قصيدة
الزواج بحامل


لم يكن الزواج
بحامل من إخلاقيات
الفتى
و لا من عقيدته
و لا قيمة
فلا هو خير
فريد
حتى منه يستزيد
لقد زجره الأقربون
ألا يفعل
لكنها فتاة
إغتصبها الإحتلال
الغاشم
و ضاعت وسط
الفصائل المتحاربة
التى ملئت
قلوبهم الثلوج
و هم يسعون
فى الدروج
لقد أضحت
المدينة خراب
و صار الشرف
صريع
و اندثرت الأخلاقيات
فى عالم تمقته
النفوس
و يسعى إليه
أصحاب المجون
و أصحاب العملات
الخاسرة
رضى الفتى سترها
فهى شريفة
النزوع
أبية عن الفسق
لكن شاء لها
القدر
تلك الورطة
الغادرة
لم تتعرض فتاة
لمثل ذلك
و لم يتعرض فتى
لمثل ذلك
وتمزق المجتمع
تقارب الزمان
ونقص العمل
و زاد الشح
وظهرت الفتن
وكثر الهرج
و القتل
الجثث أشلاء
و العقول هباء
و النتائج متواضعة
و التبصر غائب
من أجل فتية
أرادوا الثورة
و أرادوا الخراب
حللوا الشر بالناس
بالخير المقيم
و الإمان
و أباحوا السفك
ظهرت الساعة
و لبس الناس
للإيمان
رداء الإستجرام
و البغى
و إلتبس الحق
بالباطل
اذا مازاعت الفتنة
منهم من يستجيب
و يشرعون افعال
منها النفوس
تستريب
لقد تزوج الفتى
ل يعطى درسا
لهم فى صلب
مايريدون
فى الفراغ
الذى هم فيه
مكثون
فى الإنسلاخ
الذى فيه
تمردوا
فى القيمة
التى يريدون
أن تصل الينا
فى التاريخ
الذى يدون
و فى الصفحة البيضاء
التى لطخوها
بالدم
تزوج الفتى الفتاة
أبى الهروب
كان بينهم شطآن
الخطوب
و محيط غريق
اجتازه بكل كبرياء
لم يمتلك سوى
زورق الحياء
و مُثل غريبة
و مبادئ غريقة
فى عالم
غريب و غريق
تتحطم فيه
النخوة سريعا
و تتغير الأفكار
أسرع
قالوا له لايجوز
التزوج بحامل
الولد للفراش
وللفتاة الحجر
حتى تضع حملها
ثم يتزوجها
إن أراد حصد
زرع آخر
انتظر حتى ميلادها
ثم تزوجها
لم يرض عنه احد
لكن رضى عن
نفسه
وكفى
محمود العياط
من ديوان الزواج بحامل