهيام
قسوة الوحدة
هناك بعض
من حنين
لاتموت مع
طول السنين
تبحث عن السر
فى حيوان يصيح
او ارنبا يقفز
او خروفا
ياكل فى العشب
و يخرق الارقام
هناك التمنيات
شئ من حطام
مازال البطريق
على الشط
يشدو
مع منتهى
التواحد
سيعود يوما
للحظيرة
مع الديك
و مع الاوز
و مع الخرفان
ربما يرجع
لا لن يعود
وانا اسمع البطريق
بما غنى
محمود العياط
من ديوان حرب الانسان مع المتوحش