من قيل فية
إِن تَسْتَفْتِحوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ
قال أبو جهل: "اللهم أعِنْ أعزَّ الفِئتين، وأكرمَ القبيلتين، وأكثرَ الفريقين، فنزلت: {إِن تَسْتَفْتِحوا} الآية".
° وقال
يومَ بدر، أشْفَقَ أن يُخْلَصَ إليه، فتَشبَّثَ به الحارث بن هشام وهو يظنُّ أنه سُراقة بنُ مالك، فوكز في صَدرِ الحارث، ثم خرج هاربًا حتى ألقى نفسه في البحر، ورفع يديه فقال: اللهم إني أسألك نَظِرَتَك إياي .. وخاف أن يَخْفصَ القَتل إليه، وأقبل أبو جهل، فقال: يا معشرَ الناس، لا يَهولَنَّكم خِذلان سراقةَ بنِ مالك، فإنه كان على ميعادٍ من محمد، ولا يُهولَنَكم قَتل شَيبة وعُتبةَ والوليد، فإن عَجِلوا فواللاتِ والعزى، لا نرجع حتى نفرِّقَهم في الجبال، فلا أَلْفَينَّ رجلاً منكم رجِلاً، ولكن خذوهم أخذًا، حتى تُعَرِّفوهم سوءَ صنيعِهم من مفارقتهم إياكم، ورغبتهم عن اللات والعزى، ثم قال أبو جهل متمثلاً:
ما تَنقِمُ الحَربُ الشَّموسُ منِّي
باذلَ عامَينِ حديثَ سنِّ
لِمِثلِ هذا ولدَتْني أمِّي"
* مقتل فرعون هذه الأمة أبي جهل -لعنه الله-:
° عن عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - قال: "إني لفي الصفِّ يومَ بدر
التفتُّ، فإذا عن يميني وعن يساري فَتَيانِ حديثا السِّنِّ، فكأني لم اَمَنْ بمكانِهما، إذ قال لي أحدُهما -سرًّا من صاحبه-: يا عمِّ، أرني أبا جهل. فقلت: يا ابن أخي، وما تصنعُ به؟ قال: عاهَدتُ الله -إن رأيتُه- أن أقتلَه، أو أموتَ دونه .. وقال لي الآخرُ -سرًّا من صاحبه- مثله. قال: فما سرَّني أني بين رُجلين مكانهما، فأشرفُ لهما إليه، فشدَّا عليه مثل الصَّقْرين، حتى ضرباه، وهما ابنا عفراء