قصيدة
المسافر فى جوف الحوت


رسالة البحور
من و الى
جميع المسافرين
فى جوف الحيتان
من منهار متصدم ِ
و مسجور متكئ
و دعت الموانى
ليس كمن يمتطى
القوارب احلاسا
و الامواج حولك انحدرت
ما بين منفجر و منبطح ِ
كل الامور
فى الدياجير تنكفئ
و مسافر فى جوف الحوت
يسأل الايام
ماذا فعلت لفتى
النهرين
من سجدت تحت حوته
و قاعه من الوجدان
الكل فى اللهث
مابين مسبح و سابح ِ
والنمط المعتاد
خلف التخوم يختبئ
تلك البطون واسعة
لا تهضمُ
انها مثل حجرة الكرار
كل المشكلة
فى عناتيل السنون
من يخطو خطوة
نحوها يحترق
لا نار فى سحيق
المحيطات تنطفئ
من يأمل ان يكون
حطاماَ و يجترئ
فى نعشك الطافى
فى وحشة الاشلاء
و هى تندب الاقدار
و تلوم الاخريات
على كل هذا التهاون
حتى صار الجميع
فى جوف العذاب
و توسلات الغريق
من الآثام يستبرئ  
ضربت الدنيا
بسور العذاب
قد يكون شقاء
وقد يكون شفاء
من بعد سقم الغفلة
القدر يجئ
حتى الكواهل و المناكب
لا يستأذن و لا يستهزئ
و الشقاء قد يكون ارتضاء
و قد يكون بلاء
الان تدرك توحش
الوجود
و أن  الاخرة
التى تبرق امامك
و لك وحدك
دون الانام
هكذا ستكون الاخرة
 خالصة
كيفما تشاء
فدع الدنيا و الاشياء
وكن صادقا
فيما تعتقد
انك كنت لا تدرى
ما يسعدك أو ما يرضيك
او ما يشقيك
لكنك ستعرف
فى المصير اكثر
من سبل التواجد
هل انت فى النار
ام فى الجنة
بعدما يضيع الرجوع
فى اعاصير الهباء
كما ضاع منك الان
كل مايعنيك
ان يلقيك الحوت
على رمال الشاطئ
محمود العياط
من ديوان سفير الاسر و سفاح الحداثة