قصيدة
عارية على ابواق الديمقراطية


قالوا بأن الديمقراطية
عرفت قديما
وأن الشورى
تضيف العلوم
للحكم
قالوا لا شئ
يهم ان كان الوجود
كذلك حكمته
وتكوينه
قالوا ان ميراث
الورى خداع
ونفاق و بهاتين
منها يصاغ
انسان الحاضر
المندس فى الوعثاء
قالوا علية
جهول وظلوم
و ذلك من ميراث
الاجداد
قالوا حياته
باتت فى صراع
كما خلفوا
ورائهم الدياجير
و لكن عش
كما يفكر الناس
وأكبر وصايا البشر
لا تفكر كما تشاء
******
فى القبيلة
كانوا يبيعون النساء
لكنهم كانوا
يحترمون الجوارى
ما بالك بهذا العصر
البعيد
الذى ألقى السخرية
على علوم البشر
و حياة العرب
انهم ايضا
يتخذون من الرجال
عبيد
فى احكام
إمارة السفهاء
******
الخيام فى القبيلة
كانت شفافة
لذا ارهقت النساء
و اتضح العرى
قمرا يشرق
فى النهار
لذا زادوا
على رداء داود
و تمادوا بالكساء
فلا يبدى لهن بدن
هكذا شاءت
البنات
و أمرهن مطاع
هكذا ألقى
على العصور
القادمات هما ذريعا
و أمرهن مطاع
تنحنى له الاقدار
بالاصباء
******
كان الناس
من عهد آدم
عراة
من ثم إخترعوا
الرداء
قدسوه
صار سبيل المهدى
يهدى للأقوم
و سار وراء ارائهم
الضعفاء
من ثم الجميع
قالوا المرأة
تحب ذلك
فهل أنت تكرهين ذلك
ماذا استقر
فى نفسك من قرارهم
و صار من العلياء
ومن قرارهم المنى
والارتضاء
يسير وراءه النسحاء
و من قرارهم الاوباء والداء
لذا جعلوا لهم منا
الاطباء
******
كل شئ فى العدم
سرقوه
لم يبق إلا الاثير
و كل شئ
سرقوه على كوكبنا
لم يبق الا الهواء
كان الجو تبرا
ونضارا
و حتى باقى
الكون سرقوا
منه الهواء
سرقوا من كوكبنا
اللبن والشهد
لم يبق الا الماء
سرقوا الدر والذهب
لم يبق الا الحجر
منه جبال
سرقوا المسك والعنبر
لم يبق الا التراب
سرقوا العقول
لم يبق الا النبات
و الحيوان
والانسان التائه
فى صحراء
و فضاء
سرقوا الرأفة
و النعيم
واحلوا العذاب
والشقاء
******
العار من صنع
النضجاء
يتعالون به
على البسطاء أمثالى
وأمثالك
ويجعلون الدنيا
منتهى الصعوبة
دوامة
تلقى اليها الاعمار
فتنهشوها
وتتركها هباء
مثلما ذئاب
ينهشون ضحية
من ضحايا الظباء
******
كنت صغيرا
و أعلنت تمردى
بأن ألقى نفسى
من أعلى المبنى
كى يكترثوا
تعلمت الدرس
بأن أحافظ
على حياتى
و تعلمت الصمت
وتملكنى الاصغاء
و تعلمت أنه
لن يندثر مايستضاء به
تعلمت بأن الحكمة
الكبرى
فى الوفاء
و بأن كل الولاء
لا يكون إلا للأحباء
انهم يفعلون ما أريد
و يهيمون فيما أشاء
******
صرت استاذا
علمت تلاميذى
الصدق
و الاستهداء
و أن يتمردوا
لكن ليس على الاخر
المخالف بالاعتداء
الا بالمأوى الحنون
و الامق الحنون
والصدق الذى فى العيون
أما الصدق
الذى فى الفؤاد
غريب و لن يكون
إلا فى الخيال
قالوا الخيال
شئيا عظيما
و ان مادية الواقع
نتنة مثلما الظرباء
ومضى كل لشأنه
فى الدنيا البلداء
محمود العياط
من ديوان عارية على ابواق

الديمقراطية