قصيدة
احدق من فوق طريق الكباش


تبدو عينان بارزتان
محفورتان فوق الجبين
التى لن تدرك
تماثيل صخر
و طين
لكنها ذكرى
فى القلب
لاتنام
اسقت الايام
كأسا لا يعرف
الوئام
تشز صدر الغيوم
فى يوم مشؤوم
و تعلو قليلا الدوار
تعلمنا بأنه لا يطرق
الابواب المجرمون
و لا الخصوم
و الجناحان طويلان
صهيب من مغول
مثلما طائرات الرش
فوق وشوشة الحقول
والذعر يحتضن النخيل
و يطمئن اسود
المستحيل
فالصعيد شئ مكين
لكنه كله اضواء و حنين
وفتاتان تركبان
هودج الطائرة
سنام و نيل
تبدو الواحدة منهم
والهه فى الشرود
و شاغره
فى افكار النهود
و التحملق فى ضجة
النوى
وصامتة عند
غضبة الثرى
مع مرور البرق
رعد و بريق
تكاد تلمح
صوت الابتسامة
و هى فى اول
الطريق
هل هذة المقاتلة
حفيدة
ذلك الذى كان يخطو
على الدرب المدفون
طريق الكباش
ام تلك اكذوبة
و هل هذة المقاتلة
حفيدة
من فى السماء
تلك اكذوبة
آخرى
تراك من اين جئت ِ
ايتها التائة
من الجذور
و ضالة ايضا
من الضمير
النساء ترفع
الهون و المكانس
و صيحات التحذير
لطائرات قالوا
من الاعداء
و هن لا يخافن طلقات
الاعتداء
الراديو يستمر
فى الارسال
لا شئ فى الانباء
فرشاة على وجهة
الطفل و مرسم
من الوان الجراءة
و ظلال من وحى
البراءة
يكاد الغمام
يضئ الشموع
و الطيور تخفى
الدموع
الخطر الخطر
الناقوس يجلجل
فى المدينة
و العيون الحزينة
الكل ينظر للمطار
حتى الهدهد
نحوه طار
الاباء جبال
تلك النفوس
حتى و لو جلجل
الف ناقوس
ترفع الايدى
فى كف الرجاء
و المآذن تملأ
الارجاء
لكنهن يأخذوننا
فى ازمنة
غير اوقات الصلاة
ويبقى بيت عودة
يدعو بعد القفول
لكرات الاياب
و تتدفق طائراتنا
فى السماء
مثل الشهاب
فى كل مكان تطير
تطلق الزئير
وصيحات من الجماهير
كأنها مباراة
كلها معاناة
هل نادت بها التوراة
مجموعات اربع
و خمسة و سداس
ان ازيز الطائرات
صديق وناس
الامان عاد
من خط الحدود
و القى للجميع وشاح
السعادة و السعود
ابطالنا يجوبون العلا
و مابين التخوم
يبحثون عن اليهود
ان الزمان القاسى
ليس زماننا
لسنا فى عصر
الخضوع
ان الاحتلال
ليس لأجيالنا
فلقد أبينا
الهجوع
و تلال الحرية
جثت فوق روابينا
بكل الكبرياء
تطأطأ للنجوع
و السلام بالقوة
يرفرف من الشمال
للجنوب
ارفع الراس يا فتى
لاشئ يدعو للهروب
ان كنت تخاف
من رسمات العيون
فغدا سيأتى
الانتصار
و الزمن الحنون
محمود العياط
من ديوان السر المستور