رقم 93
مهيار الديلمي أفضل شاعر

فى التاريخ


مقدمة
مهيار الديلمي
? - 428 هـ / ? - 1037 م
مهيار بن مرزويه، أبو الحسن

الديلمي.
شاعر كبير في أسلوبه قوة

وفي معانيه ابتكار
لم اجد بين الشعراء مثله حتى

الان فهو فارس الكلمة ذو

موسيقى صاخبة واسلوب مرن

يأخذك الى عالم اخر من

الشعر لم نعهده من شاعر

واحد وكأنه مجموعة من امهر

الشعراء ولم يشتهر
وهذا طبيعى بالنسبة للبشر فهم

لايشيدون بما يحبون ابدا حتى

تاريخهم مزور لكن فرصة

لنضع كل ذى حق حقه بعيدا

عن نعره التشجيع المزيف
والنقاد على مر الزمان ينقدون

باهوائهم ولا يشيدوا الا

بالاوحش
------------------------------------

------------------------------------

---------------------------

مهيار الديلمي أفضل شاعر

فى التاريخ


ان كان مجوسيا
لكنه افضل
من قال الشعر
باللغة العربية
الذى ابياته قصور
على مر العصور
شعره بلسم
كالسيف
فى المشاعر
كلماته منطلقة
مثل الخيول
وموسيقاه سيمفونية
كاملة العازفين
شعره جزل
فى المقول
مقدما على شعراء
زمانه
يركب سحاب
الكلمة ويمطر
مجلدات من الأشعار
ملء العباب
كان مترجما
فى كتاب الديوان
عند الحر العاملي
جمع بين فصاحة
العرب
ومعاني العجم
حينما مسك القلم
لا يخاف النار
التى من اساطيرها
الخوف
الذى يدفع المرء
للخضوع
ويسرى رعده
فوق أكتاف
الجميع
كيف يتطاول
على السادة
العبيد
وكيف يتطاول
على الاشراف
المجوس
جريد هامات
نخيل غريب
سباطه هجاء
على شط البقيع
فيها مهيار لايخاف
حر الصيف
ولابرد الصقيع
آلاف القصائد
تترقرق مثلما
موجات الربيع
اهدت النسيم
لملايين الجموع
كلمات تغنى بها الموسيقار
الكبير محمد عبدالوهاب
أعجبتْ بي بين نادي قومها
أمُ سعدٍ فمضتْ تسألُ بي
سرها ما علمتْ من خلقي
فأرادتْ علمها ما حسبي
لا تخالى نسبا يخفضني
أنا من يرضيكِ عند النسبِ
قوميَ استولوا على الدهرِ فتى
ً و مشوا فوق رؤس الحقبِ
عمموا بالشمسِ هاماتهمُ
و بنوا أبياتهمْ بالشهبِ
و أبي كسرى على إيوانهِ
أين في الناس أبٌ مثلُ أبي
سورة ُ الملكِ القدامى وعلى
شرفِ الإسلامِ لي والأدبِ
قد قبستُ المجدَ من خيرِ أبٍ
و قبستُ الدينَ من خيرِ نبي
و ضممتُ الفخرَ من أطرافهِ
سوددَ الفرسِ ودينَ العرب
و قال
نَعَمْ من جميلَة إحدَى النِّعَمْ
وإن ضنَّ قلبٌ فقد جادَ فَمْ
نُعالج في الحبّ مُرّ الكِلامِ
ونقنَع منه بحُلوِ الكَلِمْ
وتُبرِد أكبادَنا خُلسةٌ
من اللحظ أو زورةٌ في الحُلُمْ
فداءُ جميلةَ تحتَ الظلامِ
ونومتِها ساهر لم ينمْ
صحا من مقبَّلها بالمدام
وأُبرِيءَ من طَرْفها بالسَّقَمْ
تغرَّب حبُّ ابنةِ العامريِّ
فساق إلى العُرْبِ وُدَّ العجَمْ
أما وتمايلِها والنسيمُ
يجورُ على قدِّها إن حَكَمْ
وجاعِل مفتاحِ رزقِ العباد
يمينَ أبي قاسم ما قَسَمْ
عرفتُ لنفسي سوى حبها
خصيما صبَرت له إن ظلَمْ
وكيف يصاحبُ ذلّاً فتىً
بسعد تعلّق أَوْفَى العِصَمْ
فتَى ضبّةٍ يومَ أخْذِ التِّراتِ
وشيخهمُ يومَ رَعْيِ الذّممْ
وبدر تفرّع من شمسِهم
فما ترَكا دولةً للظُّلَمْ
تلّفت يسألُ أشياخَهم
ليلحَقَ في المجدِ سعيا بهمْ
فأخبره الخالُ عن خير جَدٍّ
وحدّثه الأبُ عن خيرِ عَمّْ
وجمّع شتَّى سجاياهُمُ
فكنَّ الندى وكريمَ الشيَمْ
فإن كان يومُ جَداً قال خذْ
وإن تك نائبةٌ قيلَ قُمْ
ون طُرِقوا بابن ليلٍ أذَمَّ
له جودُهُ وابنِ صبحٍ ألمّْ
لقُوه بسعدِهُم المستنيرِ
فكان الهزبرَ وكان الخِضمّْ
فمن مبلغُ النصحِ عنّي أباه
وما أنا في النصح بالمتَّهمْ
إذا ما سألتَ أبا قاسم
فإن شئت أسرِ وإن شئتَ نَمْ
شبيهُك خَلْقا وخُلْقا نراه
كما القدَمُ الوَفْقُ أختُ القَدَمْ
أبا قاسم دعوةً من فتىً
وِصالُ الندى فيه وَصلُ الرَّحِمْ
أتى عاثرا حظُّه بالزمان
فإن أنتَ قلتَ سلامٌ سلِمْ
سرَى الشوقُ بي أو دعتْ

حاجةٌ
سمعتُ لها بعد طولِ الصّمَمْ
فحمَّلتُ رَحليَ محفوفةً
بإدراك ما تتمنّى الهمَمْ
مَطاويَ للأرض إما انتشرنَ
مصابيحَ إما شققن الظّلَمْ
علمنَ مُراديَ أو خلتُهنَّ
تبطَّنَّ بالحزْم تحت الحُزُمْ
فلما طلعنَ بنا النَّهروان
تعاقدنَ طاعةَ حُكمِ الحَكَمْ
وجُلْنَ برمل جَلولا فَسُمْنَ
سَنابكَهنَّ إباءَ السأَمْ
وخُنِّقن بالماء في خانِقِي
نَ حبّاً لما بعدَها أو قَرَمْ
وما شِمنَ حُلوانَ حتى حلا
بأفواهها طعمُ فُوسِ اللُّجُمْ
وبشَّرها بالجبال الحصا
وكانت جبالا وكنا العُصُمْ
تُزاحمِها أشِرات بها
كأنّ أكِمَّتَها في الأكَمْ
ولما قضى سيرُها ما قضى
لنا الله من نيل أسنَى القِسمْ
وألقتْ نهاوندَ مطروحةً
وراءَ شَممنا نسيمَ الكرمْ
فجئتُك أَخبُرُ مَن ذا أزو
رُ مِن مَلكٍ وبمن ذا أُلِمّْ
بداءينِ شوقٍ برا إذ رآك
وآخرَ لم يبرَ بعدَ العدمْ
وقد جرَّ شهرا عليَّ المُقام
وأنّيَ وجداً كأن لم أُقِمْ
ولكن عَنيّون بي إذ حضَرتُ
عنِيّون بالأمر بعدِي المُلِمّْ
أضاميم عند العطا مذ نأيتُ
أبَى شملُ عزِّهِمُ أن يُضَمّْ
ضربتُ لهم أجلاً في اللقاء
قصيرا وإن طال حزنا وغمّْ
يُعدّون للشوق أيّامَه
يخالونه قبلَ تمَّ استتمّْ
إذا عرَضَت منهمُ ذكرةٌ
مسحتُ لها كبدي من ألمْ
فَإِذْناً سلمتَ لهذا الوداع
وإن قلتُها عن فؤاد وجَمْ
غَداً أنبُذ العزَّ نبذَ الحصاة
وأهجرُ للخوف دارَ الحَرمْ
وأتركُ دارَك لا قاليا
ورائي وبين يديّ الندمْ
وبعدُ فحين تراني العراقُ
فقد نشر العلمُ منّي علَمْ
وسوفَ يناشدُني السائلون
بمجدك وهو أبرُّ القَسمْ
بماذا رجَعت وماذا احتقبت
وماذا ركِبت وأينَ الحشمْ
وكلُّ المخبَّرِ عنّي يقول
من البحرِ جاء فماذا غنِمْ
فحدّثتُهم عنك بي كيف شئتُ
فبالروض يظهر فضلُ الدِّيَمْ
متى يبعثُ الدهرُ مثلي لكم
ألا إنها فرصة تُغتنَمْ
فللمرءِ ذِكرانِ في رفدهِ
فذكرٌ يزينُ وذكرٌ يصِمْ
سلمتَ وزارك مني السلا
مُ ما أورقَتْ شجرات السَّلَمْ
وحيّاك مُحيي العلا في ذَار
ك ما ناوب الغُدُواتِ العَتَمْ
وقال
متى رُفعتْ لها بالغور نارُ
وقرَّ بذي الأراكِ بها قَرارُ
فكلُّ دمٍ أراق السيرُ فيها
بحكم السير مطلولٌ جُبارُ
فهل بالطالعين بنا الثنايا
أَنُوقٌ ليلُ نظرتِهِ نهارُ
لعلَّك أنْ ترى عيناك قبلي
مواقدَ والزفيرُ لها شَرارُ
وبعضُ المصطلين وإن نآني
وأوحدني أخو ثقةٍ وجارُ
يريدُ عواذلي عنه التفاتي
بآية شطَّ أو بَعُدَ المزارُ
وما عَصْبُ النوى عيني عليه
بأوّل ما طوى القمرَ السّرارُ
أمنتُك يا فراقُ وربَّ يومٍ
حذرتُ لوَ انه نفع الحِذارُ
أخذتَ فلم تدع شيئاً عليه
يُخاف أسىً ولا يُرجى

اصطبارُ
حبيبٌ خنتَني فيه ودارٌ
ولَلنَّاسُ الأحبةُ والديارُ
أمرتجَعٌ ويا نَفْسي عليه
برامة ذلك العيشُ المُعَارُ
وثَوْبُ شبيبةٍ ما فاض حتّى
تقلَّص منه وانشمر الإزارُ
لكلّ سليبةٍ بدلٌ وفوتٌ
لما سُلبَ المسائحُ والعذارُ
ظلامٌ هبّ فيه وليتها لم
تَلُحْ هذي الأدلَّة والمَنارُ
وربَّ سميرِ ليلٍ ودّ ألّا
يُضيءَ على جوانبه النهارُ
ألا يا صاحِبَيْ حُرَقِي نجاءً
يفوتكما بي اليومَ الوقارُ
خُذاني حيث لا النظر استراقٌ
لِريبتهِ ولا النجوَى سِرارُ
وزُمَّا بالمطامع أنفَ غيري
فبي عنها وإن خَدعَتْ نفارُ
كفَى بالحِرص عيباً أنّ أُولَى
جدَاه مُنىً وغايتَه انتظارُ
وما أُنسي بآمالٍ طِولٍ
تُناولهنَّ أيّامٌ قِصار
يقول المرءُ ما يهوَى ويرجُو
ويفعلُ فعلَه الفَلكُ المُدارُ
وإن ظمِئت ركابٌ أو أُجيعتْ
فأفرع شَعرَها الوبَرُ المطارُ
فخيرٌ من مراعيها بذلٍّ
عِضاضٌ بالحناجر واجترارُ
وإلا فابغيا شرفَ المعالي
بها إن كان للظُّلَم انسفارُ
وضمَّا بالخطير غريبتيها
فَثَمَّ العزُّ يَمَنعُ والجِوارُ
وماءٌ فاضلٌ عنها وبَقْلٌ
تَبزَّلُ في كمائمه البِكارُ
رِدَا المجدَ التليدَ بها وعُوذا
بأغلبَ حبلُ ذمّتهِ مُغارُ
ببحرِ ندىً يفيضُ وبدرِ نادٍ
وإن رُغِم البدورُ أو البحارُ
جَوادٌ لا يزلُّ به عِثار
وجارٍ لا يُشَقُّ له غُبارُ
تمنّى الناسُ أصغرَ همّتيْه
فماتت دونها الهممُ الكبارُ
وطار به فأنعله الثريّا
فؤادٌ لا يطير به الحِذارُ
ونفسٌ حرّةٌ لا يزدهيها
حُلَى الدنيا وزخرفُها المُعارُ
يبيت الحقُّ أصدقَ حاجتيْها
وكسبُ العزّ أطيبَ ما يُمارُ
إذا التفتت إلى الدنيا عيونٌ
فلفتتُها إباءٌ واحتقارُ
من الوافين أحلاماً وعهداً
إذا هفَت الحُبَا ووهى الذمارُ
كرامٌ لا يرون العُسرَ فقراً
وفي العرض الغنى والإِفتقارُ
إذا عزّوا بأرض أَوْطَنوها
وإن ضِيموا بها ركبوا فساروا
كُفُوا بدلالة الكافي عليهم
بحرصٍ ما ادعى لهم الفخارُ
مضوا سلَفاً وجاء يزيد مجداً
كما أوفى على السُّحب القِطارُ
توحَّدَ من بني الدنيا رَكوبٌ
صعائبَها إذا كُرِه الخِطارُ
سعى فَحَوَى الكمالَ وهم قعودٌ
وأنجدَ يطلب الدنيا وغاروا
وأشرفُ شيمةٍ ظَلَفٌ وأمرٌ
يطاعُ وعفةٌ معها اقتدارُ
وعفَّ فبات يحلبهنّ مَذقاً
وأخلافُ الزمان له غِزارُ
حميتَ الملكَ مقتبلاً وكهلاً
يَخاف من الدنيّة أو يغارُ
ولم تُدخِلْ غريباً خارجيَّاً
له بسواه نهضٌ وانتصارُ
وقوّمتَ الأمورَ وهنَّ مِيلٌ
لها من كفّ جابرها انكِسارُ
وكلّ دعيِّ فضلٍ مستطِبٍّ
له بالعجز شغلٌ واعتذارُ
وسِعتَ الناسَ إحساناً وعَطفاً
كأنك رأفةً بهِمُ ظؤارُ
وصرتَ حُلَى الملوك وأيّ كفٍّ
لهم مُدَّت فأنت لها سوارُ
تشير بك العلا نصحاً عليهم
إذا ما خان رأيٌ مستشارُ
بك انتصرتْ يدي وعَلا لساني
وصمَّم ناظري وبه ازورارُ
وكنتُ أطيعُ مضطرَّاً زماني
فأصبح لي على الزمن الخِيارُ
بَرعيِك فِيَّ حقَّ الفضلِ صحّت
قناةٌ كلُّها وصْمٌ وعارُ
وُجدتَ فعدتُ بعد جُفوفِ

عُودي
وفي أغصان أيكتيَ اخضرارُ
عرفتَ توحُّدي فغرستَ منّي
غصوناً ذا الثناءُ لها ثِمارُ
محاسنُ لا يراها فِيَّ إلّا
بصيرٌ كيف يُنْتَقَدُ النُّضارُ
ورَدتُ نداك عَذباً لم يُكدَّرْ
له حوضٌ ولم تُنزفْ غِمارُ
على الإعسار تعطيني كثيراً
ويُعطِي الناسُ ما بَلغَ اليَسارُ
ومن آياتِ جودك أن غَنينا
به وإلى القليلِ بك افتقارُ
فعِشْ يبلُغْك ما تجزِي القوافي
وما يُسدَى بهنَّ وما يُنارُ
بكلِّ غريبةِ المعنَى عَلوقٍ
إذا قرَّتْ فليس لها نفارُ
تسير بعرضك المجلوِّ فيها
مسيرَ الشمس مُهلَتُها بِدارُ
لها في الجوّ رافعةً صُعودٌ
وفي مَهوَى الرياح لها انحدارُ
كأنّ فتيقَ منشرها يَمانٍ
تنفَّس في حقائبه العِطارُ
يسوق المهرجانُ إليك منها
عرائسَ والنشيدُ لها نِثارُ
مبشِّرةً بأن اللّه عينٌ
عليك من الرَدى الجاري وجارُ
وأنك خالد لا الليلُ يُفني
مداك من البقاءِ ولا النهارُ
وقال
ما نازل بمن علا
وصاعدٌ بمن هبَطْ
دانٍ على رأي العيو
ن وهو إن ريمَ شططْ
فهو إذا درجتَه
فوق وتحت ووسَطْ
جسم له وجهان ما
شاء الجمالُ واشترطْ
وأعين لم يحصهن
نَ بحسابٍ من ضبطْ
يقلّ فيهن المصي
بُ والكثيرُ من غلطْ
لا تسَعُ الدنيا له
بعضاً ولا سيرٌ يُحَطّْ
وقال
حَمَلتْ ركابُ الغرب شمسَ

شروقِ
وحملتُ منك العهدَ غيرَ مُطيقِ
عقدتْ ضمانَ وفائها من

خصرها
فوهى كلا العقدين غيرَ وثيقِ
والغانياتُ بناتُ غدرٍ من أبٍ
يضربن في نسبٍ إليه عريقِ
ثاروا فكم قاسٍ عليّ فؤادُه
لو لم يدلِّسه لسانُ شفيقِ
للّه عينا مالىءٍ من لؤلؤٍ
عينيه يومَ وداعنا وعقيقِ
إن التي علَّقت قلبَك ودَّها
راحت بقلبٍ عنك غيرِ عَلوقِ
يا أهل عبدةَ هل يدٌ يفدَى بها
قلبٌ أسيرٌ بينكم لطليقِ
أشعرتكم زمناً بعبدةَ غيرها
لو رُجِّمَ المكروهُ بالموموقِ
للّه ناشطةٌ جمعتُ بودّها ال
محفوظِ باعي في حبالِ ربيقِ
ما كان أوّلُ عهد استودعته
من قلب غانيةٍ إناءَ مريقِ
ولقد أخالفهنَّ غاياتِ الهوى
وطريقُهن من الشبابِ طريقي
كان الهوى سكرانَ تنظر عينُه
حتى صحا فرأى بقلبِ مفيقِ
ونأيتُمُ ومن الغيوب مستَّر
بالإجتماع يبين بالتفريقِ
فانفس بنفسك أن تحطَّك حاجةٌ
إلا وصبرُك مشرفٌ من نِيقِ
وابرز لهم جَلْداً وغصنُك

مصفِرٌ
تنفي الشماتة في اهتزاز وريقِ
كم باطنٍ غالطتُ وهو مرمَّقٌ
عنه الحسودَ بظاهر مرموقِ
والناس أهلُ الواحدِ المثرى

وأع
داءُ المقلِّ بمعشرٍ وفريقِ
سلني بهم فلقد حلبت أمورَهم
شطرين من محضٍ ومن

ممذوقِ
وخبرتُهم خُبرَ اللبيب طباعَه
فمعي على سَعةٍ عليَّ لضيقِ
ما إن ضننتُ على الظنون

بصاحبٍ
إلا سمحت به على التحقيقِ
لا يُضحك الأيامَ كذبُ مطامعي
إلا إذا طالبتُها بصديقِ
بخلوا بما وجدوا فلو قدروا لما
وجدت لهاةٌ أن تُبَلَّ بِريقِ
ويئستُ حتى لو بصُرت بنارِهم
لِقرىً شككتُ وقلتُ نارُ حريقِ
ضحكتْ ليَ الأيامُ بعدَ عُبوسها
بابن النبيّ عن المنى

المصدوقِ
آنست منه بوارقاً أمطرنني
ماءَ الحفاظِ على خِلاب بروقي
شرفٌ تنفّس فجرُه عن غُرَّتَيْ
جدٍّ نبيٍّ أو أبٍ صِدِّيقِ
نسبٌ تعثَّرُ منه لو عَرضتْ له

ال
أفلاكُ في صعبِ المجَاز زليقِ
أرِجُ المنفَّس خِيلَ واصفُ طِيبهِ
عَيّاً بمسك الفارةِ المفتوقِ
وإذا قريشٌ طاولت بفخارها
في عصر إيمان وعهدِ فسوقِ
بنتم كما بانت على أخواتها
بِمنى ليالي النحرِ والتشريقِ
تتوارثون الأرضَ إرثَ فريضةٍ
وتُملَّكون الناسَ مِلكَ حقوقِ
يفديك مستعرٌ عليك فؤادُه
حسدَ الحضيضِ محلَّة العيُّوقِ
تفضي صفاتُك بين أضلعه إلى
جُرح على سَبر الأساةِ عميقِ
لحق انتسابُك باتفاقٍ عزَّه
فأراد فضلَك عامداً بلُحوقِ
حتى إذا المضمار ضمكما

درى
أن السوادَ لجبهة المسبوقِ
لما ادعى وأبيتَ نَكَّس رأسَه
خجلَ المفاخِر بالأب المسروقِ
اِسمع فقلبي من سماع معاشرٍ
خُرْسٍ مكارمُهم لكلِّ نطوقِ
صمُّوا فماً فرقوا نِدايَ نِداهُمُ
ما قلتُ أم في الضأن كان

نعيقي
في كلِّ يومٍ بنتَ فكرٍ حرّةً
تَغنَى ببهجتها عن التنميقِ
حمّلنها كدرَ الهموم وأنجبتْ
فصفت خلوصَ الخمر

بالراووقِ
لم يُجدِ لي تعبي بها فكأنني
فيما يخيبُ ولدتُها لعقوقِ
وقال
خصيمايَ من ظمياءَ واشٍ

وشامتُ
وحظَّاي مظنونٌ لديها وفائتُ
وقلبي لها وحشيَّةٌ ضلَّ خشفُها
تُطاولُ تَبغيهِ الرُّبا وتُلافتُ
مضت ليلةٌ تقتصُّه بعدَ ليلةٍ
ويومٌ تداجيه الشخوصُ

الثوابتُ
تناشِدُ عنه النجمَ أين طريقُهُ
تحارفهُ طَوراً وطَوراً تسامِتُ
ولا هو منها حيث يُجمَعُ شاردٌ
ولا يُرتَجَى للعَودِ إن عاد فالتُ
سوى أنها مرّت بماءِ سُوَيقةٍ
سُحَيراً ورامٍ بالشريعةِ بائتُ
على يده للرزق أذلغُ أحرسٌ
وضَلعاء فوها ساعةَ النزع

صائتُ
يقوت شِعاثاً مقترين بفضلها
أطابت له أو جانبته المقَاوِتُ
فما رابها إلا دمٌ ونُوَيرةٌ
ومنتقَيَاتٌ من عظامٍ رَفائتُ
فعادت تُماشي اليأسَ موضعَ

ظلِّه
وللحَيْن لو أغنى الحِذارُ

مَواقتُ
وخبّرني السُّفَّارُ أن قد تبدَّلتْ
فقلت حديثٌ مضحِكٌ وهو

كابتُ
أسدَّ مكاني في الهوى مَنْ

تعوّضتْ
مدىً وأبيها بيننا متفاوتُ
أمِنْها خيالٌ والجُنوبُ خوافقٌ
بجانب خَبْتٍ والجفونُ خوافتُ
طوى الليلَ نجماً وهو يستثقلُ

الخُطا
بساهلةِ الأردافِ ثم يعانِتُ
فبتنا به في ضَوعةٍ وإنارةٍ
وبانُ اللّوى خزيان والبدرُ

باهتُ
نرى أَن فأرَ المسك تحتَ

رحالنا
فتائقُ من أردانه وفتائتُ
سل الخِيمَ بالبيضاء من جانب

الحمى
أتُجمَعُ أوطاري بكنّ الشتائتُ
وهل لطريدٍ سلّه الدهر مُدرَكٌ
فتُعقلَ لي ليلاتكنّ الفَلائتُ
إذ العيشُ حيٌّ والزمانُ مراهق
فتيٌّ وريحانُ البطالةِ نابتُ
تَلوَّنَ رأسي سِبغَتين فميّتٌ
وذو نبَّةٍ أو لاحقٌ متماوِتُ
وأمست على أيدي الغواني

حبائلي
وهنّ بأطراف البنان بتائتُ
وما الدهر إلا داءُ همٍّ مماطل
مدى العيش أو خطبٌ هَجومٌ

مُباغِتُ
عذيري من الإخوان لا

أستشِفُّ مِن
قلوبهمُ مَنْ وامقٌ لي وماقتُ
خِفافاً إلى ما ساءني فمصالِتٌ
به أو مُداجٍ كيف لي لو يصالتُ
جعلتُ الجفاءَ عُوذةً ليَ منهُمُ
وفي الناس أجساماً قلوبٌ

عَفارتُ
وعلَّمني نَبذِي لهم وتوحُّدي
بنفسِيَ أنّي في التكثّر غالتُ
سل السارحَ المخدوعَ أعجف

مالَه
جَفاءُ السُّمِيّ والسنونَ

السوانتُ
توغَّل يرجوها وتُخلفُ ظنَّه
مَنابعُ أكدَى ماؤها ومَنابتُ
إلى أين وابن الغاضريّة شاهدٌ
يغرُّك نجمٌ أو يدلُّك خارتُ
تلقَّ الحيا من جَوِّهِ وارعَ

روضَهُ
تَدرّ العجافُ أو تعيش المَوَائتُ
ألا إنما بدرُ السماءِ ابن

شمسها
وبدرُ بني عوفٍ على الأرض

ثابتُ
فتىً لا على الأعذارِ بالعهد

ناكثٌ
ولا مَعَ فرط الجود للسنِّ ناكتُ
يبيتُ خميصاً جنبُهُ ووسادُه
وطارقُهُ خِصباً كما شاء بائتُ
إذا الليلةُ الطُّولَى أمرّتْ

وأيبستْ
فللضيف منه مُتمِرُ الليلِ رابتُ
تَرَى ملَهُ ما سلَّه الجودُ لا التي
تناعرُ حوليها الحداةُ

المصَاوتُ
رخيُّ البنانِ في النوائب كلّما
أضبَّ على المال الحسيبُ

المباكتُ
تَهادَى نساءُ الحيِّ وصفَ

حنانه
وتأباه في الروع الرجال

المصَالتُ
ترى الحلمَ مشحوناً وراء

ردائه
إذا مرَّ ينزو الطائشُ المتهافتُ
فهل مبلغٌ عني خُزَيمةَ ما وعى
حصاها البديدُ أو رباها

الثوابتُ
وَفَى لك مجداً ما تَعُدِّين في أبي
قَوامٍ إذا خان الفروعَ النوابتُ
ولدتِ وأولدتِ الكبيرَ ومثلُه
قليلٌ وأُمَّاتُ الصقور مَقالتُ
سبقتَ فلم يعلَقْ غبارَك جامحٌ
وفتَّ فلم يملكْ صِفاتِك ناعتُ
وجرَّبك الأعداءُ غمزاً وهِزّةً
فما خدَشتْ في مَروتَيْك

النواحتُ
فداك صديقٌ وجهُهُ وفؤاده
مُعادٍ على دين المعالي مُعانتُ
يريك الرضا والغلُّ حشو

جفونِهِ
وقد تنطقُ العينان والفمُ ساكتُ
طوَى بِغضةً في جفنه فهو

باسمٌ
وفي فيه ليثٌ كاشرٌ لك هارتُ
أهبتُ بشِعري فانبرت لك

عيسُهُ
بما حملتْ وهي الخُضوعُ

الخَوابتُ
فعادت بما أرعيتَها ولِبَانُها
طَواعٍ على ليّ الحبالِ

ضواغتُ
ونادتك لُغواتُ السؤال

فأفصحت
يداك وأيدي المانعين صوامتُ
وأوسعتني مالاً أتى لم تُخَضْ

له ال
دياجي ولم تُنفَضْ عليه

السَّبارتُ
وخُلْقاً كما شعشتها ذهبيَّةً
ببابلَ أهدتها إليك الحوانتُ
ولم تك حاشا مجدِ نفسك

كامرىء
تَصامَمَ عنّي وهو للمدح ناصتُ
وقومٍ كأن الشِّعر فيهم بليّةٌ
أعرّت وعافتها الأكفُّ

الزوافتُ
فكن سامعاً ما امتدّ باعُك في

العلا
وسُرَّ محبٌّ أو تخيَّبَ شامتُ
ثناءً فمُ الراوي عليك مسلِّمٌ
به ومصلِّي الشكر باسمك

قانتُ
تزورك منه في أوانِ فروضها
قوافٍ لها عند الكرام مَواقتُ
يُفِدْن الغني أضعافَ ما

يستفدنَهُ
وهن بقايا والعطايا فوائتُ
أقول لأيّامي دعي ليَ أو خذي
فما أنتِ إلا المقبلاتُ اللوافتُ
فلستُ أبالي مَن تزيَّل ركبُهُ
وثابت لي على المودة ثابتُ
وقال
أجدك بعد أن ضمَّ الكثيبُ
هل الأطلالُ إن سئلتْ تجيبُ
و هل عهدُ اللوى بزوردَ يطفى
أوامك إنه عهدٌ قريبُ .
أعدْ نظراً فلا خنساءَ جارٌ
و لا ذو الأثل منك ولا الجنوبُ
إذا وطنٌ عن الأحبابِ عزى
فلا دارٌ بنجدَ ولا حبيب
يمانية ٌ تلوذُ بذي رعينْ
قبائلها المنيعة ُ والشعوب
حمتها أن أوزرَ نوى ً شطونٌ
براكبها ورامحة ٌ شبوبُ
ململمة ٌ تضيقُ العينُ عنها
إذا شرقتْ بجمتها السهوبُ
و معجلة ٌ عن الإلجام قبٌّ
أعنتها إلى الفزع السبيبُ
و إنك بالعراقِ وذكرَ حيًّ
على صنعاءَ للحلمُ الكذوبُ
لعلّ البانَ مطلولاً بنجدٍ
و وجهَ البدرِ عن هندٍ ينوبُ
ألا يا صاحبيَّ تطلعا لي
أشى َّ هل اكتسى الأيك

السليبُ
و هل في الشرب من سقيا

فإني
أرى في الشعبِ أفئدة ً تلوبُ
أكفكفُ بالحمى نزواتِ عيني
و قد غصتْ بأدمعها الغروبُ
و أحلمُ والمطايا يقتضيها
دوينَ حنينها الحادي الطروبُ
فمنْ يجهلْ به أو يطغَ شوقٌ
فشوقي لا أبا لكما لبيبُ
و بيضٍ راعهنَ بياضُ رأسي
فكلُّ محببٍ منى ّ معيبُ
عددنَ مذ التثمتُ به ذنوبي
و قبلَ الشيبِ أحبطتِ الذنوبُ
يجدُّ المرءُ لبستهُ ويبلي
و آخرُ لبسة ِ الرأسِ المشيبُ
و كنتُ إذا عتبتُ على الليالي
و في وجهي لها لونٌ نسيبُ
أطاعَ شبابها حفظاً شبابي
فجاءت من إساءتها تنيبُ
فما بالي أرى الأيامَ تنحى
عليَّ مع المشيبِ وهنّ شيبُ
عذيري من سحيلِ الودّ نحوى
حقيبة َ رحلهِ مرسٌ تخيبُ
و فيَ لي وهو محصوصٌ

وأضحى
غداة َ ارتاش وهو عليَّ ذيبُ
و محسودٍ عليَّ تضيقُ عني
خلائقهُ وجانبهُ رحيبُ
لطيتُ له فغرَّ بلين مسى َّ
و ربَّ كمنية ٍ ولها دبيبُ
توقَّ عضاضَ مختمرٍ أخيفتْ
جوانبهُ وفي فيه نيوبُ
فإن الصلَّ يحذرُ مستميتاً
و تحتَ قبوعهِ أبداً وثوبُ
و لا تثلمْ ودادك لي بغدرٍ
فقد يتثلم النسبُ القريبُ
أنلني بعضَ ما يرضي فلو ما
غضبتُ حماني الأنفُ

الغضوبُ
و منْ هذا يردّ عنانَ طرفي
إليك إن استمرّ بي الركوبُ
سترمي عنكَ بي إبلي بعيدا
و تنتظرُ الإيابَ فلا أؤوبُ
و ربتما أتاكَ بنشرِ صيتي
و واسعِ حاليَ النبأُ العجيبُ
أخوفُ بالخيانة ِ من زماني
و قد مرنتْ على القتبِ الندوبُ
و ما وادعتهُ منذ احتربنا
على سلمٍ فتوحشني الحروبُ .
و كيف يريبني منه بيومٍ
زمانٌ كلهُ يومٌ مريبُ
و إني مذ غدت هممي سيوفا
لأعلمُ أنني أبدا ضريبُ
و ما جنتِ الذي يجنيه قلبي
على جسمي العداة ُ ولا

الخطوبُ
لئن أبصرتني رثاً معاشي
أطوفُ حولَ حظيَ أو أجوبُ
فتحتَ خصاصتي نفسٌ عزوفٌ
و حشوَ معاوزي كرمٌ قشيبُ
سلي بيدي الطروسَ وعن

لساني
فواركَ لا يلامسها خطيبُ
لها وطنُ المقيم بكلَّ سمعٍ
تمرّ به وسائرها غريبُ
بوالغُ في مدى العلياءِ لو ما
أعان ركودها يوما هبوبُ
لئن خفتْ على قومٍ ودقتْ فما
يدعى بها منهم مجيبُ
و نفرها رجالٌ لم يروحْ على
أفهامهم منها عزيبُ
فعند مؤيدِ الملكِ اطمأنتْ
ضمّ شعاعها المرعى

الخصيبُ
فكم حقًّ به وجدَ انتصافاً
ظنًّ في نداهُ لا يخيبُ
و واسعة ِ الذراعِ يغرُّ فيها
عيونَ العيسِ رقاصٌ خلوبُ
إذا استافَ الدليلُ بنا ثراها
أرابَ شميمه التربُ الغريبُ
تخفضنا وترفعنا ضلالاً
كما خبتْ براكبها الجنوبُ
إذا غنتْ لنا الأرواحُ فيها
تطاربتِ العمائمُ والجيوبُ
عمائمُ زانها الإخلاقُ ليثتْ
على سننٍ وضاءتها الشحوبُ
قطعناها إليك على يقينٍ
بأنَّ الحظَّ رائدهُ اللغوبُ
ترى ما لا ترى الأبصارُ منها
أنَّ عيونها فيها قلوبُ
إلى ملكٍ مخضرة ٍ رباهُ
مادُ الرزقِ من يدهِ يذوبُ
يغيضُ بنا ويملحُ كلُّ ماءٍ
و ماءُ بنانه عدٌّ شروبُ
تناهتْ عنه أقدامُ الأعادي
أنّ رواقه الغابُ الأشيبُ
إذا ركب السريرَ علاَ فأوفى َ
على مرباتهِ أقنى رقوبُ
يعولُ الأرضَ ما كسبتْ يداهُ
و ما كلُّ ابنِ مرقبة ٍ كسوبُ
متينُ قوى العزيمة ِ ألمعيٌّ
إذا ما ارتابَ بالفكرِ الأريبُ
يريه أمسِ ما في اليومِ رأيٌ
تملُّ على شهادته الغيوبُ
بِذبك من وراء الملكِ قامت
دعائم منه والتأمتْ شعوبُ
حملتَ له بقلبك ما تركتَ ال
بالَ به تفاخرها القلوبُ
تضرمُ فتنة ٌ وتضيقُ حالٌ
صدرك فيهما ثلجٌ رحيبُ
و كم أشفى به داءٌ عضالٌ
صنعُ اللهِ فيك له طبيبُ
طلعتَ على البلاد وكلُّ شمس
تضيء قد استبدَّ بها الغروبُ
و قد قنط الثرى وخوتْ أصولُ

ال
عضاهِ وصوحَ العشبُ الرطيبُ
و نارُ الجورِ عالية ٌ تلظى
داءُ العجزِ منتشرٌ دبوبُ
فكنتَ الروضَ تجلبه النعامى
و ماءَ المزنِ منهمرا يصوبُ
كأنك غرة الإقبالِ لاحت بعقبِ
اليأسِ والفرجُ القريبُ
هنا أمَّ الوزارة ِ أن أتاها
على الإعقامِ منك ابنٌ نجيبُ
و أنك سيد الوزراءِ معنى ً
به سميتَ والألقابُ حوبُ
و لو أتتِ السماءُ بمثلك ابناً
ما كانت طوالعها تغيبُ
بك اجتمعتْ بدائدها ولا نت
معاطفها ومعجمها صليبُ
فلا تتجاذب الحسادُ منها
عرى يعيا يمرتها الجذيبُ
و لا يستروحوا نفحاتِ عرفٍ
لها بثيابِ غيرك لا تطيبُ
نصحتُ لهم لو أنّ النصحَ

أجدى
و لم يكن المشاورُ يستريبُ
و قلتُ دعوا لمالكها المعالي
ففي أيديكمُ منها غصوبُ
خذوا جماتهِ الأولى وخلوا
قاصيَ لا يخابطها ذنوبُ
فكم من شرقة ٍ بالماء تردى
إن كانت به تشفى الكروبُ
لك اليومانِ تكتبُ أو تشبُّ ال
وغى وكلاهما يومٌ عصيبُ
فيومك جالسا قلمٌ خطيبٌ
يومك راكبا سيفٌ خضيبُ
جمعتَ كفاية ً بهما وفتكا
و مجمعُ ذينِ في رجلٍ عجيبُ
و ضيقة ِ المجالِ لها وميضٌ
طارُ سمائه العلقُ الصبيبُ
وقفتَ له حسامك مستبيحٌ
محارمها وعفوك مستثيبُ
و مسودَّ اللثاتِ له لعابٌ
جدُّ الخطبُ وهو به لعوبُ
يخال على الطروس شجاعَ

رملٍ
إذا ما عضَّ لم يرقَ اللسيبُ
تغلغلُ منه في مهج الأعادي
جوائفُ جرحها أبدا رغيبُ
إذا ملكَ الرقابَ به امترينا
مضى قلمٌ بكفك أم قضيبُ
و مضطهدٍ طردتَ الدهرَ عنه
قد فغرتْ لتفرسه شعوبُ
إذا عصرت من الظمأ الأداوى
على الإعياء أو ركب الجنيبُ
فنعم مناخَ ظالعة ٍ وسقياً
ذراك الرحبُ أو يدك الحلوبُ
علاً رخجية ُ الأبياتِ خطتْ
على شماءَ ينصفها عسيبُ
لها عمدٌ على صدر الليالي
و فوق أوائل الدنيا طنوبُ
صفا حلبُ الزمان لها وقامت
دعوتها الممالكُ تستجيبُ
و ما من دولة ٍ قدمت وعزت
إلاَّ ذكرها بكمُ يطيبُ
و منكم في سياستها رجالٌ
فحولٌ أو لكم فيها نصيبُ
كرامٌ تسندَ الحسناتُ عنهم
و تزلقُ عن صفاتهم العيوبُ
مضوا طلقاً بأعداد المساعي
و جئتَ ففتَّ ما يحصى

الحسيبُ
قناة ٌ أنت عاملها شروعا
إلى نحر السما وهم الكعوبُ
و خيرُ قبيلة ٍ شرفاً ملوكٌ
لمجدك منهمُ عرقٌ ضروبُ
فلا وصحَ النهارُ ولستَ شمسا
و لا أزرى بمطلعك المغيبُ
و لا برحتْ بك الدنيا فتاة
تربُّ كما اكتسى الورقَ

القضيبُ
إذا ما حزتها انتفضت عطارا
والفها بعدلك والتريبُ
و مات الدهرُ وانطوتِ الليالي
و ملكك لا يموتُ ولا يشيبُ
و قام المهرجانُ فقال مثلَ ال
ذي قلنا وآبَ كما نؤوبُ
و عادك زائرا ما كرَّ ليلٌ
لسعدك بين أنجمه ثقوبُ
بك استظللتُ من أيامِ دهري
من رمضائها فوقي لهيبُ
كفيتني السؤالَ فما أبالي
سواك من المنوعُ أو الوهوبُ
و غرتَ على الكمال فصنتَ

وجهي
فليس لمائه الطامي نضوبُ
مكارمُ خضرتْ عودي وروتْ
راه وقد تعاوره الجدوبُ
تواصلني مثانيَ أو وحادا
كما يتناصر القطرُ السكوبُ
فما اشكو سوى أنيّ بعيدٌ
و غيري يومَ ناديكم قريبُ
أفوقُ عزمتي شوقا اليكم
و يقبضني الحياءُ فلا أصيبُ
أصدُّ وضمنَ دستك لي حبيبٌ
ليه من جلالته رقيبُ
إذا امتلأتْ لحاظي منك نورا
زا قلبي فطارَ به الوجيبُ
يميلُ إليك بشرك لحظَ عيني
و يحبسُ عنك مجلسك المهيبُ
و لو أني بسطتُ لكان سعيٌ
بلَّ بلاله الشوقُ الغلوبُ
أبيتُ فما أجيبُ سواك داعٍ
لكني دعاءكمُ أجيبُ
فإن يكن انقباضي أمس ذنبا
فمنذ اليوم أقلعُ أو أتوبُ
و تحضرُ نابياتٌ عن لساني
فواقرُ ربها عبدٌ منيبُ
أوانسُ في فمي متيسراتٌ
ذا ذعرتْ من الكلم السروبُ
إذا أعيتْ على الشعراء قيدتْ
إليَّ وظهرُ ريضها ركوبُ
بقيتُ وليس لي فيها ضريبٌ
لا لك في الجزاءِ بها ضريبُ
تصاغُ لها الحماسة ُ من معاني
علاك ومن محاسنكِ النسيبُ
رعيتُ بهنّ من أملي سمينا
لديك وحاسدي غيظا يذوبُ
و هل أظما وهذا الشعرُ سجلٌ
أمدُّ به وراحتك القليبُ
وقال
أستنجدُ الصبرَ فيكم وهو

مغلوبُ
و أسألُ النومَ عنكم وهو

مسلوبُ
و أبتغي عندكم قلباً سمحتُ به
و كيف يرجعُ شيءٌ وهو

موهوبُ
ما كنتُ أعرفُ ما مقدارُ

وصلكمُ
حتى هجرتم وبعضُ الهجر

تأديبُ
أستودع اللهَ في أبياتكم قمراً
تراه بالشوق عيني وهو

محجوبُ
أرضى وأسخطُ أو أرضى

تلونه
و كلُّ ما يفعلُ المحبوبُ

محبوبُ
أما وواشيه مردودٌ بلا ظفرٍ
و هل يجابُ وبذلُ النفس

مطلوبُ
لو كان ينصفُ ما قال انتظرْ

صلة
ً تأتي غداً وانتظارُ السيء

تعذيبُ
و كان في الحبَّ إسعادٌ

ومنعطفٌ
منه كما فيه تعنيفٌ وتأنيبُ
يا للواتي بغضنَ الشيبَ وهو

إلى
خدودهنَّ من الألوانِ منسوبُ
تأبى البياضَ وتأبى أن أسوده
بصبغة ٍ وكلا اللونينِ غربيبُ
ما أنكرتْ أمس منه ناصلاً يققاً
ما تنكر اليومَ منه وهو

مخضوبُ
ليتَ الهوى صان قلبي عن

مطامعه
فلم يكن قطّ يستدنيه مرغوبُ
إني لأسغبُ زهداً والثرى عممٌ
نبتاً وأظما وغرب الغيثِ

مسكوبُ
و لا أرقُّ لحرصٍ صاحبهُ
سعياً ويعلم أنّ الرزقَ مكسوبُ
عقبى الطماعة في مالٍ يمنُّ به
عصارة ٌ لا يغطى خبثها

الطيبُ
طهرْ خلالك من خل تعابُ به
و اسلم وحيداً فما في الناس

مصحوبُ
إني بليت بمضطرًّ رفيقهمُ
و الماءُ يملحُ وقتاً وهو

مشروبُ
كم يوعد الدهرُ آمالي ويخلفها
أخاً أسرُّ به والدهرُ عرقوبُ
أسعى لمثل سجايا في أبي

حسنٍ
و هل يبلغني الجوزاءَ تقريبُ
فدى محمدًّ المنسيَّ نائلهُ
مراجعٌ نيلهُ المنزورُ محسوبُ
حالٌ تحدثه الأحلامَ جاهلة ً
لحاقهُ وأخو الأحلامِ مكذوبُ
إن قدم الحظُّ قوماً غالطاً بهمُ
أو بينتهمْ عناياتٌ وتقريبُ
فالسيف يخبرُ قطعاً وهو مدخرٌ
و الطرفُ يكرمُ طبعاً وهو

مجنوبُ
حذارِ من حدثِ النعماء مؤتنفٍ
علاؤه بشفيع الوجه مجلوبُ
تسوءه سائلا من أين سؤدده
إنّ اللئيم بما قد ساد مسبوبُ
أأنت أنت وفي الدنيا أبو حسنٍ
صدقتَ إن لفي الدنيا أعاجيبُ
إذا رأيتَ ذيولَ السرح آمنة
ً لم يحمها فلأمرٍ يحلمُ الذيبُ
يا ملبسي الشيمة َ الغراءَ

ضافية
ً على َّ إن قلصتْ عنيَّ

الجلابيبُ
علقتُ منك بعهدٍ لا مواثقهُ
تنسى ولا حبله بالغدر

مقضوبُ
و أحمدتك اختباراتي وقد

سبرتْ
غورَ الرجال وكدتها التجاريبُ
فلتجزينك عني كلُّ غادية
ٍ لها من الكلمِ الفياض

شؤبوبُ
إذا وسمتُ حياها باسمك

انحدرتْ
له الزبى وأطاعته المصاعيبُ
فاسلم لهنّ ولي ما طاف مستلمٌ
سبعا وعلقَ بالأستارِ مكروبُ
ترجى وتخشى فسيحَ الباب

ممتنعاً
إن الكريمَ لمرجوٌّ ومرهوبُ
اعداد د محمود العياط