قصيدة
ماوان

فى وصف العشاق ارى مذاهب
و قد نزع عنه كل ما هو متسربل ِ
ليس العشق دائما مثل الورود
فى هجير البعاد يشيخ و يذبل ِ
لكن العاشق فى البعاد الابكم
يتوه فؤاده فى مفازات الخبل ِ
يرجو وصالا من موجات المايان
و قد تجرع من كأس المر الحنظل ِ
و هام على ضحى الطريق حافيا
و قد حاكه من وهم السراب العسقل ِ
يموت هجيره فى طسيل الليالى
ويستذله الهوى وفى نكبته يتذلل ِ
شاردا بفكره فى كهف الهيام
و قد لازمتة كالظل اطياف النخل ِ
يكلم الذئاب فى سدف الظلام
و لا يستفيق للصباح من التغزل ِ
هو الحسن الذى من اجله تشرق
وفى افئدة تلك الرياض يستمهل ِ
تتأوة المروج فى جمال حسنها
لكن لم يضج الروض من النحْل ِ
وقد لدغدته طنين من فلول العشق
لكنما نحلات اعسوعسول منها العسْل ِ
و الى ديار الحبيبة عقله طائفا
و كم يطوف العاشق باطلال المنازل ِ
يتذكر من الايام الغابرة وجيعها
و قد لسع من لهيب الذكرى الدعل ِ
فلا تلمن من جن مابين الورى
وفتح سرداب الشجون المقفل ِ
تسعى معه الحبيبة فى الدجى
و قد لامته تقيظ وحوش العذل ِ
لكنما الفرائس لا تلوم الضوارى
و قد صادها من الحب الختل ِ
محمود العياط
من ديوان السر المستور