عالمة مصرية تكتشف أبعد مجرة في الكون
نجحت العالمة المصرية سحر علام في اكتشاف مجرة اعتبرت الألمع والأبعد من نوعها في الكون برمته حتى الآن، فالمجرة الجديدة تبعد عن المجرة التي نعيش فيها بمقدار 11 مليار سنة ضوئية، وهي متوهجة إلى درجة أن مجرة تقع بينها وبين الأرض لم تستطع حجب الضوء المنبعث منها على شكل حزمة من النور انحنت كقوس بفعل جاذبية المجرة المجاورة.
وصفت العالمة المجرة الجديدة بأنها الآن بأنها عالم يعج بملايين الشموس وشبيه بمستشفى كوني للولادة، ففيه تتوالد النجوم بسرعة إلى درجة أن كل يوم يمضي على الأرض يظهر للوجود هناك أكثر من 160 نجما كالشمس التي نعرفها.
وتقول الدكتورة سحر: "إن المجرة الجديدة صغيرة، أي أنها كطفلة بين المجرات العملاقة في الكون، فقطرها صغير وقدره 3 آلاف و261 سنة ضوئية، وهي المسافة التي يقطعها الضوء خلال هذه المدة الزمنية، علما بأن سرعته في الثانية الواحدة هي بحدود 300 ألف كيلومتر، أي أنه إذا أطلق أحدهم ضوءا من الأرض نحو القمر فسيصل إليه بعد ثانية واحدة، لذلك فقطر تلك المجرة هو 240 ألف تريليون كيلومتر، وهي بعيدة في الطرف الشمالي من الكون السحيق إلى درجة أنه لو بثت رسالة أرضية بالبريد الإلكتروني إلى أحدهم يعيش هناك فان المرسل مضطر للانتظار 22 مليار سنة ليتلقى منه الجواب".
وتروي الدكتورة سحر كيف عثرت على المجرة الصغيرة، فتقول: "إنها كانت في المختبر تمارس عملها بشكل طبيعي، وعندما شارفت الساعة الثامنة مساء 19 ابريل الماضي قررت المغادرة إلى البيت «ومع أني كنت تعبة بعض الشيء، لكني رغبت بالعمل لعشر دقائق أخرى حتى أقوم بفحص صور لم أكن أطلعت عليها بين 70 ألف صورة التقطها تلسكوب مرتبط بكومبيوتر لدينا عبر برنامج خاص، ثم حدثت المفاجأة عندما اطلعت على إحدى الصور التي التقطها التلسكوب الراصد في مسح تلك المنطقة الشمالية من الكون، لأني رأيت فيها شيئا يثبت وجود تلك المجرة، وهو قوس ضوئها الذي ظهر منحنيا فوق توهج ضوئي لمجرة أخرى نعرفها وتقع بيننا وبينها.. صرخت أنادي زملائي وكان هناك فرح كبير عمّ في الغرفة».
اعلن باحثون في اجتماع في الولايات المتحدة ان فريقا دوليا من علماء الفلك تمكن من مراقبة ابعد مجرة تم اكتشافها حتى الآن، بعث ضوؤها الذي يصل الى الارض عندما كان الكون في بداياته
مع العلم ان عالمة مصرية
اكنشفتها كما قدمنا
وتم التقاط صور لهذه المجرة بفضل التلسكوب الفضائي هابل واكد مركز مراقبة كيك في هاواي ذلك.
وقال الباحثون ان الضوء الذي يلتقط في الارض من هذه المجرة انبعث منها عندما كانت تبلغ من العمر 750 مليون سنة ويحتاج الى اكثر من 13 مليار سنة ضوئية ليصل الى الارض.
واوضح عالم الفلك جان بول نيب من معهد كاليفورنيا للتقنية ومركز الميدي ـ البيرينيه في تولوز (فرنسا) الذي تولى ادارة الاعمال ان «هذه المجرة التي اكتشفت ضعيفة جدا والتحقق من بعدها كان تحديا استثنائيا».
وقد اصبحت مراقبة هذه المجرة ممكنة بفضل تضخم طبيعي بسبب تراكم مجموعة من المجرات تحمل اسم «ابيل 2218»
واسميها المجرة العليا
انحرفت عن مسارها وضخمت الضوء الذي تبثه هذه المجرة التي لم يتم اكتشافها من قبل بسبب بعدها.
وكان العالم البرت اينشتاين تحدث للمرة الاولى عن ظاهرة التضخم في نظريته حول النسبية العامة ثم تم التحقق منها في 1919 خلال كسوف للشمس. وقد اطلق عليها اسم «اثر العدسة المرتبط بالجاذبية» لان الضوء ينحرف تحت تأثير الجاذبية مما يؤدي في الواقع الى ازدواج الصورة التي يولدها مصدر الضوء.
وقال عالم الفلك نفسه الذي ستنشر نتائج اعماله في نشرة «استروفيزيكال جورنال» ان«وجود صورتين لشيء واحد يعني حدوث الظاهرة».
واضاف «لولا تضخيمها 25 مرة بسبب تراكم المجرات الثابتة ما كان من الممكن اكتشاف هذا الشيء او دراسته بالتلسكوبات التي نملكها اليوم وقمنا برفع قدرات مراكز المراقبة التابعة لنا الى اقصى حد».
وقد نشرت هذه النتائج خلال الاجتماع السنوي للجمعية الاميركية لتقدم العلوم في سياتل الذي أختتم أمس.
واكد عالم الفلك ريتشارد ايليس الذي شارك في اعداد الدراسة اهمية اكتشاف هذه المجرة لفهم المراحل الاولى لتشكل الكون التي يطلق عليها اسم «العصور المظلمة».
وقال ايليس ان «السمات غير العادية لهذا المصدر البعيد مدهشة لانها يمكن ان تمثل تلك التي كانت تتسم بها انظمة الكواكب والنجوم في نهاية العصور المظلمة».
وتعني العصور المظلمة، وهي عبارة ابتكرها عالم الفلك البريطاني سير مارتن ريس، المليار سنة الاولى التي تلت الانفجار الكبير والتي ما زال جزء كبير منها مجهولا.
وكان الكون حينذاك مزيجا من مادة قاتمة وغاز سبقا تشكل النجوم.
ويناقش علماء الفلك مدة هذا العصر ويحاولون فهم الحوادث الكونية التي ادت الى انتهاء العصور المظلمة وبداية تشكل النجوم والكواكب وانظمتها كما هي موجودة اليوم.