قصيدة
الاشكالية الثالثة


لماذا الكيان
يحتاج سؤال
و وجودى كله
رموز انفعال
و كل ما أحتاجه
أنا الوهين
رتح من صبوة
الرجال
لماذا متنا
تحت جبل
الجراح
و أخذنا الشوق
حتى الصباح
عبنا الزمان
و عبنا المكان
و كنا فى الدرب
مثلما الاطفال
فلما ركبنا
هودج الموتوسيكلات
درنا فى النجوع
رأينا الخلاص
فى نتح الخيال
لماذا صدقنا
أن الشرود
شئ جليل
وأن الجنون
بداية السبيل
و أن السخرية
علينا أمر يسير
لماذا إخترنا
أصعب الأمور
وولينا علينا
شيئا مهول
وصرنا لاشئ
فى نهج العقول
لماذا لم تسعفنا
العقول
لماذا الالباب
تقيم الستار
على شئ
كنا نفعله
فى الجهار
فخلف الستار
كل الحكايا
نفكر و نخطئ
نفكر و نخطئ
نفكر و نخطئ
فهل البشر
ابناء الخطيئة
لا أنا عرفت شيئا
و لا أنا أدركت شيئا
و لم أتيقن يوما
أى حال
جرى من الاحوال
فكل الأمور
إستقرت غموض
صبرنا وعبنا
الزمان
و عبنا المكوث
و أيدنا السفر
بين المجرات
فى الدجى المستدام
مثلما كنا نطوف
بين النجوع
لكننا كنا
نموت من التمزق
ساعة الترحال
و فى المهد
نتألم لا نريد الخروج
وعند الرحيل
يأخذنا النشاط
ونفرد القلوع
لماذا نقيم
الأمانى
وتطحننا
الأعمال
ونصرخ
كل حين
من سوء الإرتحال
هل أيقينا
ساعة الذهاب
بأن الحطاب
يومه عسير
و لم يكن يوما
فرات
تعبنا وكنا
ضحايا
فى سخسخات
الإياب
و يضيع العمر
ساعة الاعتزال
و أنا مثل كل الورى
حياتى صدود
فهل جئت
لهذا الوجود
لأرحل منه
و أنا غير موجود
يقال قلبك جحود
كنت أريد
مزيد النقاء
مزيد الإستقرار
مزيد التمتع
مزيد الوضوح
لماذا اكون
مثل الكبش
الطموح
سأذبح يوما
ستذبح أفكارى
ستذبح رغباتى
و أترك كل شئ
بعد الأغتيال
الذل يحدوا
كنف الطريق
و أنا فى التلاشى
دهشة الغريق
أين المصير
و كنت يوما
مثل البحور
أموج بالسرور
لماذا لم يكن
للصبر
مخزون السكات
و نضيع حتما
مثل الجماد
فى قبضة المستحيل
و رمس الممات
ما هذا الذى يهيل
علينا بعض
التراب
لماذا عندما يقل الدوران
فى الارض الحطام
لا نصدق
ازدياد اليوم
ساعة فى النهار
وتقل السنة ايام
و نسخر من كل شئ
لماذا تركنا
فى هذى الحياة
نشيخ فى الضباب
نكد و نتعب
وهناك نظام بهى
يضج بالجمال
محمود العياط
من ديوان الاشكالية الثالثة