| كائن قد يحل لغزاً مستعصياً بعلم الإنسان | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Admin Admin
عدد المساهمات : 8149 نقاط : 19367 تاريخ التسجيل : 14/11/2011
| موضوع: كائن قد يحل لغزاً مستعصياً بعلم الإنسان الجمعة يونيو 10, 2016 2:44 pm | |
| قد تساعد حفريات عثر عليها في جزيرة فلوريس الإندونيسية في حل أحد الألغاز المستعصية في علم الإنسان والمتعلق بنسب كائن "الهوبيت" الشبيه بالبشر، وهو كائن قصير القامة بشكل غير عادي. وقدم العلماء اليوم الأربعاء وصفاً لمجموعة من العظام والأسنان يعود تاريخها لنحو 700 ألف عام، استخرجت من قاع نهر قديم يبدو أنها تخص كائنات الهوبيت التي لم تعرف في السابق إلا من خلال حفريات وأدوات حجرية عثر عليها في كهف بفلوريس يعود تاريخه لفترة تتراوح بين 190 و50 ألف سنة. ويبلغ طول هذا الكائن واسمه العلمي (هومو فلورسينسيز) نحو 106 سنتيمترات ودماغه صغير في حجم دماغ الشمبانزي. وقال يوسوكي كايفو من المتحف الوطني للطبيعة والعلوم في طوكيو، إن الحفريات المكتشفة حديثا "تشير بقوة" إلى أن كائن الهوبيت تطور من كائنات كبيرة الجسم والدماغ من سلالة "هومو اريكتوس" البشرية المنقرضة والتي كانت تعيش في آسيا. وعرفت أنواع هومو اريكتوس التي ظهرت للمرة الأولى في إفريقيا قبل نحو 1.9 مليون سنة من خلال حفريات عديدة يبلغ عمرها ما بين 1.5 مليون و150 ألف سنة من جزيرة جاوة الإندونيسية إلى الغرب من فلوريس. وقال جريت فان دين بيرج من جامعة وولونجونج الأسترالية إن الحفريات الجديدة التي عثر عليها في فلوريس تحمل أوجه شبه بتلك الحفريات القديمة. وتشمل الحفريات أسنان أربعة بالغين ورضيعين وقطعة من عظام فك وجزء من جمجمة طفل وأخرى لشخصين بالغين قد يكونون توفوا في ثوران بركان. وقال آدم بروم من جامعة جريفيث الأسترالية "يبدو الآن أن كائنات الهوبيت (التي عثر على حفرياتها) في فلوريس هي في الحقيقة كائنات هومو اركتوس متقزمة." ونشر البحث في دورية نيتشر.
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 8149 نقاط : 19367 تاريخ التسجيل : 14/11/2011
| موضوع: رد: كائن قد يحل لغزاً مستعصياً بعلم الإنسان الجمعة يونيو 10, 2016 2:47 pm | |
|
كنت قد خضت في هذا الموضوع دراسة ومتابعة وكان شاغلي فيه تتبعي لهذا الموضوع هو اللغط الدائر أو السؤال ( هل آدم عليه السلام هو ابو البشرية واول انسان.؟؟) واستعنت بعدة دراسات قبل سنوات لمقارنة عمر ادم عليه السلام ودراسات علمية تفتي بان هنالك نوع من الانسان كان موجودا قبل آدم عليه السلام ولكن موضوعا كان اوردته بعض الاصدارات قالت انه تم استخراج بقايا بشرية تعود الى ما قبل 400 الف سنة نشر في العام 2014 قد اعطاني أجابة شبه مقنعة بعد ان قطع بعض العلماء قائلين ان المكتشف من بقايا يعتقد انها بشرية هي سلالة لا يعود اليها البشر او الانسان الحالي رغم التشابه .وانشغلت عن الموضوع ولكن اعاد لي موقع العربية الاهتمام بالموضوع بعد تاكيد بان اكتشافات جديدة لسلاسلة الهوبيت في اندونسيا ربما تربط الانسان الحالي بها وهي قطعا عاشت قبل فترة طويلة من خلق آدم عليه السلام حسبما تبين بعد الاحاديث والحساب من خلال معطياتها
هذا بعض الحديث الدائر حول عمر سيدنا آدم عليه السلام ويمكن الاستزادة فيه عن طريق البحث
الاكتشافات الجديدة منذ العام 2000 الى الان تقود العالم لاتجاه جديد يعزز نظرية التطور وربما ينكر بصورة واضحة ان سيدنا آدم هو اول انساني لاهمية الموضوع اطرحه لهدف وحيد وهو انني أرغب في مزيد من المعلومات حول هذا الموضوع
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 8149 نقاط : 19367 تاريخ التسجيل : 14/11/2011
| موضوع: رد: كائن قد يحل لغزاً مستعصياً بعلم الإنسان الجمعة يونيو 10, 2016 2:49 pm | |
|
لقد أصبحت نظرية التطوّر تمثّل جوهر مفهومنا الذي يفسّر أصل الإنسان. وقد أصبحت هذه النظرية مقبولة في جميع أنحاء العالم اليوم مما جعلتها تؤثّر بشكل كبير في قولبة طريقة تفكيرنا، إن كان بما يتعلّق بالحياة بشكل عام ونظرتنا تجاه أنفسنا بشكل خاص. لكن حسب الكثير من الباحثين المستقلين (كما رأينا وما سوف نراه لاحقاً)، يبدو أن نظرية داروين حول تطوّر الإنسان من القرد كانت ولازالت تواجه مشاكل جدية وحاسمة. إن ما تعرفتم عليه حتى الآن ليس سوى جزء بسيط من العيوب والنواقص التي تشوب المنطق الدارويني، وما سيأتي لاحقاً هو أكثر أهمية.
رغم الحقائق الأثرية السابقة التي تثبت أن الإنسان العصري عاش في عصور جيولوجية سحيقة، إلا أن هذه الحقائق لم تجيب على السؤال الأكثر أهمية: هل كان "أشباه القرود" هم نفسهم "أسلافنا الأوائل"؟
أليس الإنسان القديم كان مظهره يشبه القرد؟.. ألا يتطلّب التّحول الذي أوصلنا إلى مظهرنا الحالي مئات الآلاف أو حتى ملايين السنين؟.. وغيرها من تساؤلات.. من أجل الإجابة على هكذا تساؤلات، وجب أولاً التعرّف على بعض الحقائق الجديدة التي ستساهم في توضيح مجموعة كبيرة من النقاط المهمة. فمثلاً، بما يتعلّق بالعصور الطويلة التي أقرّ بها العلماء (لكي تناسب نظرية التطوّر التدريجي البطيء) والتي دامت ملايين السنين، فهي مجرّد افتراضات ليس لها أي أساس من الصحة. لكن وجب الاعتراف بأنّها تبدو مقنعة لدرجة كبيرة جداً، ذلك بفضل الإخراج الفني الرائع والأسلوب الأكاديمي المُقنع.
شاهد معظمنا تلك الرسوم البيانية في الكتب العلمية التي تظهر العصور الجيولوجية, منذ ظهور أول شكل بسيط للحياة حتى ظهور الإنسان. لكن هذه الخرائط البيانية, التي حضّرت باجتهادٍ فائق, لا يمكن أن تكون قريبة من الحقيقة. إنها افتراضية بشكل كبير. إنهم يفترضون أنّ نظريّة النّشوء صحيحة ويبنون علومهم على هذا الأساس. ويفترضون أنّ طبقات الأرض كانت مستقرّة في شكل ثابت، على مرّ العصور ولفترة طويلة من الزمن. لقد افترضوا، بكل ثقة، أنّ النّشاط المتماثل للطّبيعة لم ينتهِ أبداً بكارثة أو حدث ما قام بقلب الأرض رأساً على عقب في إحدى الفترات، أو على الأقل في مرات عديدة. سوف نتعرّف على هذا الموضوع بالتفصيل في أحد الفصول المقبلة (التزاماً بتسلسل المواضيع)، حيث هناك أمور كثيرة وجب التعرّف عليها قبل الانتقال إلى هذا الموضوع بالذات (ذلك لسهولة استيعاب الموضوع بطريقة أسهل). أما بخصوص أسلاف الإنسان، والتي يُفترض بأنهم "أشباه قرود"، فهناك حقائق كثيرة تثبت بوضوح أن تلك المخلوقات تختلف عن الإنسان تماماً حيث يبدو أنها تنتمي لفصائل أخرى ليس لها علاقة بفصيلة البشر. هناك عدد كبير من الاكتشافات لأثرية التي تشير بوضوح إلى حقيقة أن الإنسان العصري كان معاصراً لما نسميه بالنياندرتالي Neanderthal، كما تعرّفنا سابقاً على آثار للإنسان العصري والتي تعود لعصور جيولوجية سحيقة. فهناك خصائص جماجم كانت قد وجدت في طبقة صخرية قديمة في بريطانيا, فرنسا, ألمانيا, هنغاريا, أثيوبيا, تنزانيا, وفي الشّرق الأوسط.. جميعها مطابقة لخصائص الإنسان الحديث. وفي بعض الأماكن وجدت هياكل عظمية مطابقة تماماً للإنسان الحديث في طبقة صخرية تحت الطبقة التي تحتوي على هياكل عظمية تابعة للإنسان النياندرتالي (أي أن هياكل مشابهة للإنسان العصري أقدم من تلك التابعة للإنسان النياندرتالي بكثير). في أستراليا مثلاً, حصل اكتشاف مذهل شمل كل من الإنسان المعاصر والإنسان النّياندرتالي في موقع واحد، أي كان هذان النوعان معاصران لبعضهما البعض. وفي أوروبا، حصل اكتشاف آخر مذهل، حيث وُجد إنسان نياندرتالي مدفوناً في أحد القبور العائدة للعصور الوسطى وهو يرتدي لباس الحرب (درع وقميص من السلاسل) ومدجّج بالأسلحة!
دعونا الآن نترك الاكتشافات الأثرية قليلاً للبحث في مكان آخر عن إثباتات تشير بوضوح إلى أن الإنسان وأسلافه "أشباه القرود" كانا ولا زالا معاصرين لبعضهما البعض. وجب أن نبدأ بالنظر بجدية إلى كل تلك الروايات التي تؤكّد صحّة هذا الأمر، حيث تشير إلى واقع غريب على معظمنا لكنه موجوداً على أي حال. فيما يلي اقتباس آخر من كتاب "علم الآثار المحظور"، حيث يلفت الكاتبان الانتباه إلى موضوع غير مألوف لدى الأغلبية، وغير رسمي من الناحية الأكاديمية، لكن هذا لا يجعله مجرّد من الأهمية البالغة. هذا إذا أردنا فعلاً التعرّف على الحقيقة بخصوص اللغز الكبير المتعلّق بأصولنا الحقيقية ومن أين جاءت فكرة أسلافنا القرود.
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 8149 نقاط : 19367 تاريخ التسجيل : 14/11/2011
| موضوع: رد: كائن قد يحل لغزاً مستعصياً بعلم الإنسان الجمعة يونيو 10, 2016 2:50 pm | |
|
الكريبتوزولوجيا
CRYPTOZOOLOGY
بالنسبة لبعض الباحثين، فإن دراسة والبحث عن مخلوقات غريبة، مثل أشباه القرود (أو البشر المتوحّشين) الذين نحن بصددهم، تنتمي لفرع علمي رسمي يُسمى الكريبتوزولوجيا Cryptozoology، وهو مصطلح أوجده عالِم الحيوان الفرنسي "بيرنارد هوفلمانز" Bernard Heuvelmans، ومهمة هذا الفرع العلمي هي التحقيق (وفق أساليب علمية) في فصائل حيوانية تم التبليغ عن وجودها لكن دون أن توثّق بشكل رسمي. جاء المصطلح Cryptozoology من مجموع كلمتين: Crypto و zoology، الأولى هي كلمة يونانية في الأصل (kryptos) وتعني "خفي" أو "غامض"، وطبعاً الثانية تعني "علم الحيوان"، وبالتالي فالمصطلح يعني حرفياً: البحث في الحيوانات الغامضة أو الخفية.
يوجد اليوم جمعية دولية للكريبتوزولوجيا، ويتألف مجلس الإدارة من شخصيات مرموقة علمياً، حيث يضمّ علماء أحياء biologists، علماء حيوان zoologists، علماء جيولوجيا ومستحاثات paleontologists ، وجميعهم من جامعات ومتاحف مشهورة حول العالم. الهدف الرئيسي لهذه الجمعية هو كما ورد في المجلة الخاصة بها (مجلة Cryptozoology) ويتمثّل بما يلي:
".. بحث ودراسة، وتحليل، ونشر، ومناقشة كافة المسائل المتعلقة بحيوانات ذات أشكال وأحجام غير متوقعة أو غير مألوفة، أو ظهرت في أوقات وأماكن غير متوقعة.."
وكل إصدار نموذجي لهذه المجلة يحتوي على مقال أو اثنين، من المقالات المكتوبة من قبل العلماء، ويتناول موضوع أشباه القرود ape men أو أشباه البشر hominid أو إنسان الوحش wildman.
هل يُعقل أنه لا زال هناك فصيلة "أشباه بشر" hominid على هذا الكوكب؟ قد يجد الكثيرون هذه الفكرة مستحيلة، وذلك لسببين: أولهما هو أنهم يفترضون بأن كل شبر من سطح الأرض قد مسحه واستكشافه. والسبب الثاني هو أنهم يعتقدون بأن العلماء على إلمام تام بكافة أنواع الحيوانات الحيّة على وجه الأرض. في الحقيقة، فإن كلا الافتراضين خاطئين تماماً، والأسباب هي:
ـ أولاً، حتى في بلاد متقدمة مثل الولايات المتحدة، هناك الكثير من المناطق الواسع وغير المأهولة. وخاصة المنطقة الشمالية الغربية من تلك البلد، والتي لازالت تمثّل منطقة واسعة من الغابات الكثيفة والسلاسل الجبلية الشاهقة، والتي رغم مسحها من الجو إلا أنها لم تُخترق براً من قبل أي إنسان.
ـ ثانياً، لازال هناك عدد مدهش من فصائل حيوانات جديدة المُكتشفة سنوياً، وتُقدّر الإحصاءات الرسمية بأن العدد يقارب 5000 سنوياً. وطبعاً، فإن 4000 من هذه الفصائل الجديدة هي من الحشرات.
ويعلّق البروفيسور "هوفلمانز" على الأمر قائلاً في العام 1983:
".. حتى منذ وقت قريب، أي في وسط السبعينات، لا زال يُكتشف سنوياً حوالي 12 فصيلة جديدة من السمك، 18 فصيلة جديدة من الزواحف، وحوالي 10 فصائل جديدة من البرمائيات، و3 أو 4 فصائل من الطيور.."
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 8149 نقاط : 19367 تاريخ التسجيل : 14/11/2011
| موضوع: رد: كائن قد يحل لغزاً مستعصياً بعلم الإنسان الجمعة يونيو 10, 2016 2:52 pm | |
|
إنسان الوحش الأوروبي
EUROPEAN WILDMAN
يعود تاريخ التقارير عن إنسان الوحش إلى عصور غابرة. هناك الكثير من التُحف الفنية العائدة للإغريق والرومان والقرطاجيين والأتروسكان والتي تظهر صوراً لمخلوقات بشرية تشبه القرود. نحن لا نتحدث هنا عن شخصيات أسطورية مجنّحة أو ما شابه من مخلوقات خرافية، بل عن أشباه قرود يكسو الشعر وجوههم وكامل أجسامهم. فمثلاً، في متحف ما قبل التاريخ في روما، إيطاليا، هناك قدر فضّي يعود لعصر الإتروسكان، ومرسوم عليه، إلى جانب الصيادين من البشر يركبون الأحصنة، صورة مخلوق ضخم شبه آدمي أو شبه قرد.
ظهر إنسان الوحش في الكثير من النقوش خشبية ومعدنية الأوروبية طوال فترة العصور الوسطى، استمروا في تصوير أشباه القرود في الفنون والهندسة الأوروبية. وهناك صفحة من كتاب الزبور التابع للملكة ماري، والمؤلف في القرن الرابع عشر، تصوّر بوضوح مخلوق آدمي شبه قرد يتعرّض لهجوم مجموعة من الكلاب.
مخلوق آدمي شبه قرد يتعرّض لهجوم مجموعة من الكلاب، يظهر في صورة من كتاب الزبور التابع للملكة ماري
شمال غربي أمريكا الشمالية
مخلوق الساسكواتش Sasquatch
على مرّ قرون طويلة، كان هنود شمال غربي الولايات المتحدة وكندا يؤمنون بوجود الإنسان الوحش، والذي أشاروا إليه بأسماء عديدة، أشهرها "ساسكواتش" Sasquatch.
في العام 1792م، كتب عالِم النبات الأسباني "خوسيه ماريانو موزينو" Jose Mariano Mozino، خلال وصفه لهنود "نوتكا" القاطنين في جزيرة فانكوفر، كندا، قائلاً:
".. لا أعرف ماذا أقول عن "ماتلوكس" Matlox، وهو كائن يسكن منطقة الجبال، والذي يثير الرعب لدى الجميع بطريقة لا تُصدّق. يوصفون جسمه بأنه وحشي المظهر ومكسواً بشعر كثيف. رأسه مشابه لرأس الإنسان، لكن له أنياب أكبر وأكثر حدّة من أنياب الدبّ. ذوارعه طويلة جداً، وأصابع يديه ورجليه مُسلّحة بخوالب طويلة منحنية.."
وقد ذكر الرئيس الأمريكي السابق "تيودور روزفلت" Theodore Roosevelt تقريراً مثيراً عن "إنسان الوحش" في كتابه المنشور عام 1906م، والذي بعنوان "صياد البراري" The Wilderness Hunter. حصلت الحادثة في جبال "بيترروت" Bitterroot، بين "إيداهو" و"مونتانا" (مع العلم أن البلاغات المتنوعة عن "إنسان الوحش" لازالت تخرج من هذه المنطقة حتى اليوم). حسب ما روى "روزفلت"، في بدايات القرن التاسع عشر، كان صياداً يُدعى "بومان" يستكشف مع رفيقه منطقة موحشة وبعيدة في البرية.
تعرّض مخيّمهم عدة مرات لهجوم مخلوق غير معروف، في الليل حيث لم يستطيعوا تمييز المهاجم، وفي النهار حيث كانوا غائبين عن المخيّم. في أحد الأيام، عاد "بومان" إلى المخيّم ليجد رفيقه مقتولاً، ويبدو واضحاً أن ذلك المخلوق قتله. لكن هذا المخلوق ترك وراءه آثار أقدامه، والتي تشبه تماماً أقدام الإنسان. وبخلاف الدبّ، الذي يمشي على أربعة أرجل، هذا المخلوق مشى على رجلين فقط.
إذا اعتبرنا هذه الرواية بأنها الوحيدة، لا يمكننا أخذها بجدية أو كدليل على وجود "إنسان الوحش" في أمريكا الشمالية، لكن بعد أن ننظر إليها على أنها من بين عدد لا متناهي من التقارير الأكثر إثارة، حينها يمكن أن نوليها المزيد من الاهتمام والأهمية.
في الرابع من أيار، عام 1884م، نشرت صحيفة "ذي كولونيست" the Colonist، في فيكتوريا، بريتش كولومبيا، رواية تتحدث عن مخلوق غريب وقع في الأسر بالقرب من بلدة "يال" Yale. ورد في التقرير ما يلي:
".. كان جاكو Jacko، وهو الاسم الذي نسبوه للمخلوق، قريب من نوع الغوريلا، يبلغ طوله 4 أقدام و7 بوصة، ويزن 127 رطل. كان لديه شعر طويل وأسود، ويشبه الإنسان تماماً ما عدا استثناء واحد، كامل جسده، ما عدا يديه ورجليه، مكسواً بالشعر الكثيف والذي بطول واحد بوصة تقريباً. ذراعه أطول من ذراع الإنسان العادي، كما أنه يحوز على قوة عضلية استثنائية.."
يبدو واضحاً أن المخلوق لم يكن غوريلا، حيث أن وزنه خفيف. وقد يقترح البعض بأنه مجرّد شيمبانزي. لكن هذه الفكرة أيضاً استُبعدت تماماً حيث كان هناك أشخاص متعلمين قابلوا المخلوق شخصياً وأكّدوا أنه يختلف تماماً عن كل ما هو مألوف.
في العام 1961م، ذكر عالِم الحيوان "إيفان أندرسون" Ivan Sanderson بأن:
".. هناك تعليق صدر من صحيفة أخرى بعد نشر الرواية بأيام، وقد تساءل المُعلّق.. كيف يُمكن لأحد أن يقترح بأنه من المُحتمل أن يكون جاكو Jacko مجرّد شيمبانزي عادي وقد هرب من السيرك؟!.."
هناك المزيد من التقارير عن مخلوقات مشابهة لـ"جاكو" والتي جاءت من نفس المنطقة. فمثلاً، "ألكسندر كالفيلد أندرسون" Alexander Caulfield Anderson، وهو مهندس موظّف في قسم مسح الأراضي في شركة "هدسن باي"، بلّغ عن مخلوقات شبه آدمية، كثيفة الشعر، هاجمت الفريق الهندسي عدة مرات من خلال رشقهم بالحجارة، وذلك خلال مهمة مسح هندسي لأحد المناطق النائية في عام 1864م.
في العام 1901م، "مايك كينغ" Mike King، وهو خشّاب معروف جيداً، كان يعمل في إحدى المناطق المعزولة شمالي جزيرة "فانكوفر". بعد أن اقترب "كينغ" إلى حافة أحد الجروف الصخرية، لمح مخلوقاً شبه آدمي مكسواً بفرو بني/أحمر. كان المخلوق قابعاً على ضفة جدول من الماء ويغسل بعض الجذور النباتية ويوزعها على كومتين متموضعتين بجانبه. ثم غادر المخلوق المكان جارياً وكأنه إنسان عادي. أما آثار الأقدام التي فحصها "كينغ" فكانت متطابقة لأقدام الإنسان، ما عدا خاصية واحدة، وهي أن هذه الأقدام طويلة جداً ولها أصابع متباعدة.
في العام 1941م، واجه عدة أفراد من عائلة "شابمان" Chapman "إنساناً وحشياً" في "روبي كريك"، بريتش كولومبيا. في أحد فترات الظهيرة المشمسة الصيفية، سمعت السيدة "شابمان" صوت ابنها البكر يناديها محذراً إساها من اقتراب حيوان ضخم من المنزل خارجاً من الحرش. في البداية، ظنّت بأنه دباً كبيراً. لكن بعدها، أصابها الرعب الشديد، حيث تأكدت من أنه رجلاً عملاقاً مكسواً بالشعر الكثيف ذات اللون البني/الأصفر. بلغ طول الشعر حوالي 20 سم. سار المخلوق نحو المنزل مباشرة، وما كان على السيدة "شابمان" سوى جمع أولادها الصغار والهروب بسرعة نحو القرية الواقعة بعيداً في أسفل الجبل.
في تشرين أوّل من العام 1955م، السيد "وليام روي" Mr. William Roe، الذي أمضى مُعظم حياته يصطاد الحيوانات البرية ومراقبة سلوكها، واجه "إنساناً وحشياً". حصلت الحادثة بالقرب من بلدة تُدعى "تيت جوان كاتش" Tete Jaune Cache، بريتش كولومبيا. في أحد الأيام، حسبما يروي السيد "روي"، مُقسماً بأن ما يقوله صحيح، تسلّق إلى قمة جبل "ميكا" إلى منجم قديم مهجور ورأى، على بعد 68 متر، ما اعتقده في البداية دباً. عندما خرج المخلوق من بين الأحراش نحو مساحة مفتوحة، أدرك السيد "روي" بأنه كان شيئاً مختلفاً، وقال:
".. كان انطباعي الأوّل أنه رجلاً ضخماً، طوله 6 أقدام وعرضه 3 أقدام، وربما يزن حوالي 300 رطل. كان مكسواً من رأسه حتى قدمه بشعر أسود/بنّي. لكن مع اقترابه أكثر، أدركت من خلال ملاحظة ثدايا الصدر بأنه أنثى.."
في العام 1967م، في منطقة "بلوف كريك" Bluff Creek، شمالي كاليفورنيا، استطاع "روجر باترسون" Roger Patterson و"بوب غيملين" Bob Gimlin أن يصوّرا فيلماً قصيراً يظهر فيه أحد المخلوقات المعروفة في تلك المنطقة بـ"ساسكواتش" Sasquatch. كما أنهما صوّرا أفلام لآثار أقدام المخلوق بعد رحيله، وظهر أن طول قدمه 36.8 سم وعرضها 15.2سم. أما طول المخلوق، فقُدر بحوالي 2.2 متر.
صورة مأخوذة من الفيلم: المخلوق يهرب مسرعاً من الموقع بعد أن لاحظ وجود البشر
لقد ظهر عدة آراء حول هذا الفيلم. ففي الوقت الذي زعمت بعض السلطات العلمية بأنه خدعة واضحة، كان البعض الآخر يعتقد بأنه يمثّل دليلاً جيداً على حقيقة وجود هذا الكائن الأسطوري. وهناك آراء أخرى مختلطة.
قام الدكتور "د.و. غريف" Dr. D. W. Grieve، وهو خبير تشريح متخصص في المشي الإنساني، بدراسة الفيلم جيداً وعلّق عليه قائلاً:
".. لقد تراوحت انطباعاتي الشخصية بين القبول الكامل لحقيقة وجود الساسكوانش على قاعدة أن الفيلم يصعُب تزويره، وبين الرفض العاطفي غير العقلاني لوجود هذه الظاهرة لأنها غير مألوفة.."
أما عالمة الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) "مايرا شاكلي" Myra Shackley، من جامعة "ليستر"، فقد لاحظت بأن الرأي الإجماعي على هذا الفيلم يشير إلى أنه مزوراً، لكنها أضافت: ".. لكن إذا كانت العملية كذلك بالفعل، فهي محترفة وذكية جداً.."
لكن في الحقيقة، يمكن اللجوء إلى هذا النوع من التفسيرات لدحض واستبعاد أي نوع من الإثباتات العلمية مهما كانت. فكل ما على الفرد فعله هو اللجوء إلى أحد المحترفين في الكشف عن التزوير ومن ثم يخضع كل ما نتعلّمه في المدرسة للفحص والاختبار. لذلك، وجب اللجوء للخبراء في التزوير فقط عندما يكون هناك دليل قاطع على التزوير. وأكبر مثال على هكذا حالات هو قضية "بلتداون" Piltdown (بقايا شبه إنسان تم اكتشافها في إنكلترا بين 1910 ـ 1912م، وزُعم بأنها تمثّل الحلقة المفقودة، لكن تبيّن بعد 40 سنة من الجدل العلمي والأكاديمي بأنها بقايا مزوّرة). في حالات مماثلة للقضية التي نحن في صددها، الطريقة النموذجية التي وجب إتباعها هي محاولة تقليد ما يُزعم بأنه تزوير، مع العلم بأنه حتى النجاح في تقليد التزوير قد لا يعني في حالات كثيرة أخرى بأن الأمر خدعة.
أما بما يتعلّق ببصمات أقدام مخلوقات الساسكواتش، فقد خضعت لدراسة مكثّفة من قبل شهود مستقلين (من بينهم خبراء)، وبلّغوا عن المئات من المواقع التي تحتوي على هذه الآثار، وهناك من بينها 100 حالة تم تصويرها وتوثيقها. لكن مع ذلك، لا زال النقّاد يؤكّدون بأن كل هذه الآثار مزوّرة. مع العلم بأن مُعظم هؤلاء المتشككين يخرجون باستنتاجاتهم بينما هم جالسون في مقاعدهم المريحة، دون تكليف أنفسهم بالنزول إلى موقع الآثار وفحصها بشكل عملي. والمشكلة هو أن هذا النوع من الأشخاص الأكاديميين يمثلون أصحاب الصوت المسموع والمأخوذ به رسمياً وجدياً. لكن على الجانب الآخر، وجب التسليم بأن هناك فعلاً حالات كثيرة مزوّرة، وحتى الداعمين لفكرة وجود الساسكواتش يعترفون بها. لكن هل ها يعني أن كل الآثار هي مزوّرة؟
في العام 1973م، صرّح "جون.ر. نابير" John R. Napier، وهو عالِم تشريح بريطاني مُحترم، قائلاً بأنه:
".. لو كانت كافة آثار الأقدام مزوّرة فعلاً، فوجب علينا إذاً التسليم بحقيقة وجود شبكة مافياوية (مافيا) منظّمة جداً، ، ولها خلايا في كل مكان بحيث قامت بتنظيم عمليات التزوير هذه، وفي مساحة واسعة تمتدّ من سان فرانسيسكو (أمريكا) حتى فانكوفر (كندا).."
يؤكّد "نابير" بأنه وجد آثار الأقدام التي فحصها بنفسه "مقنعة من الناحية البيولوجية"، وكتب يقول:
".. الدلائل التي فحصتها تقنعني بأن بعض تلك الآثار هي حقيقية، وأن شكلها يسبه آثار أقدام بشرية... أنا مقتنع تماماً بأن الساسكواتش موجود فعلاً.."
كان "غروفر.س. كرانتز" Grover S. Krantz، وهو عالم أنثروبولوجيا من جامعة واشنطن، في البداية من بين المتشككين بخصوص التقارير التي تناولت مخلوقات الساسكواتش. من أجل التأكّد من حقيقة وجود هذا المخلوق فعلاً، أجرى "كرانتز" دراسة تفصيلية لأثار أقدام اكتُشفت عام 1970م في منطقة تقع شمال شرق ولاية واشنطن. من خلال إعادة تصميم هيكل عظمي افتراضي لبصمة القدم، لاحظ بأنه كان موقع الكاحل أكثر تقدماً للأمام بالمقارنة مع قدم الإنسان. بعد الأخذ بعين الاعتبار طول مخلوق الساسكواتش البالغ، حسب التقارير التي وصفته، استخدم "كرانتز" معرفته وخبرته الخاصة في الأنثروبولوجيا الجسدية لحساب المسافة التي يمكن لموقع الكاحل أن يتقدم بها إلى الأمام فيالقدم.
بعد العودة إلى بصمات القدم، وجد أن موقع الكاحل الذي استنتجه يتطابق مع موقعه في بصمة القدم. قال "كرانتز" معلقاً:
".. حينها تيقّنت بأن هذه الظاهرة حقيقية.. ليس هناك أي إمكانية للمزوّر أن يعلم كيف يحدّد موقع الكاحل بهذه الدقّة.. لقد تطلّب الأمر شهرين كاملين من البحث والدراسة قبل الخروج بهذه النتيجة، لذلك وجب أن تتأمّلوا كم وجب أن يبلغ ذكاء المزوّر قبل القيام بهذه الخدعة.. إنها آثار حقيقية ولا مجال للتزوير هنا.."
موقع الكاحل في قدم مخلوق الساسكواتش أكثر تقدماً للأمام بالمقارنة مع قدم الإنسان
لقد قام كل من "كرانتز" والخبير "جون غرين" John Green، الخبير في هذا المجال، بكتابة العديد من التقارير العلمية التي تتناول آثار الأقدام في أماكن متعددة من أمريكا الشمالية والتي تمثّل دليلاً قاطعاً على وجود مخلوق الساسكواتش في تلك المناطق. يبلغ متوسّط الطول النموذجي لبصمة القدم التي خلّفت تلك الآثار بين 14 إلى 18 بوصة، ويبلغ عرضها بين 5 و9 بوصة. وهذا يعني أن مسطّح قدم المخلوق أكبر من قدم الإنسان بثلاثة أو أربعة أضعاف. لهذا السبب اشتهر هذا المخلوق بالاسم "بيغ فوت" Bigfoot (أي القدم الكبيرة). قدّر "كرانتز" بأنه من أجل صنع آثار أقدام مزوّرة متطابقة تماماً مع آثار الأقدام الأصلية، أنت بحاجة إلى وزن يبلغ 700 رطل لغرس البصمة في الأرض كما تفعل أقدام المخلوق الحقيقي. أي أن رجل عادي، يبلغ وزنه 200 رطل، يحتاج أن يحمل 500 رطل إضافي لكي يصنع بصمات أقدام جيّدة.
لكن هذا ليس سوى بداية سلسلة طويلة من الشروط. حيث من أجل أن ينجح الشخص في التزوير، هو بحاجة لأن يسير بهذا الوزن الثقيل مسافة تتراوح بين ربع ميل وعدة أميال، حسب الأوصاف التي قدمتها تقارير الاكتشافات. وبالإضافة إلى أن خطوة مخلوق الساسكواتش (المسافة الفاصلة بين بصمة القدم والأخرى) يتراوح طولها بين 4 و6 أقدام (بينما يبلغ طول خطوة الإنسان العادي 3 أقدام تقريباً).
حاول أن تمشي مسافة ميل واحد، حاملاً 500 رطل على ظهرك، وبخطوات طويلة تبلغ 5 أقدام.. هل تستطيع فعل ذلك؟ لقد لجأ المتشككين إلى تفسير آخر للعملية: لقد اقترحوا وجود آلة خاصة مُصممة لطبع هذه البصمات ووفق المواصفات والشروط المذكورة سابقاً. علّق العالِم "جون.ر. نابير" John R. Napier على هذا الاقتراح قائلاً: ".. لكن جهاز أو آلة كهذه، والتي من المفروض أن تضغط وزن بقيمة 800 رطل ضمن مساحة كل قدم مربعة، والتي يديرها إنسان ويسير بها عبر مناطق جبلية وعرة تُعتبر غير منطقية إطلاقاً.."
بعض آثار الأقدام المُبلّغ عنها كانت موجودة في أرض مكسوة بالثلج، مما مكّن الباحثين من التأكّد من عدم وجود أي آثار أخرى مهما كان نوعها (تابعة لإنسان أو آلة أو ما شابه). وفي بعض الحالات، كانت المسافات بين أصابع الأقدام تتفاوت مما يشير إلى تغيير وضعيتها خلال المشي، أي أن كل بصمة قدم كانت مميّزة عن الأخرى، وهذا يستبعد تماماً وجود أي آلة تطبع بصمات متطابقة. وهذا يعني أن المزوّر الذي يرغب في القيام بهذه العملية يحتاج إلى عشرات القوالب المختلفة لصناعة بصمات أقدام مختلفة. هل يستحقّ الأمر كل هذا العناء؟ لو كانت من صنع مزوّر، ماذا يستفيد من هذه العملية الصعبة وشبه المستحيلة أحياناً؟
بالاعتماد على مواصفات عدد كبير من الشهود، تم الاتفاق على تحديد
كافة المظاهر والمواصفات المميّزة لمخلوق الساسكواتس.
في 10 حزيران، 1982م، شاهد "بول فريمان" Paul Freeman، وهو شرطي غابات، في إحدى دورياته في إحدى غابات ولاية واشنطن، مخلوق شبه
آدمي كثيف الشعر يبلغ طوله 8 أقدام، يقف على مسافة تبعد عنه حوالي 50 متر. بعد 30 ثانية تقريباً، استدار المخلوق ورحل بعيداً. تم استدعاء الباحث "كرانتز" لدراسة آثار أقدام المخلوق، فوجد في البصمات تفاصيل دقيقة جداً لدرجة أنها تظهر تعرّجان سطح الجلد (مسامات جلدية)، ومظاهرأخرى لا يمكن أن تكون سوى طبيعية تماماً. فقد أشارت المظاهر التفصيلية للسطح الجلدي المطبوع على جوانب بصمة القدم إلى أن القدم كانت مرنة ومتحرّكة.
في وجه كل هذه الدلائل الثابتة والموثّقة، لماذا يبقى معظم علماء الأنثروبولوجيا وعلم الحيوان صامتون بخصوص موضوع الساسكواتش؟ يقول "كرانتز" موفراً الجواب: ".. إنهم خائفون على سمعتهم ووظائفهم.."
وقد صرّح "نابير" بشكل مماثل:
".. إحدى المشاكل، وربما تكون أعظمها، في التحقيق بمشاهدات مخلوق الساسكواتش تتمثّل بالمعاملة المشبوهة التي يتلقاها المدعين بمشاهدتهم لهذا المخلوق من زملاءهم وجيرانهم ومعارفهم بشكل عام. إن الاعتراف بالخوض بهذه التجربة غير المألوفة (مشاهدة الساسكواتش) تُعتبر في بعض المناطق مُخاطرة بالسمعة والمركز الاجتماعي والمصداقية المهنية.."
وقد ذكر "نايبر" مثالاً على هذه الحالة، فروى قضية خبير جيولوجي مُحترم يعمل في إحدى شركات البترول، والذي تحدث عن تجربته غير المألوفة (مشاهدة هذا المخلوق) لكنه أصرّ على عدم الكشف عن اسمه خوفاً من تخلي الشركة عن خدمته. وفي هذا السياق، صرّح "رودريك سبراغ" Roderick Sprague، وهو أستاذ أنثروبولوجي من جامعة إداهو، مبدياً رأيه بشخص "كرانتز" قائلاً:
".. إن إرادة كرانتز الحرّة التي قادته إلى البحث في هذا المجال بانفتاح ودون وجل، هي ذاتها التي كانت السبب الرئيسي في فقدانه لاحترام الكثير من زملاءه وبالإضافة إلى حرمانه من الترقية في مناصب أكاديمية كثيرة.."
إن مُعظم التقارير عن مشاهدات مخلوق الساسكواتش تأتي من شمال غربي الولايات المتحدة وبريتش كولومبيا. يقول "نايبر":
".. إن الشخص مُجبر على الاستنتاج والتسليم بحقيقة أن "مخلوق عملاق شبه آدمي" يعيش حالياً في المناطق الموحشة الواقعة شمال غربي الولايات المتحدة وبرتش كولومبيا.."
وهناك أيضاً تقارير عديدة من الأجزاء الشرقية من الولايات المتحدة وكندا. يضيف "نابير" معلقاً:
".. إن وجود هكذا مخلوقات تتجوّل في البراري القريبة منا، ولازالت غامضة وغير موثّقة رسمياً، تُعتبر ضربة قوية لمصداقية الأنثروبولوجيا الحديثة.." وفي الحقيقة، هذه الضربة لا تستثني مصداقية كل من علم البيولوجية، علم الحيوان، والعلم بشكل عام.
طابع بريد من كندا، يصوّر مخلوق الساسكواتش
أسطورة إنسان الوحش
بين الحقيقة والخيال
إنسان الوحش في أمريكا الجنوبية والوسطى
يخرج من غابات المكسيك الجنوبية الكثير من التقارير والروايات التي تتناول مخلوقات تُسمى الـ"سيسيمايت" Sisimite. قال "وندل سكوزن" Wendell Skousen، وهو جيولوجي، بأن شعب الـ"كابولكو" Cubulco القاطنون في "باجا فيراباز" رووا له ما يلي:
".. هناك في الجبال، يعيش بشراً متوحشين عمالقة، يكسو أجسادهم الشعر النّي الكثيف، وليس لهم رقبة، وعيونهم صغيرة، أذرعهم طويلة وأيديهم ضخمة. يتركون آثار أقدام أكبر من أقدام البشر بمرتين.."
الكثير من الشهود بلغوا عن أنه تم مطاردتهم نزولاً من سفوح تلك الجبال من قبل مخلوقات "السيسمايت". لقد ظنّ "سكوزن" في البداية بأن هذا المخلوق هو مجرّد دبّ. لكن بعد إجراء تحقيق طويل مع عدد كبير من الأهالي المحليين، استنتج في النهاية بأنه كان مخطأً حيث هناك فعلاً مخلوق شبه آدمي وليس دبّ.
وهناك تقارير عن مخلوقات مشابهة في غواتيمالا، حيث، كما يُقال، تخطف النساء والأطفال. وفي دولة "بليز" Belize أيضاً يتحدث الناس عن مخلوقات شبه آدمية يسمونها بـ"دوانديز" Dwendis، والتي تسكن الأدغال في جنوبي البلاد. جاء الاسم "دوانديز" من كلمة أسبانية Duende ومعناها الحرفي هو "غول".
كتب "إيفان أندرسن" Ivan Sanderson، الذي أجرى أبحاثاً حول هذا الموضوع في "بليز"، قائلاً:
".. لقد قال لي العشرات بأنهم شاهدوا تلك المخلوقات بأم عينهم، ومعظم الشهود كانوا رجالاً متعلمين كانوا يعملون في منظمات مسؤولة مثل وزارة الغابات، والذين درس معظمهم في أوروبا أو الولايات المتحدة. أحد الموظفين في إدارة أمن الغابات وصف هذه المخلوقات بالتفصيل حيث لاحظ عدة مرات بأن اثنين من هذه المخلوقات كانت تراقبه سراً خلال سيره على حدود إحدى المحميات الحرشية بالقرب من سفوح جبال مايا.."
وُصفت هذه المخلوقات بأن طولها يتراوح بين 3.5 قدم و4.5 قدم، أجسامها متناسقة، لكن أكتافها ثقيلة وأذرعها طويلة، يكسوها الشعر الكثيف، ووجوهها مسطّحة ومائلة للأصفر، وشعر الرأس متساوي الطول مع باقي شعر الجسم، باستثناء منطقة الرقبة نزولاً إلى منتصف الظهر. يبدو أن مخلوقات "الدوانديز" تنتمي لفصيلة مختلفة عن مخلوقات "الساسكواتش" الموجودة في شمال غرب أمريكا الشمالية.
من مناطق "الغويانا" Guianas في أمريكا الجنوبية، تأتي بلاغات عن وحوش شبه آدمية تُسمى "ديدي" Didis. وقد سمع المستكشفون الأوائل عن الكثير من البلاغات التي صرّح بها الهنود المحليين والمتناولة لهذه المخلوقات. وقد وصفوها بأن طولها يبلغ حوالي 5 أقدام، منتصبة القامة، ويكسوها الشعر الأسود الكثيف.
في العام 1931م، سمع "نيللو بيشاري" Nello Beccari، وهو عالم أنثروبولوجيا من إيطاليا، رواية تتعلق بمخلوقات "الديدي" من السيّد "هاينز" Haines، وهو المفوض الأعلى في دولة "غويانا البريطانية" British Guiana. روى "هاينز" قائلاً:
".. في العام 1910، كان يسير في الأدغال بجانب نهر كوناواروك، وهو رافد يتصّل بنهر إيسيكويبو قبل التقائه برافد بوتارو، ثم صادف فجأة مخلوقين غريبين، وقفا على أقدامهما بانتصاب بعد أن شاهداه. كان لديهما ملامح بشرية، لكنهما مكسوان تماماً بشعر كثيف أحمر/بنّي... راح المخلوقان يتراجعان ببطء نحو الغابة إلى أن اختفيا تماماً.."
بعد تقديم أمثلة كثيرة مشابهة في كتابه الذي يتناول "إنسان الوحش"، كتب "ساندرسن"Sanderson يقول:
".. إن الحقيقة الأكثر وضوحاً بخصوص كافة هذه البلاغات القادمة من دولة "غويانا" هي أنه ليس هناك أي من الشهود الذين بلغوا عن مشاهداتهم المختلفة أشاروا أو لمّحوا إلى إمكانية أن تكون هذه المخلوقات مجرّد قرود أو سعادين أو غيرها من مخلوقات مشابهة مألوفة في تلك الأدغال. ففي كافة البلاغات، تم وصف المخلوقات بأنها عديمة الذيل، تقف منتصبة، ولها خواص قريبة جداً من البشر.."
من السفوح الشرقية من جبال الأنديز في دولة الأكوادور، تأتي تقارير عن مخلوق الـ"شيرو" Shiru، وهو مخلوق شبه آدمي صغير الحجم، مكسواً بالفرو، ويبلغ طوله بين 4 إلى 5 أقدام فقط. أما في البرازيل، فيتحدث الناس عن مخلوق الـ"مابينغواري" Mapinguary، وهو مخلوق شبه آدمي يخلف وراءه بصمات أقدام شبه إنسانية لكن حجمها كبير جداً، ويُقال بأنها تخطف الماشية في المزارع النائية.
مخلوقات "الياتي" في الهيمالايا
تحتوي كتابات الشخصيات الرسمية البريطانية، التي سكنت مناطق الهيمالايا في الهند خلال القرن التاسع عشر، الكثير من الروايات المتنوعة عن مشاهدات آثار أقدام تابعة لوحوش شبه آدمية معروفة لدى السكان المحليين باسم "ياتي" Yeti.
أوّل من ذكر مخلوق الياتي في كتاباته كان "ب.هـ. هودغسون" B. H. Hodgson، الذي عُيّن مندوباً سامياً بريطانياً في البلاط النيبالي Nepal من 1820 حتى 1843م. تحدث "هودغسون" بأنه خلال رحلة عبر شمالي نيبال أصيب الحاملون بالرعب بعد مشاهدتهم مخلوق شبه آدمي مكسواً بالشعر وعديم الذيل.
ربما يفترض الكثيرون بعد سماع هكذا رواية (وقد تم توثيق المئات منها بعد تلك الفترة) بأن النيباليين أخطؤوا في تمييز حيوان عادي فظنوا بأنه الـ"ياتي". والكائنات التي يمكن أن يخطئ الشخص في تمييزها قد تكون الدببة، أو سعدان اللانغور. لكن من الصعب تقبّل فكرة أن السكان المحليين في الهيمالايا، والذين يألفون جيداً الحيوانات البرية في تلك المناطق، يمكن أن يقعوا في هكذا أخطاء في التمييز.
مخلوق الياتي كما تصورّه الباحث "بيرنارد هوفيلاندز"
تقول عالمة الأنثروبولوجيا "مايرا شاكلي" Myra Shackley بأنه يمكن إيجاد مخلوقات الـ"ياتي" في الرسومات الدينية في التبيت ونيبال، والتي تصوّر أنواع كثيرة من الحيوانات المألوفة في تلك البلاد. فتقول:
".. يمكننا أن نجد
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 8149 نقاط : 19367 تاريخ التسجيل : 14/11/2011
| موضوع: رد: كائن قد يحل لغزاً مستعصياً بعلم الإنسان الجمعة يونيو 10, 2016 2:53 pm | |
|
هنا أنواعاً من القرود، الدببة، السعادين، والتي هي مرسومة بشكل منفصل عن مخلوقات شبه آدمية، مما يفترض بأنه ما من خطأ في التمييز (على الأقل في عقول الرسامين) بين هذه الكائنات.."
إحدى الرسومات الدينية في التبيت ونيبال والتي تصوّر مخلوق الياتي
خلال القرن التاسع عشر، أوروبي واحد على الأقلّ بلّغ عن مشاهدته شخصياً لمخلوق مأسور يشبه الـ"ياتي". وقد روى مواطن جنوب أفريقي للدكتورة "شاكلي" ما يلي:
".. منذ سنوات عديدة، روت لي حماتي المرحومة كيف أن والدتها رأت بعينيها ما يمكن أن يكون أحد هذه المخلوقات في موزوري Mussorie الواقعة على سفوح الهيمالايا. كان هذا المخلوق شبه الآدمي يمشي منتصباً، لكن من الواضح أنه أقرب للحيوان من كونه إنساناً، مع شعر كثيف يكسو كامل جسمه. لقد تم أسره في منطقة ثلجية وكان آسروه يقيدونه بالأغلال.."
خلال القرن العشرين، استمرّت مشاهدات الأوروبيين لهذه المخلوقات وآثار أقدامها. وازدادت هذه المشاهدات خلال حملات التسلّق إلى قمم الهيمالايا. في تشرين ثاني من العام 1951م، خلال استكشاف "أريك شيبتون" Eric Shipton للممرات المؤدية إلى جبل "أيفريست" Mt. Everest، وجد بصمات أقدام في بقعة "منلونغ" الجليدية، بالقرب من الحدود بين التبت ونيبال، وذلك على ارتفاع 5.486 م. وقد تتبع "شيبتون" آثار الأقدام لمسافة ميل تقريباً. والصورة الفوتوغرافية المُقرّبة لأحد بصمات الأقدام كانت كافية لإثبات قصته بالنسبة للكثيرين. كانت بصمات الأقدام ضخمة بالفعل. نظر الباحث "جون.ر نابير" John R. Napier في القضية واستبعد إمكانية تشكّل البصمة الظاهر في الصورة كنتيجة لذوبان الثلج. وفي النهاية، اقترح "نابير" بأن هذه البصمة كانت نتيجة أقدام بشرية مطبوعة فوق بعضها. أي قدم حافية وقدم أخرى ذات نعل. كان "نابير" بشكل عام مقتنعاً تماماً بوجود مخلوق الساسكواتش في أمريكا الشمالية (كما أوردت سابقاً)، لكنه كان متشككاً بخصوص الدلائل التي قُدمت لتثبت وجود مخلوق "الياتي" في الهيمالايا، لكن سنرى لاحقاً في الفقرات التالية كيف أدت الدلائل الجديدة إلى ميل "نابير" للاقتناع بوجد هذا المخلوق فعلاً.
الصورة الفوتوغرافية المُقرّبة لأحد بصمات الأقدام التي التقطها "أريك شيبتون"
خلال حملاته المتعددة إلى جبال الهيمالايا في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، قام السير "أدموند هيلاري" Sir Edmund Hillary بتوجيه الانتباه نحو دلائل على وجود مخلوق الياتي، بما في ذلك بصمات أقدام مطبوعة في الثلج. وقد أكّد بأنه في كل حالة تُنسب فيها بصمات أقدام ضخمة لمخلوق الياتي، تكون مدموجة مع بصمات تابعة لحيوانات أخرى مألوفة.
وقد أجاب "نابير" (المتشكك) بخصوص هذه الفكرة قائلاً:
".. لا يمكن لأحد مهما كانت خبرته أن يخطئ في التمييز بين بصمة ذائبة وبصمة حديثة في الثلج. ليس كل البصمات التي رآها شهوداً ذات مصداقية قابلة لأن تُفسّر بهذه الطريقة. لا بد من وجود تفسيرات أخرى لوجود هذه البصمات الضخمة، وطبعاً بما في ذلك إمكانية وجود مخلوقات لازالت مجهولة بالنسبة للعِلم.."
لا يمكن الخطأ في التمييز بين بصمات أقدام المخلوقات المألوفة في منطقة الهيمالايا. فيما يلي هوية البصمات المُرقمة في الصورة:
[1] قدم إنسان. [2] قدم الياتي. [3] قدم غوريلا. [4] قدم سعدان اللانغور. [5] القدم الأمامية للدبّ الأسود [6] القدم الخلفية للدبّ الأسود
وبالإضافة إلى الأوروبيين، هناك الكثير من التقارير التي قدمها السكان المحليون حول مخلوق الياتي. فمثلاً، في العام 1958م، وجد قرويون تيبيتيون بالقرب من بقعة "رونغبوك" الجليدية مخلوقاً من "الياتي" غارقاً في المياه. وقد وردت هذه الحادثة في كتاب الباحثة "مايرا شاكلي" الذي بعنوان "إنسان الوحش". وقد وصف القرويون المخلوق بأنه يشبه الرجل الصغير مع جمجمة رأس مُدببة من الأعلى ويكسو جسمه بالكامل شعراً أحمراً بنياً.
بعض الأديرة البوذية تزعم بأنها تحوز على بقايا مادية تابعة لمخلوق الياتي. أحد البقايا المألوفة لديهم هي فروة الرأس، لكن تلك التي فحصها علماء أوروبيين يعتقدون بأنها تابعة لحيوانات عادية معروفة. في العام 1960، ترأس السير "أدموند هيلاري" حملة استكشافية خاصة لجمع وتقييم دلائل أو بقايا تابعة لمخلوق الياتي، وقد أرسل إلى أوروبا قطعة من الفرو التابعة لذلك المخلوق والمأخوذة من دير "خومجونغ" Khumjung. وقد خرجوا بنتيجة أشارت إلى أن هذه الفروة مصنوعة من جلد "السيرو" وهو نوع من الغزال المألوف في الهيمالايا.
لكن هناك البعض من الذين لم يتفقوا مع نتيجة التحليل. قالت الباحثة "شاكلي" بأنهم: ".. أشاروا إلى نقطة مهمة، وهي أن الشعر التابع لقطعة الفرو بشبه شعر القرد، وأنّ الفروة تحتوي على حشرات طفيلية (مجهرية) تنتمي لفصيلة مختلفة تماماً من تلك التي يمكن إيجادها عادةً في غزال السيرو.."
في الخمسينات من القرن الماضي، حصلت مجموعة من المستكشفين، المموّلة حملتهم من قبل رجل الأعمال الأمريكي "توم سليك"، على عينات من يد مُحنّطة تابعة لمخلوق الياتي، والمحفوظة في "بانغبوتش" Pangboche، التبت. كانت نتائج التحاليل المخبرية غير حاسمة، لكن الباحثة "شاكلي" قالت بأن هذه اليد تبدي مظاهر شبه إنسانية.
في أيار من العام 1957م، روى أحد المحليين من "كاتماندو" Katmandu قصة تتمحور حول رأس تابع لمخلوق الياتي، والذي كان محفوظاً لمدة 25 سنة في قرية "شيلونكا" التي تبعد 50 ميل شمال شرق كاتمندو، نيبال Nepal.
في أيار من العام 1986م، كان "أنتوني ولدريدج" Anthony B. Wooldridge يقوم برحلة جري ماراثونية عبر الهيمالايا في الجانب الشمال شرقي من الهند، باسم إحدى المنظمات الهادفة لتنمية العالم الثالث. وخلال التقدم نحو منحدر ثلجي يغطيه الأشجار بالقرب من "هامكوند"، لاحظ آثار حديثة والتقط لها عدة صور فوتوغرافية، بما في ذلك صورة قريبة لبصمة قدم مشابهة تماماً لتلك التي التقطها "أريك شيبتون" عام 1951م.
وخلال التقدّم إلى الأمام، وصل "ولدريدج" إلى انهيار ثلجي حديث الصنع حيث رأى فيه ثلم مصنوع على طول المنحدر، يبدو واضحاً أن شيئاً ما انزلق عبر المنحدر مسبباً هذا الانهيار الثلجي الصغير. في نهاية الثلم المصنوع في المنحدر، رأى المزيد من آثار الأقدام، والتي قادت إلى صف من الشجيرات البعيدة، وخلفها تماماً وقف مخلوق ضخم منتصب القامة، يبلغ طوله حوالي 2 متر.
أدرك "ولدريدج" فوراً بأنه ربما يكون مخلوق الياتي الأسطوري، فتقدم حتى أصبح على مسافة 150 متر عنه وراح يلتقط الصور. كان رأسه ضخماً ومربعاً، وجسمه بالكامل كان مكسواً بالشعر القاتم. وحسب رأي "ولدريدج" فإن هذا المخلوق لم يكن قرداً ولا دباً ولا إنسان.. كان شيئاً مختلفاً.
راقب "ولدريدج" المخلوق لمدة 45 دقيقة لكنه أدرك في النهاية بأن عليه الرحيل قبل أن يسوء الطقس ويقترب الظلام. وفي طريق العودة إلى القاعدة، التقط بعض الصور لآثار الأقدام التي اكتشفها سابقاً، لكن خلال هذه الفترة كانت قد تشوّهت نتيجة الذوبان.
بعد عودته إلى إنكلترا، استعرض "ولدريدج" دلائله الفوتوغرافية أمام علماء مهتمين بالموضوع، بما فيهم "جون نابير". لكن على بعد 150 متر، ظهر المخلوق غير واضح المعالم، لكن بعد تكبير الصورة بدا واضحاً بأن للمخلوق معالم شبه آدمية. (أنظر في الصورة التالية):
خلال وصفه لردود أفعال الخبراء الذين شاهدوا الصور، قال "ولدريدج":
".. أما جون نابير، الاختصاصي في البدائيات، ومؤلّف الكتاب الشهير Bigfoot عام 1973، فقد تراجع عن موقفه المتشكك الذي اتخذه سابقاً، والآن يصنّف نفسه من بين المؤمنين بوجود مخلوق الياتي.. أما الباحثة الأثرية مايرا شاكلي، فقد شاهدت الصور وتعتقد بأن هذه الحادثة بكاملها تتوافق مع الأحداث السابقة التي بلّغت عن مشاهدة مخلوق الياتي.. أما لورد هنت، قائد حملة 1953 الناجحة إلى قمة أفرست، والذي شاهد آثار أقدام الياتي في مناسبتين اثنين، فقد كان مقتنع تماماً بصحّة الصورة.."
صورة لقدم تابعة لمخلوق الياتي، والتي وجدها أحد المغامرين الروس يُدعى "سيرجي سممنوف" في منطقة "ألتاي" Altay النائية في جبال سيبيريا، والمشهورة بمشاهدات العديدة لهذا المخلوق. يُعتقد بأن هذه القدم (التي وُجدت متجمّدة) عمرها عدة آلاف من السنوات. بعد إخضاعها للفحص أعلن مجموعة من العلماء الروس بأنه أصبح لديهم بقايا حيوان ربما يكون وراء أسطورة الياتي.
صورة مأخوذة لمخلوق الياتي من مسافة بعيدة جداً (جرف صخري مرتفع جداً)
أسطورة إنسان الوحش
بين الحقيقة والخيال
مخلوق "الألماس" في آسيا الوسطى
حسب الأوصاف التي تناولت كل من مخلوق "الساسكواتش" و"الياتي"، يبدو أحجامهما ضخمة ومظهرهما قريب جداً من القرد. لكن هناك مخلوق آخر يوصفونه بأنه أقرب من الإنسان، وهو ما يستحقّ اسم "إنسان الوحش" Wildman أكثر من كونه "شبه قرد" APEMAN. مثال على هذى النوع هو مخلوق الـ"ألماس" Almas الذي حجمه أصغر من المخلوقين المذكورين سابقاً وهو أقرب من الإنسان، ويجوب المناطق الممتدة من منغوليا جنوباً إلى البامير ومن ثم غرباً إلى منطقة القوقاز. وهناك تقارير توصف هذا المخلوق والقادمة من سيبيريا والأجزاء الشمالية الشرقية من روسيا بشكل عام.
مخلوق الألماس كما وصفه أحد الشهود
من أقدم القصص الموثّقة التي تناولت هذا المخلوق وردت في كتابات "جوهان شيلتبيرغر" Johann Schiltberger، وهو نبيل ألماني ألقي القبض عليه من قبل الأتراك في القرن الخامس عشر، ثم أرسل إلى بلاط تيمورلانك، والذي بدوره عيّنه في حاشية أمير مغولي يدعى "أجيدي" Egidi. بعد عودته إلى أوروبا في العام 1427م، كتب "شيلتبيرغر" عن مغامراته المتعددة في بلاد الشرق، ومن بين
المواضيع المثيرة التي تناولها هو مخلوقات "إنسان الوحش". كتب يقول:
".. في الجبال النائية يعيش بشراً متوحشين، ليس لهم أي علاقة بالبشر العاديين. يكسو الشعر جسم هذه المخلوقات بالكامل، وفقط وجوههم أو أيديهم خالية من الشعر. يركضون هنا وهناك في التلال كما الحيوانات، ويأكلون الأعشاب والنباتات وأي شيء يجدونه. قدم زعيم المنطقة هدية للأمير "أجيدي" وهي عبارة عن زوج من هذه المخلوقات، ذكر وأنثى. وقد تم أسرهما في البريّة.."
وردت رسومات لمخلوقات الألماس في ملخّص طبّي مغولي يعود للقرن التاسع عشر، ويتناول أدوية مُستخلصة من الحيوانات والنباتات المختلفة المألوفة في تلك البلاد. كتبت الباحثة "مايرا شاكلي" واصفة هذا المخطوط:
".. يحتوي الكتاب على آلاف الصور التابعة لأنواع وفصائل مختلفة من الحيوانات (زواحف، ثديات، وبرمائيات)، وليس من بينها جميعاً أي حيوان أسطوري أو خرافي كما يرد عادةً في الكتب الأوروبية في العصور الوسطى. كافة المخلوقات التي أوردها وتحدث عنها لازالت موجودة ومألوفة في تلك البلاد اليوم. وبالتالي ليس هناك أي سبب للافتراض بأن مخلوق الألماس هو خرافي وغير موجود حيث وصفه الكتاب بأنه يعيش في مناطق صخرية في الجبال.."
في العام 1937م، شاهد "دوردجي مايرن" Dordji Meiren، وهو عضو في الأكاديمية المنغولية للعلوم، قطعة من الفرو يعود لمخلوق الألماس في أحد الأديرة النائية بصحراء غوبي. وكان كهنة اللاما lamas يستخدمونه كسجادة في أحد طقوسهم.
في العام 1963م، كان "إيفان إيفلوف" Ivan Ivlov، وهو طبيب أطفال روسي، يسافر عبر جبال "ألتاي" Altai في الجزء الجنوبي من منغوليا. شاهد مخلوقات مشابهة للقرود واقفة على أحد المنحدرات الجبلية. بدا واضحاً أنها عائلة كاملة، حيث تتألف من الذكر، الأنثى، وطفل. راقب "إيفلوف" هذه المخلوقات من خلال المنظار المقرّب عبر مسافة نصف ميل تقريباً، واستمر في ذلك إلى أن اختفوا من مجال نظره. وقد رآهم سائقه المغولي أيضاً، وقال له بأن هذه المخلوقات مألوفة في هذه المناطق.
أثارت مشاهدته الغريبة لعائلة الألماس اهتمامه بالأمر، فراح يحقق مع الكثير من الأطفال المغول، معتقداً بأنهم أكثر صراحة وصدقاً من الكبار. وقد زوّده الأطفال بالكثير من الروايات المحتوية على معلومات مفيدة حول الألماس. فمثلاً، أحد الأطفال روى كيف شاهد هو ورفاقه إحدى هذه المخلوقات وهي تحمل صغيرها وتقطع به النهر.
في العام 1980، أحد العاملين في محطة اختبار زراعية في "بولغان" Bulgan، تشرف عليها الأكاديمية المنغولية للعلوم، شاهد جثّة ميتة لمخلوق الألماس. يروي قائلاً:
".. اقتربت ورأيت جثّة يكسوها الشعر لمخلوق يشبه الإنسان تماماً. كان شبه مجفّف ونصفه مدفون ي التراب... هذا الشيء الميت لم يكن دباً أو قرداً، وبنفس الوقت لم يكن رجلاً منغولياً ولا كزخستاني أو صيني أو روسي.."
لازالت جبال البامير Pamir mountains، الواقعة في منطقة نائية تلتقي فيها حدود طاجاكستان والصين وكشمير وأفغانستان، تمثّل مسرح مشاهدات عديدة لمخلوقات الألماس. في العام 1925م، قاد اللواء في الجيش السوفييتي "ميخائيل ستيفانوفيتش توبيلسكي" Mikhail Stephanovitch Topilski قواته في عملية هجوم مضادة للثوار المناهضين للوجود السوفييتي والمختبئين في أحد الكهوف في جبال البامير.
قال أحد الثوار الناجين من العملية بأنه خلال وجوده مع رفاقه في الكهف، تعرّضوا لهجوم من قبل عدة مخلوقات مشابهة للقرود. أمر اللواء "توبيلسكي" بنبش ركام الحجارة في الكهف المُدمّر من قصف المدافع الروسية، فوجدوا جثّة أحد هذه المخلوقات بين الركام. كتب "توبيلسكي" في تقريره قائلاً:
".. في الوهلة الأولى ظننت بأن الجثة كانت لقرد. كانت مكسوة تماماً بالشعر. لكنني عرفت بأنه لا يوجد قرود في البامير. وبالإضافة، لقد بدا واضحاً أن الجسم كان أقرب للإنسان من القرد. حاولنا نزع الشعر من الجسم للتأكّد من إذا كان مجرّد لباس يُستخدم للتمويه، لكن وجدنا أن الشعر هو حقيقي وليس مزيّفاً. قلبنا الجثة أكثر من مرّة على ظهرها وثم على بطنها لإجراء بعض الفحوصات والقياسات. وقد أجرى طبيبنا فحص طويل ومُفصّل للكامل جسم المخلوق، وأصبح واضحاً أنه ليس إنساناً عادياً.."
ويستمرّ "توبيلسكي" في تقريره واصفاً المخلوق الميت:
".. هذه الجثّة تعود لمخلوق ذكر، طوله حوالي 165 إلى 170 سم، ربما كان كبير في السن، وهذا ما يشير إليه الشعر الأبيض المنتشر في أماكن مختلفة من جسمه.... لون الوجه قاتم، وليس للمخلوق أي لحية أو شوارب. الصدغين خاليين من الشعر، لكن خلفية الرأس كانت مكسوة بشعر كثيف وسميك. بينما يستلقي ميتاً كانت عينا المخلوق مفتوحة وأسنانه مكشّرة. عيناه قاتمة وأسنانه كبيرة ومصفوفة بانتظام كما لو أنها لإنسان عادي.... كانت جبهته مائلة للخلف وحواجبه كثيفة الشعر. عظام الحنك الناتئة جعلت الوجه قريب الشبه بالوجه المنغولي. كان أنفه أفطساً، غارقاً في الوجه. أذناه خالية من الشعر وبدت أكثر ترويساً من الأعلى بالنسبة للإنسان العادي، مع شحمة أذن أطول. الفكّ السفلي كان ضخماً. كان للمخلوق صدر قوي جداً وعضلات نامية بوضوح.."
في العام 1957م، شارك العالم الهايدرولوجي "ألكساندر.ج. برونين" Alexander G. Pronin من مؤسسة الأبحاث الجغرافية بجامعة لنينغراد، في حملة إلى البامير بهدف رسم خرائط للأنهار الجليدية هناك. في 2 آب عام 1957، وبينما كان فريقه يستكشف نهر "فدشينكو" Fedchenko الجليدي، أجرى هو نزهة استطلاعية في وادي نهر "بالياندكجيك" Balyandkiik.
كتبت الباحثة "شاكلي" واصفة تجربة "برونين" في ذلك اليوم، قائلة:
".. عند الظهيرة، لاحظ وجود مخلوق يقف على الجرف الصخري ويرتفع فوقه مسافة 500 ياردة ونفس المسافة تقريباً تفصله عنه. أوّل ردّ فعل له كان الدهشة والمفاجأة، حيث هو يعلم جيداً أن هذه المناطق غير مأهولة بالسكان، والمفاجأة الثانية كانت بعد أن دقّق جيداً واكتشف بأن المخلوق ليس إنساناً بل يشبهه كثيراً. عندما رآه، كان المخلوق منحنياً للأمام قليلاً. راقبه وهو يسير فوق الثلوج، جاعلاً خطوة أقدامه منفرجة، ولاحظ بأن ذراعيه أطول بالمقارنة مع أذرع البشر، كما أنها مكسوة بشعر رمادي مائل للأحمر.."
رأى "برونين" المخلوق مرّة ثانية بعدها بثلاثة أيام، وهذه المرة كان يسير منتصباً القامة. منذ الإعلان عن هذه الحادثة، ظهرت روايات كثيرة لمشاهدات مماثلة في البامير، وقد استطاع أفراد حملات استكشافية عديدة أن يصوروا هذه المخلوقات وأن يجلبوا عينات (قوالب جصّية مصبوبة) من آثار أقدامهم.
الآن سوف ننظر في عينات من مشاهدات مخلوقات الألماس في مناطق القوقاز. حسب شهادات من سكان قرية "تخينا" Tkhina الواقعة على ضفة نهر "موكيي" Mokvi، "أبخازيا" Abkhazia، تم أسر أنثى من مخلوقات الألماس في القرن التاسع عشر، في إحدى غابات جبل "زادان" Zaadan. بقيت مسجونة كالحيوان لمدة ثلاثة سنوات، لكن بعد أن تأكّد السكان من أنها روّضت بحيث أصبحت مسالمة، سمحوا لها بالعيش بحرية بين سكان القرية، لكن المبيت كان في باحة منزل صاحبها "أدجي غينابا"Edgi Genaba وهو من زعماء تلك القرية. أطلقوا عليها اسم "زانا" Zana. كتبت الباحثة "شاكلي" قائلة:
".. كان جلدها رمادياً مائلاً للأسود، ومكسواً بشعر مائل للاحمرار، وكان أطول في منطقة الرأس من أي مكان آخر في جسمها. كانت تطلق صيحات بنفس طريقة الأخرس لكن لم تستطع تطوير قدرتها على الكلام. كان لها وجه واسع مع عظام خدود كبيرة، فكّها السفلي كان ضخماً وحواجب عينيها بارزة وكثيفة الشعر، أسنانها بيضاء وكبيرة، وملامحها بشكل عام أظهرت انطباعاً مخيفاً.."
نتيجة حصول علاقة جنسية بين "زانا" وأحد الرجال من أهالي القرية (يُقال عدة رجال ومن بينهم صاحبها)، أنجبت أطفالاً. وقد شوهد أحفاد "زانا" من قبل الباحث "بوريس بورشنيف" Boris Porshnev عام 1964م. وفي حديثها عن اختبارات "بورشنيف" كتبت "شاكلي" تقول مقتبسة مواصفاته:
".. كان أحفادها "شاليكوا" Chalikoua و"تايا" Taia، لديهما جلداً داكناً قريب من اللون الأفريقي، مع عضلات حنك (فكي الأسنان) بارزة جداً وأسنان قوية جداً.."
وقد أجرى "بورشنيف" عدة مقابلات وتحقيقات مع أهالي القرية الكبار في السنّ والذين حضروا مأتم "زانا" عندما كانوا أطفالاً في نهايات القرن التاسع عشر 1880s. رغم تحديد مكان دفن "زانا" (تحت شجرة رمان على حافة تلّة)، إلا أنهم عجزوا عن تحديد الموقع بالضبط. وبدلاً من ذلك، نبشوا بقايا عظام لابنها "خويت" Khwit الذي يُقال بأنه ابن صاحبها "أدجي غينابا" لشدة الشبه في ملامح الوجه، وكذلك الإبنة الثانية "غاماسا" Gamasa، وكلاهما نشئا في منزل "غينابا" وبرعاية وتربية زوجته. لكن لم يحملا اسم العائلة ذاتها، بل مُنحا الاسم "سيبيكيا" Sabekia. نادراً ما ورثا أي من ملامح والدتهما "زانا"، بل كان مظهرهما بشرياً تماماً لولا قوتهما الجسدية الاستثنائية وبالإضافة إلى الطبيعة العصبية النزقة.
صور مختلفة لجمجمة "خويت" Khwit، أحد أبناء "زانا"
يبدو أن "خويت" Khwit و"غاماسا" Gamasa لم يكونا الوحيدين اللذان أنجبتهما "زانا"، بل هناك الإبن البكر "دزهاندا" Dzhanda وتليه الإبنة الكُبرى "كودزهانار" Kodzhanar، ونشئا في منزل آخر. وفي الحقيقة أنجبت "زانا" 8 أولاد لكن لم ينجو منهم سوى أربعة. والسبب هو العادة الغريزية التي تسيطر عليها عند الإنجاب (تجري عملية الإنجاب لوحدها) حيث تسرع نحو الوادي وتغطس مولودها الجديد في المياه الباردة جداً. لكن يبدو أن الغريزة لم تنبهها بأن هذه المواليد هي نصف بشرية وبالتالي لا تتحمّل البرد الرهيب الذي تتعرض له خلال التغطيس، فمات نصفهم نتيجة هذه العملية.
الأمر المثير الذي يدعو للعجب فعلاً هو أن كافة أولادها وبناتها تزوجوا من سكان تلك المنطقة وأنجبوا أطفالاً والأطفال كبروا وأنجبوا أحفاداً.. وذرّية "زانا" (الغولة) منتشرة في كافة أصقاع "أبخازيا" وربما في مناطق أخرى في آسيا.
في منطقة القوقاز، أحياناً يسمون مخلوقات الألماس باسم "بيابان غولي" Biaban-guli. في العام 1899م، شاهد "ك.أ. ساتونين" K. A. Satunin، وهو عالم حيوان روسي بارز، أحد هذه المخلوقات في تلال "تاليش" جنوبي القوقاز. وقال بأن المخلوق يتصرّف كما حركات الإنسان تماماً. وحقيقة أن "ساتونين" كان عالِماً محترماً جعلت شهادته قابلة للتصديق.
في العام 1941م، قام المقدّم "ف.س. كارابيتيان" V. S. Karapetyan، الذي يخدم في القطاع الطبّي في الجيش السوفييتي، بإجراء فحص طبّي مباشر لأحد هذه المخلوقات المأسورة في جمهورية داغستان، في منطقة شمالي جبال القوقاز. قال "كارابيتيان":
".. دخلت الخيمة مع عنصرين من الحكومة المحلية... أستطيع الآن رؤية المخلوق واقفاً أمامي.. كان ذكراً، عارياً، وأكتافه مكسوة بشعر كثيف لونه بنّي غامق. كان فروه مشابهاً لفرو الدبّ، وطول الشعر يتراوح بين 2 و3 سم..
.. كان الفرو أخفّ وأرفع عند الصدر. معصمه قاسياً وفجّاً ومكسواً بشعر خفيف. كفّيه وأسفل قدميه خالية تماماً من الشعر. لكن شعر رأسه واصل إلى كتفيه وغطّى جبهته جزئياً..
.. كان شعر رأسه كثيف وقاسي عند لمسه باليد. لم يكن له لحية أو شوارب، مع أن وجهه كان مكسواً بوبر خفيف النمو. كما أن الشعر حول فمه كان قصيراً وخفيفاً. كان هذا الرجل (إذا صحّ تسميته) يقف منتصب القامة تماماً.. مع ذوارع تتدلى للأسفل كما الإنسان. كان طوله فوق المعدّل الطبيعي، أي حوالي 180 سم. وقف أمامي كالعملاق، وصدره الجبار مدفوع إلى الأمام..
.. كانت أصابعه سميكة، قوية وضخمة بشكل استثنائي. بشكل عام، يُعتبر أكبر من أي من السكان المحليين. عيناه لم تقل لي شيئاً.. كانت بليدة وفارغة.. كما عيون الحيوان تماماً. وبدا لي بأنه حيوان عادي لا أكثر.."
إن تقاريراً كهذه جعلت العالِمة الأنثروبولوجية البريطانية "ماريا شاكلي" Myra Shackley تخرج باستنتاج أكيد يقول بأن مخلوقات الألماس قد تمثّل إنسان النيندارتال Neanderthals أو ربما إنسان الهومو أركتوس Homo erectus (والذين يعتبرهم العلم المنهجي أسلاف الإنسان الأوائل).
ما الذي حصل بالمخلوق المأسور الذي وصفه المقدّم "ف.س. كارابيتيان"؟ حسب المراجع المنشورة، تم إطلاق النار عليه وقتله من قبل القوات السوفيتية خلال تراجعهم أمام تقدّم الجيش الألماني.
إنسان الوحش في الصين
".. تحتوي المخطوطات والوثائق الصينية القديمة، وبالإضافة إلى الموروثات الشعبية المدنية والريفية، على كم هائل من السجلات والتقارير المتعلقة بإنسان الوحش، والذي يشيرون إليه بأسماء عديدة.." هذا ما قاله "زهو غوكزينغ" Zhou Guoxing من متحف "بايجينغ" Beijing للتاريخ الطبيعي. ويضيف قائلاً:
".. حتى اليوم، في مناطق مقاطعة "هوباي" Hubei، لازال هناك أساطير تتحدث عن الـ"ماورين" maoren الذي معناه "الرجل ذات اشعر" أو إنسان الوحش.."
في العام 1922م، قيل بأن عسكري تابع للإحدى الميليشيات أسر أحد هذه المخلوقات هناك، لكن ليس هناك أي سجلات عن هذه الحادثة.
في العام 1940م، استطاع "وانغ زالين" Wang Zelin، المتخرّج من قسم البيولوجية في جامعة شيكاغو، أن يرى إنسان الوحش بشكل مباشر، وذلك بعد بقليل من إطلاق النار عليه من قبل صيادين فأردوه قتيلاً. كان "وانغ" يقود سيارته من "باوجي" Baoji في مقاطعة "تشانغسي" Shanxi، إلى "تيانشوي" Tianshui في مقاطعة "غانسو" Gansu، عندما سمع صوت إطلاق النار على مسافة قريبة منه.
خرج من السيارة ليرضي فضوله فشاهد الجثّة أمامه. كانت أنثى، طولها 6.5 قدم (2 متر تقريباً) ومكسوّة بشعر سميك لونه أحمر/رمادي طوله 3 سم تقريباً. كان الشعر على وجهها خفيف جداً. عظامالخدود كانت بارزة، والشفتان ناتئتان. أما الشعر على الرأس فكان طوله حوالي 30 سم.
قال "زهو غوكزينغ" Zhou Guoxing بأنه:
".. بمساعدة مرشدين محليين، راقب، عبر مسافة آمنة، اثنان من هذه المخلوقات في غابة جبلية بالقرب من إقليم "باوجي" Baoji في مقاطعة "تشانغسي" Shanxi، في ربيع العام 1950م. كانا أماً وابنها، بلغ طول الصغير حوالي 1.6 متر، وبدا كلاهما وكأنهما بشراً.."
في العام 1957م، حصل مدرّس مادة البيولوجية (علوم حيوية) من مقاطعة "زهيجيانغ" Zhejiang على أيدي وأقدام مأخوذة من "الرجل الدب" Gin-Sung (وهو اسم آخر يُطلق على هذا المخلوق) الذي قتله القرويون المحليون. وقد فحصها "زهو غوكزينغ" لاحقاً، ورغم أنه لم يعتقد بأنها تعود لإنسان الوحش، لكنه استنتج بأنها "جاءت من كائن مجهول".
في العام 1961م، بلّغ العمال في مشروع شقّ طريق عبر غابة كثيفة، في منطقة Xishuang Banna بمقاطعة "يونان" Yunnan في أقصى جنوب الصين، بأنهم قتلوا مخلوق يشبه الإنسان. كان طوله 1.2 إلى 1.3 متر، مكسواً بالشعر. كان يمشي منتصب القامة، وحسب تقارير الشهود، كانت أذنه، يديه، صدره يشبه الإنسان تماماً. قامت الأكاديمية الصينية للعلوم بإرسال فريق خاص للتحقق من الأمر، لكنهم لم يتمكنوا من الحصول على أي دليل مادي. وقد افترض البعض بأن العمال وجدوا حيوان الغيبون gibbon (نوع من القرود المألوفة في تلك المنطقة).
لكن "زهو غوكزينغ" علّق قائلاً:
".. ذهبت إلى أحد الصحفيين الذين شاركوا في التحقيق بالحادثة.. فقال لي بأن ذلك الحيوان الذي قتلوه لم يكن من "غيبون"، بل من فصيلة أخرى مجهولة، وتشبه الإنسان بشكل كبير.."
في العام 1976م، كان ستة رجال حكومة من منطقة Shennongjia الحرجية في مقاطعة "هوباي" Hubei، يقودون السيارة ليلاً على طريق سرع بالقرب من إحدى القُرى في "شونشويا"، بين إقليم "فانغزيانغ" و Shennongjia. خلال سيرهم على الطريق، توقف السائق فجأة ليجدوا أنفسهم وجهاً لوجه مع "مخلوق غريب ليس لديه ذيل، يكسوه شعر مائل للأحمر". لحسن الحظ، بقي المخلوق جامداً في مكانه، ربما بفعل تأثير أضواء السيارة، مما مكّن الأشخاص من أن ينزلوا من السيارة ومشاهدته عن كثب. مع العلم أن المسافة التي تفصل بين الجانبين لم تتعدى أمتار معدودة. كان المشاهدون واثقين تماماً بأنه لم يكن دباً أو أي مخلوق آخر مألوف. بلّغوا هذه الحادثة عبر التيليغرام إلى الأكاديمية الصينية للعلوم في بايجينغ.
لقد تلقّى القائمين على الأكاديمية الصينية للعلوم، عبر سنوات طويلة، الكثير من التقارير المماثلة من نفس المنطقة في مقاطعة "هوباي". لذلك عندما سمعوا عن هذه الحادثة قرروا أن يجروا تحقيق مركّز في المسألة، فانطلقت حملة علمية مؤلفة من 100 عنصر نحو مقاطعة "هوباي".
جمعوا الكثير من الدلائل المادية، إن كان على شكل شعر، آثار أقدام، فضلات، وكذلك تسجيل الكثير من تقارير المشاهدات التي رواها أهالي تلك المنطقة. مع المزيد من الجهود والأبحاث الإضافية، تصلوا إلى المزيد من النتائج المهمة. لقد جمعوا أكثر من 1000 بصمة قدم من مقاطعة "هوباي" وحدها، ويبلغ طول بعضها أكثر من 47 سم. وقد جُمعت أكثر من 100 عيّنة شعر تابعة لمخلوق إنسان الوحش، وبلغ أطولها 52.5 سم.
لقد حاول البعض تفسير مشاهدات إنسان الوحش في منطقة "شينونغيجا" بمقطاعة "هوباي" على أنها مجرّد مشاهدات لقرد منقرض اسمه "القرد الذهبي" golden monkey، والذي كان يقطن في المنطقة ذاتها. قد يكون هذا صحيح بالنسبة لبعض المشاهدات التي حصلت بشكل خاطف وسريع ومن مسافة بعيدة، لكن إذا نظرنا إلى شهادة "بانغ جنشنغ" Pang Gensheng، رئيس إحدى الجمعيات التعاونية، والذي جاء وجهاً لوجه مع أحد هذه المخلوقات، ربما نعيد النظر في المسألة.
"بانغ" الذي وقف وجهاً لوجه مع إنسان الوحش، وعلى بعد عدة أقدام، ولمدة ساعة تقريباً، وصف ما رآه قائلاً:
".. كان طوله حوالي 2.10 متر، أكتافه أعرض من أكتاف الإنسان، جبهته مائلة للخلف، عيناه غارقتان وأنفه منتفخ. خدوده غارقة، أذناه تشبه أذن الإنسان لكنها أكبر، وعيناه الدائرية أكبر من عيون الإنسان أيضاً. حنكه بارزاً وشفتاه ناتئة. كانت أسنانه الأمامية عريضة كما أسنان الحصان. لون عيناه أسود. كان شعره بني غامق، يتدلّى فوق أكتافه بحرية حيث طوله يتجاوز 30 سم. وجهه مغطى بالوبر الخفيف، ما عدا أنفه وأذناه. تأرجت ذراعيه للأسفل حتى وصلت تحت ركبتيه بقليل. كانت يداه ضخمتان، مع أصابع يتجاوز طولها 18 سم، وإبهامه متباعد قيلاً عن الأصابع. لم يكن له ذيلاً، والشعر على جسمه كان قصيراً. فخذاه مملوءتان وسميكتان، لكنها أقصر من الجزء السفلي من الرجل. مشى منتصباً مع أرجل متباعدة. طول أقدامه حوالي 30 سم وعرضها 15 سم. عريضة من الأمام وضيّقة في الخلف. أصابع قدمه منبسطة نوعاً ما.."
أسطورة إنسان الوحش
بين الحقيقة والخيال
إنسان الوحش في ماليزيا وإندونيسيا
في العام 1969م، رأى الباحث "جون ماكنينون" John McKinnon، الذي سافر إلى "بورنو" Borneo لمشاهدة قرود "الأورانغوتان" orangutans، آثار أقدام شبه آدمية. وعندما سأل دليله المالاوي عن صاحب هذه الأقدام أجابه الدليل دون تردد: "..إنه مخلوق الباتوتوت Batutut.."، هذا ما كتبه "ماكنينون".
لاحقاً في مالايا Malaya، شاهد "ماكنينون" بصمات أقدام أكبر حجماً من تلك التي رآها في "بورنو"، لكنه على ثقة (بفضل خبرته) بأنها من صنع المخلوق ذاته. وقد أطلق عليها المالاويون اسم "أورانغبينديك" Orangpendek (أي الشخص القصير). حسب أقوال "إيفان ساندرسون" Ivan Sanderson، فآثار الأقدام هذه تختلف تماماً من تلك التي تخلفها القرود المألوف والتي تقطن الغابات الأندونيسية (الغيبون، السيامانغ، الأورانغوتان). كما أنها تختلف عن آثار أقدام "دب الشمس" المألوف هناك أيضاً.
في بدايات القرن العشرين، تلقى حاكم "سوماترا" Sumatra البريطاني "ل.س.وستنك" L. C. Westenek، تقريراً مكتوباً عن مواجهة مع أحد أنواع هذه المخلوقات شبه البشرية يسمونه "سيدابا" Sedapa. المشرف على إحدى الممتلكات الحكومية البريطانية في جبال "باريسان"، شاهد مع مجموعة من العمال مخلوق الـ"سيدابا" من على بعد 15 ياردة. قال المُشرف بأنه رأى مخلوقاً ضخماً يركض كما الإنسان، وكاد يقطع طريقه. كان كثيف الشعر، وبكل تأكيد.. لم يكن من قرود الأورانغوتان.
في مقالة صحفية حول "إنسان الوحش"، منشورة في 1918م، ذكر الحاكم "ل.س.وستنك" تقريراً من السيّد "أوستنغ" Oostingh، الذي عاش في سوماترا. في إحدى المرات خلال سيره في الغابة، جاء من خلف رجل جالساً على جذع شجرة مستلقية بجانب الوادي ومتوجّهاً نحو الجهة الأخرى. كتب "أوستنغ" واصفاً ما رآه:
".. لقد أدركت فجأة بأن رقبته كانت كالجلد ومتّسخة بشكل كبير. فقلت لنفسي أن هذا الشخص له رقبة متجعّدة وقذرة جداً.. ثم فجأة، اكتشفت بأنه ليس بشرياً!... إنه ليس من قرود الأورانغوتان، حيث شاهدت هذه القرود من قبل وأعرفها جيداً.."
ما هو هذا المخلوق إذاً طالما أنه ليس من قرود الأورانغوتان؟ من المؤكّد أن "أوستنغ" لم يعرف الجواب. وكما رأينا سابقاً، فقد اقترح البعض بأن ما يسمونه "إنسان الوحش" قد يمثّل فصيلة ناجية من النيندرتال Neanderthals أو حتى الهومو إركتوس Homo erectus، والتي يعتبرونها أسلاف الإنسان الأوائل.
إذا كان الأمر غير مجزوم حول أي نوع من أشباه البشر hominids قد تكون موجودة اليوم، فكيف لنا أن نكون واثقين تماماً من أنواع أشباه البشر التي قد تكون أو لا تكون موجودة في الماضي البعيد؟
إن البحث التجريبي في سجلات المستحاثات الحجرية قد لا يمثّل مرشداً موثوقاً. وكما قال عالِم الآثار "بيرنارد هوفلمانز" Bernard Heuvelmans في رسالة بعثها للباحث "ستيفن بيرناث" Stephen Bernath عام 1986م:
".. لا تزيد من قيمة أهمية السجلات المستحاثية أكثر مما تستحقها. إن التحجّر fossilization (التحوّل إلى مستحاثة) هو أمراً نادراً، وظاهرة استثنائية، وسجلات المستحاثات لا تستطيع بالتالي إعطاءنا صورة دقيقة عن الحياة على هذه الأرض خلال الحقب الجيولوجية الماضية. إن السجلات المستحاثية التابعة للرئيسيات primates هي فقيرة جداً لأن الحيوانات الذكية والحذرة تستطيع تجنّب أو الهروب من الظروف التي تؤدّي إلى التحجّر المستحاثي fossilization، مثل الغرق في الوحل أو في نسيج نباتي شبه متفحّم.."
إن هذه الوسيلة التجريبية لديها محدوديتها دون شكّ، وبالتالي، فإن سجلات المستحاثات هي غير كاملة وغير شاملة. لكن عندما تكون كافة الأدلة، بما في ذلك الإنسان القديم وأشباه الإنسان الموجودين حالياً، مأخوذ بعين الاعتبار ويتم تقييمها، فالنموذج الذي نستنتجه هو "العيش معاً بنفس الفترة" وليس "التطوّر التدريجي".
أشباه بشر في أفريقيا
هناك العديد من تقارير المشاهدات القادمة من عدة بلدان في القسم الغربي من القارة الأفريقية، مثل ساحل العاج، والتي تحدثت عن عرق من مخلوقات قزمة شبيهة بالبشر وشعرها مائل للأحمر. كما أن العديد من الأوروبيين واجهوا هذه المخلوقات بشكل فعلي في مناسبات كثيرة.
وخرجت تقارير من شرقي أفريقيا أيضاً. كتب الكابتن "ويليام كتشنز" Capt. William Kitchens، عام 1937م، قائلاً:
".. منذ بضع سنوات، تم إرسالي في مهمة رسمية لصيد الأسود في هذه المناطق (غابات "الأوسوري" Ussure و"السيمبيت" Simibit في الجانب الشرقي من سهول "ومباري" Wembare)، وبينما كنت متربصاً في إحدى فرجات الغابة، منتظراً قدوم أحد هذه الوحوش (الأسود)، رأيت مخلوقين صغيرين يكسوهما الشعر، خرجا من أحد جوانب الفرجة فقطعوها جرياً ليدخلوا إلى الغابة من الجانب الآخر.. كانا يشبهان البشر تماماً، يبلغ طولهما حوالي 4 قدم، منتصبان القامة، وشعرأجسادهم كثيف ومائل للأحمر... أما الأفريقي المحلّي الذي يرافقني، فقد أصيب بالدهشة والفزع. قال بأن هذه المخلوقات هي الـ"أغوغوي" agogwe، الرجال الصغار المكسوون بالفرو، والذين لا تشاهدهم سوى مرّة واحدة في حياتك.."
هل كانوا مجرّد سعادين أو قرود عادية؟ لا أعتقد بأن "كتشنز" ومرافقه الأفريقي كانوا عاجزين عن التمييز إلى هذه الدرجة. هناك الكثير من تقارير مشاهدات مخلوقات الـ"أغوغوي" التي تخرج من تنزانيا وموزنبيق.
من مناطق الكونغو في وسط أفريقيا، يأتي تقارير عن مخلوق الـ"كاكونداكاري" Kakundakari والـ"كيلومبا" Kilomba. يبلغ طولها 5.5 قدم ومكسوة بالشعر، يُقال أنها تمشي منصبة كما يفعل الإنسان. قام "تشارلز كوردير" Charles Cordier، وهو جامع وصياد حيوانات محترف يتعامل مع العديد من حدائق الحيوانات وكذلك المتاحف، في مناسبات عديدة بتتبّع آثار أقدام مخلوق الـ"كاكونداكاري" في زائير في أواخر الخمسينات وبداية الستينات من القرن الماضي.
قال "كورديير" راوياً إحدى المناسبات التي شاهد فيها أحد هذه المخلوقات بعد أن علق في إحدى الأفخاخ التي كان ينصبها لنوع من الطيور:
".. بعد أن علق فجأة في الفخّ، وقع على وجهه، ثم تشهّل وجلس باستقامة، ثم أزال الفخّ من قدمه، وقام يتايع سيره نحو الغابة.. كل ذلك حصل قبل أن يستطيع مرافقي الأفريقي القيام بأي شيء.."
هناك تقارير عن نفس المخلوقات تأتي من جنوب أفريقيا. في العام 1983م، كتب "باسكال تاسي" Pascal Tassy، من مختبر علم الأحياء الفقرية والبشرية، قائلاً:
".. فيليب.ف. توبياس Philip V. Tobias، الذي هو عضو في مجلس الإدارة بالجمعية العالمية للكريبتوزولوجيا Cryptozoology، قال يوماً لهوفلمانز Heuvelmans بأن أحد زملاءه نصب أفخاخاً بهدف آسر أحد كائنات الأسترالوبيثينز australopithecines.."
مع العلم بأن "توبياس" في جنوب أفريقيا يمثّل سلطة علمية نافذة في دراسة مستحاثات كائن الأسترالوبيثاكوس الذي من المفروض أن يمثّل أحد الأسلاف القديمة للإنسان.
حسب النظرة العامة للعلم الرسمي، فإن آخر كائنات "الأسترالوبيثين" australopithecines انقرض تماماً منذ حوالي 750 ألف سنة، وكائن الـ"هومو إركتوس" Homo erectus اختفى قبل حوالي 200 ألف سنة. وإنسان النيندرتال Neanderthal ذهب مع الرياح منذ حوالي 35 ألف سنة، ومنذ حينها بقي الإنسان الحديث وحده قائماً على وجه الأرض.
ورغم ذلك، لازالت مشاهدات أنواع كثيرة من "إنسان الوحش" wildmen (التي قد تمثّل إحدى هذه الأنواع المنقرضة، أو حتى جميعها) في مناطق مختلفة حول العالم تتحدى المنهج العلمي بقوة.
العلم المنهجي وتقارير مشاهدات "إنسان الوحش"
بالرغم من كل الأدلة التي تم تقديمها في الصفحات السابقة، فإن مُعظم السلطات الرسمية القائمة على كل من مجال الأنثروبولوجيا anthropology والزوولوجيا zoology تتجنّب مناقشة إمكانية وجود "إنسان الوحش" wildmen. وإذا جاءوا على ذكره في إحدى مقالاتهم أو أوراقهم العلمية، نادراً ما يقدمون الدلائل القوية على وجودهم، وبدلاً من ذلك، يركّزون على التقارير السطحية والقابلة للطعن بسهولة.
يقول العلماء المتشككين بأنه حتى الآن لم ينجح أحد في اكتشاف عظام "إنسان الوحش"، ولا حتى استعراض جثّة واحدة ميتة أو حيّة. لكن في الحقيقة تم جمع الكثير من العينات، إن كان على شكل أيدي وأقدام مقطوعة لهذه المخلوقات، وحتى رؤوس. هذا وبالإضافة إلى أن شخصيات علمية بارزة ومحترمة زعمت بأنها تفحّصت جثث هذه المخلوقات (ميتة أو حيّة). كما أن هناك عدد من التقارير التي تتحدث عن أسرها. أما فشل أي من هذه العينات والدلائل في إيجاد طريقها للمتاحف والمؤسسات العلمية الأخرى، فقد يعود سببه إلى سوء معاملة هكذا نوعية من العينات، إن كان عن قصد (مؤامرة قمع) أو غير قصد (لغياب الخبرة). وجبأن لا ننسى تلك العملية الخفية التي يديرها القائمين على عالم المعرفة، والتي يُشار إليها بـ"تصفية المعلومات غير المرغوبة"، ويُعتقد بأنها المسؤول الرئيسي عن الإبقاء على تلك الدلائل والعيّنات خارج مجال عمل الخبراء الرسميين، أي تركه في مجال يُعتبر بشكل عام أنه "ماورائي"، وهذه الكلمة وحدها تُرعب كل عالِم رسمي يرغب في المحافظة على مكانته الاجتماعية والمهنية.
لكن رغم كل هذه الإجراءات، فهناك بعض العلماء الذين لم يمتثلوا للتقاليد العلمية الصارمة، مثل: "كرانتز" Krantz، "نايبر" Napier، "شاكلي" Shackley، "بورشنيف" Porshnev وغيرهم، وقد وجدوا في الدلائل المتوفرة أسباب كافية لاستنتاج حقيقة أن "إنسان الوحش" موجود دون شكّ، وأن مسألة وجودهم تستحقّ إجراء دراسات علمية جدّية.
لو أن القائمين على العلم المنهجي قصدوا بأن يخرجوا بنتيجة مجدية لإثبات وجود هكذا مخلوقات، لقاموا بتمويل حملات استكشافية واسعة مدعومة بملايين الدولارات، وتم تجنيد الأقمار الصناعية والجيوش وغيرها من مؤسسات يمكنها المساعدة.. لكنهم لا يريدون فتح أبواب جديدة تجلب لهم ولمنطقهم الملتوي الكثير من الإرباك ووجع الرأس. لكن في الحقيقة، فيما يتعلّق بهذه المخلوقات، يبدو أن الأمر معكوس تماماً، حيث من الممكن أنهم يموّلون حملات تكذيب وتشكيك بملايين الدولارات، كما يجندون الجيوش والاستخبارات ومؤسسات أخرى بهدف قمع هذه الحقائق وإخفائها.
كتبت الباحثة "مايرا شاكلي" Myra Shackley في العام 1984م للباحث "ستيف بيرناث" Steve Bernath تقول:
".. كما تعلم، فإن هذه المسألة بالكامل هي مملوءة بالعناوين المثيرة، وكان هناك كم هائل من التغطية الإعلامية والمنشورات المتطايرة هنا وهناك في مشهد هذا المجال بالذات. الآراء تتفاوت، لكن أعتقد بأن أكثر هذه الآراء تميل إلى أن هناك دلائل كافية لتجعلنا نقترح على الأقل إمكانية وجود عدة فصائل غير مُصنّفة رسمياً من المخلوقات شبه البشرية، لكن في الحالة الراهنة من مستوى معرفتنا، يستحيل التعليق على صحّة الأمر بشكل تفصيلي. لقدأصبح الوضع أكثر تعقيداً نتيجة التقارير الكاذبة، والاقتباسات الواهية، التزوير، نشاطات مجنونة يقوم بها الهواة، وغيرها من أعمال تساهم في تشويه المشهد. لكن مع ذلك، هناك عدد لا بأس به من علماء الأنثروبولوجيا الرسميين الذين يرون بأن المسألة تستحق البحث فيها علمياً.."
إذاً، هناك بعض من الاعتراف العلمي بالدلائل المشيرة إلى وجود "إنسان الوحش". لكن يبدو بأن الآراء لا زالت على المستوى الشخصي ولم تتطوّر لتصبح على المستوى الرسمي، فما بالك الاعتراف العلمي؟
..................
انتهى الاقتباس من كتاب "علم الآثار المحظور" Forbidden Archeology، للمؤلفان: "مايكل كريمو" Michael Cremo، وريشارد ثومبسون Richard Thompson، ................. اســـتنتاج
رغم كل هذه الحقائق المذهلة التي قدمها الكاتبان "كريمو" و"ثومبسون"، خاصة تلك المتعلّقة بظاهرة إنسان الوحش أو أشباه القرود المعاصرين للبشر، والتي استخدموها كإثبات قوي على عدم وجود علاقة بين الإنسان والقرود، إلا أنها لم تساهم في توضيح الفكرة الرئيسية المتعلقة بأصول الإنسان، أو اللغز وراء جعله يظهر في تلك الحقب الجيولوجية العريقة بحالة متقدمة تكنولوجياً وحضارياً. قد يكون هناك سفر عبر الزمن فعلاً، لكن دعونا نترك هذه الفرضية كخيار أخير ونبحث عن تفسير أكثر واقعية بخصوص سبب وجود الإنسان في تلك المراحل الجيولوجية القديمة.
المسألة هنا بحاجة لبعض التفنيد قبل أن نتابع مناقشتها. أول ما وجب معرفته هو أن الكاتبان، رغم أسلوبهما الراديكالي الفاضح للمنطق الدارويني، إلا أنهما، كما يبدو، لازالا ملتزمين ببعض المفاهيم الداروينية التقليدية خلال طرح أفكارهما. فمثلاً، خلال الحديث عن الاكتشافات الأثرية العجيبة في طبقات وأعماق جيولوجية من المفروض أن لا تكون فيها أصلاً، كانا مسلمين بفكرة "التماثل الجيولوجي" uniformitarianism، أي لازالا ملتزمين بالنظرية القائلة بأن طبقات الأرض الجيولوجية كانت مستقرّة في شكل ثابت على مرّ العصور ولفترة طويلة من الزمن. لقد افترضوا أنّ النّشاط المتماثل للطّبيعة لم ينتهِ أبداً بكارثة كونية خلطت الحابل بالنابل، وقلبت الأرض رأساً على عقب. وهذا ما سوف نتحدث عنه في الفصول اللاحقة، لكن من خلال الحديث عن منطق مختلف ينادي به مذهب علمي آخر معارض للمذهب الدارويني بشراسة لدرجة أصبح يسبب لأنصاره الحرج الكبير.
على أي حال، لقد استفدنا كثيراً من الأفكار التي طرحها المؤلفان "كريمو" و"ثومبسون" في كتابهما الرائع الذي سلّط الضوء على أمور كثيرة لم يفطن لها أحد سابقاً. على الأقل ليس بهذه الكثافة ومن خلال الزوايا المتعددة في النظر لنفس الموضوع المطروح.
أما بخصوص مسألة "إنسان الوحش"، أي أشباه القرود التي تجوب مناطق مختلفة حول الكوكب، فربما تمثّل إثباتات تشير بوضوح إلى أن الإنسان وأسلافه "أشباه القرود" (حسب نظرية التطور) كانا ولا زالا معاصرين لبعضهما البعض. وجب أن نبدأ بالنظر بجدية إلى كل تلك الروايات التي تؤكّد صحّة هذا الأمر، حيث صحيح أنها تشير إلى واقع غريب على معظمنا لكنه موجوداً على أي حال. إن عدم انتشار أخبار وجود هذه الكائنات لا يجعلها مجرّدة من الأهمية البالغة. هذا إذا أردنا فعلاً التعرّف على الحقيقة بخصوص اللغز الكبير المتعلّق بأصولنا الحقيقية ومن أين جاءت فكرة أسلافنا القرود.
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 8149 نقاط : 19367 تاريخ التسجيل : 14/11/2011
| موضوع: رد: كائن قد يحل لغزاً مستعصياً بعلم الإنسان الجمعة يونيو 10, 2016 2:54 pm | |
|
لقد أصبحت نظرية التطوّر تمثّل جوهر مفهومنا الذي يفسّر أصل الإنسان. وقد أصبحت هذه النظرية مقبولة في جميع أنحاء العالم اليوم مما جعلتها تؤثّر بشكل كبير في قولبة طريقة تفكيرنا، إن كان بما يتعلّق بالحياة بشكل عام ونظرتنا تجاه أنفسنا بشكل خاص. لكن حسب الكثير من الباحثين المستقلين (كما رأينا وما سوف نراه لاحقاً)، يبدو أن نظرية داروين حول تطوّر الإنسان من القرد كانت ولازالت تواجه مشاكل جدية وحاسمة. إن ما تعرفتم عليه حتى الآن ليس سوى جزء بسيط من العيوب والنواقص التي تشوب المنطق الدارويني، وما سيأتي لاحقاً هو أكثر أهمية. رغم الحقائق الأثرية السابقة التي تثبت أن الإنسان العصري عاش في عصور جيولوجية سحيقة، إلا أن هذه الحقائق لم تجيب على السؤال الأكثر أهمية: هل كان "أشباه القرود" هم نفسهم "أسلافنا الأوائل"؟
أليس الإنسان القديم كان مظهره يشبه القرد؟.. ألا يتطلّب التّحول الذي أوصلنا إلى مظهرنا الحالي مئات الآلاف أو حتى ملايين السنين؟.. وغيرها من تساؤلات.. تعرّفوا هل هذه المخلوقات "شبه البشرية" تمثّل أسلافنا فعلاً؟
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 8149 نقاط : 19367 تاريخ التسجيل : 14/11/2011
| موضوع: رد: كائن قد يحل لغزاً مستعصياً بعلم الإنسان الجمعة يونيو 10, 2016 2:55 pm | |
|
من أجل الإجابة على هكذا تساؤلات، وجب أولاً التعرّف على بعض الحقائق الجديدة التي ستساهم في توضيح مجموعة كبيرة من النقاط المهمة. فمثلاً، بما يتعلّق بالعصور الطويلة التي أقرّ بها العلماء (لكي تناسب نظرية التطوّر التدريجي البطيء) والتي دامت ملايين السنين، فهي مجرّد افتراضات ليس لها أي أساس من الصحة. لكن وجب الاعتراف بأنّها تبدو مقنعة لدرجة كبيرة جداً، ذلك بفضل الإخراج الفني الرائع والأسلوب الأكاديمي المُقنع. شاهد معظمنا تلك الرسوم البيانية في الكتب العلمية التي تظهر العصور الجيولوجية, منذ ظهور أول شكل بسيط للحياة حتى ظهور الإنسان. لكن هذه الخرائط البيانية, التي حضّرت باجتهادٍ فائق, لا يمكن أن تكون قريبة من الحقيقة. إنها افتراضية بشكل كبير. إنهم يفترضون أنّ نظريّة النّشوء صحيحة ويبنون علومهم على هذا الأساس. ويفترضون أنّ طبقات الأرض كانت مستقرّة في شكل ثابت، على مرّ العصور ولفترة طويلة من الزمن. لقد افترضوا، بكل ثقة، أنّ النّشاط المتماثل للطّبيعة لم ينتهِ أبداً بكارثة أو حدث ما قام بقلب الأرض رأساً على عقب في إحدى الفترات، أو على الأقل في مرات عديدة. سوف نتعرّف على هذا الموضوع بالتفصيل في أحد الفصول المقبلة (التزاماً بتسلسل المواضيع)، حيث هناك أمور كثيرة وجب التعرّف عليها قبل الانتقال إلى هذا الموضوع بالذات (ذلك لسهولة استيعاب الموضوع بطريقة أسهل). أما بخصوص أسلاف الإنسان، والتي يُفترض بأنهم "أشباه قرود"، فهناك حقائق كثيرة تثبت بوضوح أن تلك المخلوقات تختلف عن الإنسان تماماً حيث يبدو أنها تنتمي لفصائل أخرى ليس لها علاقة بفصيلة البشر. هناك عدد كبير من الاكتشافات لأثرية التي تشير بوضوح إلى حقيقة أن الإنسان العصري كان معاصراً لما نسميه بالنياندرتالي Neanderthal، كما تعرّفنا سابقاً على آثار للإنسان العصري والتي تعود لعصور جيولوجية سحيقة. فهناك خصائص جماجم كانت قد وجدت في طبقة صخرية قديمة في بريطانيا, فرنسا, ألمانيا, هنغاريا, أثيوبيا, تنزانيا, وفي الشّرق الأوسط.. جميعها مطابقة لخصائص الإنسان الحديث. وفي بعض الأماكن وجدت هياكل عظمية مطابقة تماماً للإنسان الحديث في طبقة صخرية تحت الطبقة التي تحتوي على هياكل عظمية تابعة للإنسان النياندرتالي (أي أن هياكل مشابهة للإنسان العصري أقدم من تلك التابعة للإنسان النياندرتالي بكثير). في أستراليا مثلاً, حصل اكتشاف مذهل شمل كل من الإنسان المعاصر والإنسان النّياندرتالي في موقع واحد، أي كان هذان النوعان معاصران لبعضهما البعض. وفي أوروبا، حصل اكتشاف آخر مذهل، حيث وُجد إنسان نياندرتالي مدفوناً في أحد القبور العائدة للعصور الوسطى وهو يرتدي لباس الحرب (درع وقميص من السلاسل) ومدجّج بالأسلحة!
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 8149 نقاط : 19367 تاريخ التسجيل : 14/11/2011
| موضوع: رد: كائن قد يحل لغزاً مستعصياً بعلم الإنسان الجمعة يونيو 10, 2016 2:56 pm | |
|
ونا الآن نترك الاكتشافات الأثرية قليلاً للبحث في مكان آخر عن إثباتات تشير بوضوح إلى أن الإنسان وأسلافه "أشباه القرود" كانا ولا زالا معاصرين لبعضهما البعض. وجب أن نبدأ بالنظر بجدية إلى كل تلك الروايات التي تؤكّد صحّة هذا الأمر، حيث تشير إلى واقع غريب على معظمنا لكنه موجوداً على أي حال. فيما يلي اقتباس آخر من كتاب "علم الآثار المحظور"، حيث يلفت الكاتبان الانتباه إلى موضوع غير مألوف لدى الأغلبية، وغير رسمي من الناحية الأكاديمية، لكن هذا لا يجعله مجرّد من الأهمية البالغة. هذا إذا أردنا فعلاً التعرّف على الحقيقة بخصوص اللغز الكبير المتعلّق بأصولنا الحقيقية ومن أين جاءت فكرة أسلافنا القرود. رجل القرد
APE-MAN
منذ أكثر من مئة سنة، جمع الباحثون كمية كبيرة من الدلائل على أن مخلوقات تشبه إنسان النياندرتال Neanderthal، وكذلك الهومو إركتوس Homo erectus، وحتى مخلوق الأسترالوبيثين australopithecines (الذين من المفروض أن يمثلون أسلاف الإنسان) لازالت تجوب البراري اليوم حول كافة أنحاء العالم.
لقد تمكّن الكثير من العلماء والباحثين المحترفين من:
1ـ مشاهدة أشباه إنسان (أو أشباه قرود) بأم عينهم، وفي مواقع كثيرة حول العالم.
2ـ مشاهدة نماذج مأسورة من هذه الكائنات.
3ـ رؤية نماذج مقتولة على يد السكان المحليين.
4ـ جمع دلائل مادية لهذه المخلوقات، بما في ذلك آثار أقدامهم. كما أنهم التقوا مع شهود غير علميين، وأجروا تحقيقات حول الكم الهائل من الروايات والحكايا التي تحويها التقاليد والموروثات الشعبية حول العالم.
| |
|
| |
Admin Admin
عدد المساهمات : 8149 نقاط : 19367 تاريخ التسجيل : 14/11/2011
| موضوع: رد: كائن قد يحل لغزاً مستعصياً بعلم الإنسان الجمعة يونيو 10, 2016 2:57 pm | |
|
الكريبتوزولوجيا
CRYPTOZOOLOGY
بالنسبة لبعض الباحثين، فإن دراسة والبحث عن مخلوقات غريبة، مثل أشباه القرود (أو البشر المتوحّشين) الذين نحن بصددهم، تنتمي لفرع علمي رسمي يُسمى الكريبتوزولوجيا Cryptozoology، وهو مصطلح أوجده عالِم الحيوان الفرنسي "بيرنارد هوفلمانز" Bernard Heuvelmans، ومهمة هذا الفرع العلمي هي التحقيق (وفق أساليب علمية) في فصائل حيوانية تم التبليغ عن وجودها لكن دون أن توثّق بشكل رسمي. جاء المصطلح Cryptozoology من مجموع كلمتين: Crypto و zoology، الأولى هي كلمة يونانية في الأصل (kryptos) وتعني "خفي" أو "غامض"، وطبعاً الثانية تعني "علم الحيوان"، وبالتالي فالمصطلح يعني حرفياً: البحث في الحيوانات الغامضة أو الخفية. يوجد اليوم جمعية دولية للكريبتوزولوجيا، ويتألف مجلس الإدارة من شخصيات مرموقة علمياً، حيث يضمّ علماء أحياء biologists، علماء حيوان zoologists، علماء جيولوجيا ومستحاثات paleontologists ، وجميعهم من جامعات ومتاحف مشهورة حول العالم. الهدف الرئيسي لهذه الجمعية هو كما ورد في المجلة الخاصة بها (مجلة Cryptozoology) ويتمثّل بما يلي: .. بحث ودراسة، وتحليل، ونشر، ومناقشة كافة المسائل المتعلقة بحيوانات ذات أشكال وأحجام غير متوقعة أو غير مألوفة، أو ظهرت في أوقات وأماكن غير متوقعة.." وكل إصدار نموذجي لهذه المجلة يحتوي على مقال أو اثنين، من المقالات المكتوبة من قبل العلماء، ويتناول موضوع أشباه القرود ape men أو أشباه البشر hominid أو إنسان الوحش wildman. __________________
| |
|
| |
| كائن قد يحل لغزاً مستعصياً بعلم الإنسان | |
|